من الإجراءات العملية لقرارات قمة الرياض العربية الإسلامية تشكيل لجنة مشتركة مكونة برئاسة وزير خارجية المملكة العربية السعودية بمشاركة وزراء خارجية ممثلة لدول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تتولى مهمة الإتصال مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن تبين الموقف العربي الإسلامي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعموم أراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذاته الصلة بالقضية الفلسطينية.
لقد تابع المهتمين من القوى السياسية والحزبية والإعلامية والحقوقية والفكرية والمجتمعية إضافة إلى جمهور الشعب الفلسطيني والعربي ليس في قطاع غزة والضفة الغربية فحسب بل في جميع أنحاء الوطن العربي والعالم الإسلامي نتائج ما تتمخض عنه الجولة الوزارية لما تمثله ومدى تجاوب قادة الدول المستهدفة بالزيارة لمطالب قادة الدول العربية والإسلامية فيما يخص عددا من الأهداف منها :


أولاً: الدعوة لإستصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي الإرهابي على قطاع غزة ولجم جرائم ميليشيات عصابات المستوطنين في مدن وقرى الضفة الغربية وخاصة في القدس.


ثانيًا: رفع الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة وما يشمله من قطع المياه والكهرباء والغذاء والوقود والإتصالات وغيرها من مقومات وأسس الحياة.


ثالثًا: التصدي لمخطط سلطات الإحتلال الإسرائيلي بتهجير الشعب الفلسطيني خارج مدنهم وقراهم تمهيدا لطردهم خارج وطنه.


رابعًا: الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام يهدف لإلزام "إسرائيل" تنفيذ القرارات الدولية بإنهاء إحتلالها الإستعماري الإحلالي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.


نتائج الجولة:


إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أهداف جولة وزراء الخارجية وامناء عام الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدول دائمة العضوية بمجلس الأمن فإننا نخلص إلى أن الوفد لم يحقق النجاح المستهدف وما نلمسه على أرض الواقع دون أي مؤشرات لتغيرات إستراتيجية لمواقف بعض تلك الدول يقودنا إلى تلك القناعة مستندة إلى:


أولاً: إستمرار مواقف الدول المستهدفة دون تغيير او تقدم وخاصة الموقف الأمريكي بإستخدام الفيتو بتحد صارخ للمجتمع الدولي.


ثانيًا: لم نلمس اي خطوة عملية ضاغطة لوقف حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.


ثالثًا : لم تزل تلك الدول تعتبر إستمرار العدوان الهمجي الإسرائيلي دفاعًا عن النفس خلافا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.


رابعًا: عدم الدعوة لعقد مؤتمر دولي يضع جدول زمني لإلزام سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لإنهاء إحتلالها لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا وفق قرارات الجمعية العامة رقم 181 و 19 / 67 / 2012 وتنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2334.


خامسًا: إستمرار القصف الإسرائيلي العنيف وإستخدام الأسلحة المحرم دوليا كالقنابل الفسفورية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .


سادسًا: إستمرار التصريحات الإسرائيلية العدوانية عن رفضها وقف العدوان ولو لإعتبارات إنسانية كما تؤكد على المضي بتدمير غزة وإستهداف المشافي والمراكز الصحية وقطع المياه والكهرباء والوقود وغيرها من مقومات الحياة وقتل المدنيين من كافة الشرائح وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ بهدف تهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه.


لماذا الإخفاق:


يعود الإخفاق في الإستجابة لمطالب الوفد العربي الإسلامي المشترك ليس في ضعف الأداء او عدم عدالة المطالب او إنتهاكها لميثاق ومبادئ وأهداف الأمم المتحدة او إنتهاكها للقانون الدولي وإنما يعود إلى:


* قناعة تلك الدول بشكلية الزيارة وبأنها لا تعدو كونها اكثر من علاقات عامة إرضاءا لشعوبها.


* غياب الموقف الصلب الخشن اي غياب ولو بالتلويح عن إمكانية إتخاذ إجراءات موحدة سياسية وإقتصادية ودبلوماسية بحق اي دولة تقف محايدة او داعمة للعدوان الإسرائيلي الهمجي ولإستمرار الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي لفلسطين او تحول دون تنفيذ القرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية عبر إستخدام الفيتو او تسويفها عبر مصطلحات كإحياء مسار للسلام بدلا من فرض جدول زمني على سلطات الإحتلال لتنفيذ القرارات تحت طائلة العقوبات.


ماذا بعد؟:


من المهم للدول العربية والإسلامية بعد إستخفاف بعض الدول دائمة العضوية ببيان وقرارات القمة المشتركة التي يحملها الوفد المشترك وعدم الاستجابة لمطالبهم وما تاجيل لقاء وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إجتماعه مع الوفد كما ذكرت وسائل إعلامية " إلى ما بعد إنتهاء جلسة مجلس الأمن إلا تعبير عن ذلك وهذا يستدعي ان لا يبقى الصمت سيد الموقف او تبقى عاجزة عن الرد إنتصارا لذاتها ولإرسال رسالة لأمريكا وغيرها ان مرحلة الضعف والتشرذم قد ولت وان أمن ومصالح الدول العربية والإسلامية واي منها خط أحمر.


الآن مطلوب الدعوة لقمة عربية إسلامية مشتركة لإعادة الإعتبار لكيانها الذي يمتلك مقومات وادوات قوة لا يمتلكها اي كيان وحدوي آخر ولفرض نفسها قطب مستقل بذاته مع قرب ولادة نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ودون ذلك ستبقى دولنا وحدتها وامنها وإستقرارها مستباحا من قوى الإستعمار العالمي....
ستبقى فلسطين حريتها وإستقلالها البوصلة والعنوان والجدار الصلب أمام نجاح المخطط الإستعماري التوسعي بتقسيم الدول العربية والإسلامية خاصة الكبرى من حيث المساحة والمكان والثروات والموقع الإستراتيجي ....
هل من أمل ببدء التصدي للمشروع الإستعماري الأمريكي وادواته كالكيان الإسرائيلي الإرهابي عبر سحب السفراء وطرد السفراء وهذا أضعف الإيمان.....؟!