في الوقت الذي تتزايد فيه الانتقادات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتتراجع شعبيته هو وحزبه بشكل كبير جداً في الاستطلاعات، يحاول تحسين صورته سعيًا إلى إعادة ناخبين تراجعوا عن تأييده ودعمه.

في هذا السياق، عقد نتنياهو اجتماعين على الأقل الأسبوع الماضي، جرى خلالهما التداول في وضعه السياسي وفي خطوات يعتزم القيام بها بهدف تحسين صورته أمام الجمهور، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء، وذلك في الوقت الذي يكرر فيه الدعوة إلى عدم الانشغال بمواضيع سياسية داخلية وحزبية أثناء الحرب على غزة.

ووفقًا للصحيفة، وُصفت هذه المداولات بأنها سياسية وليست أمنية، وشارك فيها مقربون من نتنياهو، بينهم وزير القضاء ياريف ليفين، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، إضافة إلى عدد من مستشاري نتنياهو، وعُقدت هذه المداولات في مكتب رئيس الحكومة في الكنيست، كذلك عُقدت مداولات أخرى مشابهة مؤخراً.

وكانت أقوال نتنياهو لافتة خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أول من أمس، عندما قال إن "عدد ضحايا أوسلو مطابق لـ7 أكتوبر"، وكان يشير بذلك إلى عدد القتلى الإسرائيليين بعد توقيع اتفاق أوسلو وخلال الانتفاضة الثانية، ومخاطبًا ناخبي اليمين الذي عارضو هذا الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكرر نتنياهو ذلك في مقطع فيديو صادر عن مكتبه، وقال فيه "بودي أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل بالعودة إلى خطأ أوسلو".

وأفادت الصحيفة بأن رسالة نتنياهو هذه تعالت خلال المداولات السياسية التي أجراها نتنياهو في الأيام الأخيرة.

وجرى تخصيص جزء من المداولات الأخيرة التي عقدها نتنياهو للوزير غدعون ساعر من كتلة "المعسكر الوطني"، التي انضمت إلى الحكومة بعد الحرب على غزة.

وأضافت الصحيفة أنه تم تعيين مسؤول مقرب من نتنياهو بشكل غير رسمي، من أجل العمل على بقاء ساعر في الحكومة في حال قرر بيني غانتس الانسحاب منها.

ويأتي ذلك في أعقاب أقوال ساعر خلال مقابلة أدرتها معه القناة "13"، وجاء فيها أنه "سنحقق أهداف الحرب عندما يعود السكان إلى الجنوب، والعدو لا يقف على قدمه ولا يكون هناك اسرى في غزة، ويحظر الانسحاب من حكومة الحرب أثناء الحرب".

واعتبروا في مكتب نتنياهو أقوال ساعر أنها تعبير عن رغبته بالبقاء في الحكومة لسنة ونصف السنة، وأن لأقواله تأثير على أعضاء حزب الليكود.