اطلع عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في دولة فلسطين وعدد من قناصل الدول، اليوم الأربعاء، على واقع أبناء شعبنا في مناطق السفوح الشرقية في القدس المحتلة، الذين يعانون من الاستيطان ومخططات التهجير القسري والترحيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك خلال جولة نظمتها وزارة الإعلام ودائرة حقوق الإنسان بمنظمة التحرير الفلسطينية، بالشراكة مع محافظة القدس، وبحضور أعضاء من اللجنة التنفيذية للمنظمة، وأعضاء من مركزية حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

وبدأت الجولة بزيارة تجمع أبو النوار البدوي. وقال نائب محافظ القدس عبد الله صيام، إن هذا التجمع مثال على معاناة التجمعات البدوية في القدس، وإن سكان القرى والمخيمات والبادية في القدس يعيشون حالة من التشظي الديمغرافي، مشيرا إلى الجبال المحيطة بالتجمع والتي أقيمت عليها خمس مستوطنات من كل الاتجاهات.

وأضاف أن التجمع يعاني من عدة مشاكل، وصعوبات يزيد الاحتلال منها، إذ يهدم ويضيق على أهالي التجمع، ويمنع من التوسع في والبناء في التجمع، ما يضطر أكثر من 15 فردا للعيش في "كرفان" واحد، والشباب للهجرة للمدينة.

وتابع: "العالم يبحث عن الحفاظ على الحياة الطبيعية من نباتات وحيوانات، وعلى ألا تنقرض الحياة البدوية، ولكن نحن يمنعنا الاحتلال في كل لحظة من ممارسة حياتنا البدوية، فهو يسيطر على حياة البدوي وابن المدينة والقرية لصالح التوسع الاستيطاني".

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد التميمي، "إن الاحتلال يهدم البيوت ويقتلع الاشجار ويقتل أبناء شعبنا، ويمارس كل الاعتداءات علينا، لكن رغم ذلك فهذه أرضنا وليست للاحتلال".

وأشاد التميمي بصمود المواطنين في أرضهم، مؤكدا أن الأقصى ستبقى لنا، وأن الأسرى سيتحررون، وأن تلك الجولة هدفها سماع ما لدى تلك التجمعات من مشاكل ومحاولة التخفيف منها.

واطلعت الوفود على واقع معاناة تجمع عرب الجهالين وما يعانيه سكان المنطقة من مضايقات الاحتلال، وتحدث ممثلون عن التجمع عن واقع المعاناة التي يعيشونها داخل مناطق سكناهم، بسبب الاحتلال ومستوطنيه، الذي يحاول منع أي مظاهر الحياة، إذ تنفذ قوات الاحتلال عمليات هدم كثيرة، وتمنع عمليات تأهيل الطرق، وتزويدها بخطوط مياه وكهرباء.

من جهته، قال الملحق السياسي في ممثلية روسيا في فلسطين فيكتور كوجيناك: "لأول مرة نتحدث مع أهالي المناطق البدوية في فلسطين، الذين يعيشون في ظروف صعبة، تحاورنا معهم بخصوص المشاكل والمتاعب الاجتماعية والاقتصادية".

وأردف أن الجولة كانت مفيدة بالنسبة لهم، لأنه من الضروري أن يروا بأعينهم كل المتاعب لشعبنا، خاصة الجزء البدوي منه، منوها إلى أن كل المجتمع الدولي وليست روسيا وحسب، يجب أن يخلق مجالا للتنمية المستدامة لهذه المجتمعات، ولا يجب أن يقتصر الأمر على المساعدات الإنسانية، مؤكدا أن المؤسسات الروسية والأممية والدولية ستعمل في هذا الشأن.

واختتمت الجولة بزيارة بلدة جبع المحاصرة بجدار الضم والفصل العنصري، وتحدث رئيس المجلس البلدي سامي توام عن المشاكل التي تعاني منها البلدة، وأبرزها مشاكل الاستيطان، حيث تبلغ مساحة البلدة 24 ألف دونم، استولى الاحتلال على 22 ألف دونم منها، محاطة بشارع استيطاني من ثلث جهات، والجهة الغربية عبارة عن معسكر لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الاحتلال هدم قبل أيام تجمعا بدويا، وقبل شهر هدم منزلا بحجة أنه قريب من الشارع الاستيطاني.

وتطرق إلى التضييقات على المزارعين، وعدم القدرة على تعبيد الطرق لتسهيل وصولهم إلى أراضيهم، إضافة إلى المشاكل البيئية، بفعل الكسارات ومزارع المواشي، ووجود مكب نفايات على مدخل البلدة.

وطالب بتوفير الدعم المادي واللوجستي لتعبيد الشوارع في البلدة، وإنشاء حديقة لتكون متنفسا للأطفال، وتوفير مشاريع تنموية لخلق فرص عمل للشباب في البلدة، وإنشاء غرف صحية في المدارس.