في مثل هذا اليوم وقبل خمس سنوات، ترجل الأخ القائد عثمان أبو غربية من علياء مقاومته، ومضى للقاء ربه وأخوانه ورفاق دربه الغر الميامين الذين قضوا من أجل فلسطين.
كان رحمه الله  قائداً متواضعاً دمث الخلق، وحليماً، وانساناً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وكان يعيش بين أبناء شعبه كواحد منهم، يمرض بمرضهم، ويفرح بفرحهم، ويحزن بحزنهم.
 ترجل الفارس أبو عبدلله ، ولم نسمع منه كلماته الأخيرة، لكننا نستطيع استقراءها من مسيرته التي لم يهن فيها يوماً، ولم يخن، ولم يحبط، ولم يتزعزع عن الإيمان بحق شعبه في الحرية، وفي الكرامة والاستقلال ودحر الاحتلال البغيض.
رحل أبو عبدلله وتركنا وراءه وكأنه يقول لنا جميعاً تركتكم على العهد، فإياكم أن تتخلوا عنه. تركتكم على عهد سقط في سبيله شهداء وأسرى من أجل الحرية، وكتمت في سبيله أحلام. تركتكم على العهد وقد مررنا سوياً بمراحل مختلفة، ومتباينة، فيها الانتصارات، وفيها الهزائم، وفيها الخطأ وفيها الصواب. ولكن إياكم أن تشكوا في قدرة الشعب الفلسطيني الجبار الذي أنجبت أمهاته الرجال الأبطال والأسرى والشهداء العظام، رحل وحاله يقول لنا ومن خلف ابتسامته المعهودة: "حرروا أوطانكم أو موتوا وأنتم تحاولون. ولكن إياكم والتراجع عن عهد الشهداء".