تقرير:  زهران معالي

نسفت حجارة المستوطنين فرحة عائلة المواطن علاء صوافطة (36 عامًا)، ومخططاتها للاحتفال بذكرى ميلاد طفلها جاد الثالثة.

الثامنة من مساء الخميس الفائت، سلكت عائلة صوافطة طريق مدينة رام الله حيث تقيم، نحو مدينة طوباس حيث مسقط رأسها، عاشت خلالها رعبًا حقيقيًا، لتنجو من الموت بأعجوبة.

فعندما وصل صوافطة رفقة زوجته وطفليه جاد (3 سنوات) ومجد (6 سنوات)، على مقربة من قرية برقة شمال شرق رام الله، تفاجأوا بهجوم بالحجارة شنه المستوطنون على مركبتهم، وإصابة الطفل جاد ووالدته بجروح.

يقول صوافطة إلى أن جميع من في المركبة ظاهرين لمن خارجها، كونها كانت مضاءة من الداخل في تلك اللحظة، لأن طفله جاد كان يبحث أسفل المقعد عن كيس "البامبا" خاصته.

ويضيف صوافطة لـ"وفا" إن "الأجواء كانت معتمة، وعندما وصلنا مفرق القرية، أضاء شخص لنا من بعيد بكشاف، اعتقدت أنه شرطة إسرائيلية وبادرت للتخفيف من السرعة حتى الوقوف، فإذا بمستوطنين اثنين يحيطان بالمركبة، أراد أحدهم فتح الباب بقوة، بينما راح الأخر يضرب بقدمه مقدمتها".

لم يتمكن المستوطنان من فتح المركبة، لتنصدم العائلة بمهاجمتها من قرابة عشرين مستوطنا آخرين بالحجارة ما أدى لتحطيم زجاج المركبة، ما دفع صوافطة للضغط على دواسة البنزين والهروب من الموت المحقق لعائلته بأعجوبة، وفق قوله.

ويؤكد أنه سار بالمركبة أثناء تساقط حجارة المستوطنين عليها أكثر من 100 متر، حتى وصل تجمعا لجيش وشرطة الاحتلال، فأوقف المركبة وطلب إسعاف طفله جاد الذي أصيب بوجهه وزوجته التي أصيبت بحجر بيدها.

"المستوطنون نسفوا كل مخططاتنا للاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة لميلاد جاد، كان المخطط أن نحتفل بميلاده مع العائلة بطوباس يوم الجمعة، لكن اضطررنا للعودة إلى مدينة رام الله حيث جرى إسعافه بمجمع فلسطين الطبي"، يضيف صوافطة.

ويتابع: "للمرة الأولى أشعر بالرعب على عائلتي، لم أتعرض لمثل هذا الهجوم من قبل، كانوا على قدر كبير من الوحشية ضد الأطفال، كان الموت أمام أعيننا، هربت بسرعة من الموت أنا وعائلتي".

ومنذ أشهر باتت الطرق الرئيسية الواصلة بين مدن الضفة الغربية محفوفة بالمخاطر، إثر الاعتداءات المتكررة من المستوطنين المنتشرين بمجموعات منظمة على المفترقات.

ومنذ تصاعد اعتداءات المستوطنين على الشوارع الرئيسية والمفترقات، اضطر صوافطة لتنسيق مغادرته مدينة رام الله إلى طوباس نهاية الأسبوع مع أصدقائه وعائلاتهم، حتى يتجنب تلك الاعتداءات.

"لم نعد نشعر بالأمان على الطرق مع جنون المستوطنين وعربدتهم" يضيف صوافطة.

لغاية اللحظة، مازالت الصدمة تخيم على الطفلين جاد ومجد من بشاعة الحادثة، فيروي الطفل مجد بعض تفاصيل الحادثة قائلا: "المستوطنين كانوا بدهم يقتلونا، حاول يفتحوا باب السيارة، وضربوا الحجارة علينا، ما خلونا نحتفل بعيد ميلاد جاد".