دعا سياسيون فلسطينيون، المجتمع الدولي إلى تجسيد تضامنه مع الشعب الفلسطيني من خلال اعترافه بدولة فلسطين، وضرورة دعم مبادرة الرئيس بعقد مؤتمر دولي للسلام.

وأكد السياسيون في حديث لـ"وفا" لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف اليوم التاسع والعشرين من تشرين ثاني من كل عام، أن الشعب الفلسطيني يستحق حق تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة لفلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ووجه مفوض العلاقات الدولية في حركة "فتح" روحي فتوح، دعوته للعالم للوقوف إلى جانب الاستقلال والحقوق الفلسطينية.

وأضاف، "ندعو قادة العالم والهيئات السياسية والمنظمات الإنسانية إلى ترجمة تضامنهم مع الشعب الفلسطيني إلى أفعال، حان الوقت ليتبنى العالم سياسات ملموسة وحاسمة تتخذ إجراءات فورية ضد الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته للقانون الدولي، لوقف سياسات الحكومة الإسرائيلية التمييزية والممارسات غير القانونية بما في ذلك الاستيلاء على الأراضي، والمشاريع الاستعمارية الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، والاعتداءات العسكرية، وغيرها الكثير".

وأشار فتوح الى أن الوقت مناسب لسياسة حقيقية وعادلة من قبل قادة العالم للارتقاء إلى مُثلهم وقيمهم والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لحماية الأراضي الفلسطينية بموجب القانون الدولي وفرض عقوبات فورية على المستوطنات والاحتلال غير الشرعيين، وتنفيذ قرارات الامم المتحدة 242 و 338 و 478 و 2334.

وأكد فتوح أن الشعب الفلسطيني يستحق حقه في تقرير المصير والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة لفلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لافتا أن سياسات إسرائيل الاستيطانية المكثفة تتصاعد بشكل تدريجي في تحد لكافة القرارات الدولية الأمر الذي يؤدي إلى انهاء الأمل الأخير لتسوية سلمية بين فلسطين وإسرائيل على أساس حل الدولتين.

بدوره، قال رئيس ادارة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصه وادارة حقوق الانسان في وزارة الخارجية والمغتربين، السفير عمر عوض الله: إن "يوم التضامن الذي أقره المجتمع الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في عام 1977 من أجل تحقيق حقوقه، يجب أن يتجسد بتطبيق قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة للامم المتحدة حقوق المشروعة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في تقرير المصير، والسيادة والاستقلال، وعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم الاصلية وممتلكاتهم".

وأضاف، "على المجتمع الدولي أن يتخذ خطوات فاعلة لتعزيز جبهة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني نحو انهاء الاحتلال، ومواجهة مشاريع الضم الفعلي المتمثلة بالتغول الاستيطاني وتوسيع المستوطنات".

وتابع عوض الله: إن التضامن الدولي يأخذ مستوى رسميا على مستوى الحكومات ويظهر تضامنهم من خلال التصويت على القرارات التي تقدمها فلسطين، كما وعلى مستوى الشعوب وفلسطين كانت دوما تقدم المبادرات للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات واضحة لحماية حقوقة وتفعيل الدور الدولي لذلك كانت مبادرة الرئيس الأخيرة التي أعلن عنها في مجلس الأمن والتي تتمثل بعقد مؤتمر دولي للسلام لترجمة الموقف الدولي نحو انهاء الاحتلال الذي يشكل السبب الرئيس لعدم لاستقرار وضرورة لتحقيق الامن الاقليمي والدولي.

ودعا الى ضرورة أن تتحول هذه المواقف الدولية إلى أفعال على الأرض، من خلال مواجهة سياسة الاستيطان والضم، ومساءلة اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال وتفعيل الآلية القانونية لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين، وحماية أبناء شعبنا، والاعتراف بدولة فلسطين، وعدم الاعتراف بأي سلطة لإسرائيل على الأراضي المحتلة عام 1967، ومنع دخول بضائع المستوطنات الى الدول الأوروبية وجميع دول العالم.

وطالب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 67 وعاصمتها القدس وتبني رؤية الرئيس محمود عباس لاقامة سلام عادل وشامل في المنطقة بإلزام اسرائيل بالقانون الدولي وتبني رؤية الرئيس لاقامة سلام عادل وشامل في المنطقة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صرح على الموقع الرسمي للأمم المتحدة: "فلنعمل معا على تجديد التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني في سعيه إلى الحصول على حقوقه غير القابلة للتصرف وبناء مستقبل يسود فيه السلام والكرامة والعدالة والأمن".

وأشار الموقع الى أن الاحتفال هذا العام سيكون في 1 كانون الأول القادم بسلسلة من الاجتماعات الخاصة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث ستجتمع اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وهي هيئة تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تعمل على تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال. وسيحضر الاجتماعات المعنية باليوم الدولي ممثلو الدول الأعضاء والأمين العام وممثلو المنظمات الحكومية الدولية والمجتمع المدني وغيرهم ممن سيدلي ببيانات حول قضية فلسطين ويشارك في الافتتاح الرسمي لمعرض افتراضي بخصوص الاحتفال.

ويصادف اليوم أيضا مرور 8 سنوات على قرار رفع التمثيل الفلسطيني إلى صفة "دولة مراقب غير عضو" في عملية تصويت تاريخية في الجمعية العامة الأمم المتحدة، بأغلبية 138 دولة، مقابل 9 ضد، وامتناع 41 دولة عن التصويت، ما وضعها على خارطة الجغرافيا وبين الدول والشعوب

وكانت الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة أعلنت في العام 1977، يوم 29 من تشرين الثاني من كل عام يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وهو ذات اليوم الذي أوصت به بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية في 29/11/1947 وتحويل القدس بضواحيها الى وحدة اقليمية ذات طابع دولي خاص.

وشكل قرار التقسيم طعنة للشعب الفلسطيني لأنه سلب وانتزع الأراضي من أصحابها الأصليين، واستجابة لدعوة موجهة من الأمم المتحدة، تقوم الحكومات والمجتمع المدني سنويا بأنشطة شتى احتفالاً باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتشمل هذه الأنشطة إصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم وعقد اجتماعات، وتوزيع مطبوعات ومواد إعلامية خاصة بالقضية والحقوق الفلسطينية.