نظَّم إتحاد العاملين في لبنان "لائحة العودة والكرامة"، اعتصامًا حاشدًا رفضًا لتقليص الخدمات للاجئين، ومنعًا للقضاء على مؤسسة الأونروا، وضد انتهاك حقوق الموظفين بوجه قرار المفوض العام القاضي بتجزئة رواتب الموظفين، وذلك أمام مكتب مدير خدمات المخيم في عين الحلوة، اليوم الثلاثاء ١٧-١١-٢٠٢٠.

الاعتصام الحاشد والذي تزامن مع وقفات مماثلة في كافة الأقطار والمناطق في لبنان بناء على قرار الاتحادات، رفع شعار دعم توظيف المياومين والعقود والعمال والروسترات والخدمات، حيث شارك في الاعتصام الغاضب عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان مسؤول المكاتب الحركية والمنظمات الشعبية أكرم بكار، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وكوادر الحركة كافة، والاتحادات، والمكاتب الحركية، ومسؤولين وممثلين عن فصائل المنظمة في منطقة صيدا، واللجان الشعبية، والمؤسسات، والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني.

وقفة الغضب رفعت شعارات المطالبة بحقوق اللاجئ الفلسطيني بعرافة طارق منهل الذي قدَّم المتحدثين، فكانت البداية مع أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة جمال الصفدي قال في كلمته: "فوجئنا بقرار المفوض العام التعسفي الذي طال جميع الموظفين لا سيما تجميد التوظيف وتأجيل الرواتب، وهذا مؤشر خطير يؤدي إلى تقليص الخدمات تمهيدًا لعملية إنهاء عمل الوكالة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها أبناء شعبنا".

وأضاف الصفدي: "إننا في اللجنة الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية نطالب إدارة الأونروا بالتراجع الفوري عن هذه القرارات التعسفية، والعمل على تحسين جميع الخدمات، والقيام بواجبها الإنساني، وندعو لاعتماد موازنة ثابتة سنوية للأونروا أسوةً بباقي المؤسسات، وكذلك وضع خطة طوارئ إغاثية شاملة، وتقديم مساعدات عينية ومالية بشكل دائم".

ثم كانت كلمة اتحاد العاملين -لائحة العودة والكرامة تحدث باسمها الأستاذ عبد السلام اسماعيل قال فيها: "نتمسك بالأونروا لأنها شاهد أممي على حجم معاناتنا، وهي لم تكن شاهدة فقط بل ملزمة بتخفيف هذه المعاناة، فالشاهد على معاناتنا هي معاناتنا نفسها وقبور أجدادنا ومفاتيح بياراتنا وبيوتنا التي تؤكد وترسخ حقنا في العودة إلى هذا الوطن السليب، فإن ما نتلقاه من المجتمع الدولي ليس معونات، هو واجب على هذه الدول التي شاركت في المؤامرة التي أدت إلى اقتلاع هذا الشعب من أرضه".

وأضاف: "منذ سنوات ونحن العاملين في الأونروا نتحمل جهودًا مضاعفةً انطلاقًا من كوننا حريصين على أن تستمر الخدمات وبشكل جيد للعاملين".

وحذر اسماعيل في كلمته من قرارات المفوض العام للأونروا قائلاً: "هذا ينذر بالخطر بأن هناك مؤامرة تحاك على اللاجئين وعلى قضيتنا، فمطلوب أمريكيًا منا تحديد الولاية وتعريف اللاجئين وهذا باكورة الخطر والإنهاء لقضيتنا، أخشى أن يكون مكتب المفوض العام يتماهى مع هذا المشروع الخطر".

وكذلك تحدث اسماعيل في كلمته عن حماية الصرح التعليمي الهام وهو مركز سبلين الذي يشكل نافذة للشباب الفلسطيني، وهو مهدد اليوم من ناحية تقليص عدد الحصص التعليمية، ومن ناحية سوء الإدارة في اختيار مكان الحجر الصحي -مع أهميته- فصفوف التلاميذ ليست مكانًا للحجر الصحي. مطالبًا بإرشاد الانفاق الذي لا يمس بشكل مباشر بخدمات اللاجئين.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية كانت لأمين سرها في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، رفض فيها باسم فصائل المنظمة ما ورد على لسان المفوض العام في تصريحه الذي نشره في التاسع من الشهر الحالي. مؤكدًا أن فصائل المنظمة مع العاملين وإلى جانبهم ولن تتركهم، وتقدر وتثمن عاليًا ما يقومون به من تضحيات في سبيل استمرار تقديم الخدمات الأساسية في ظل جائحة كورونا وهم في الخطوط الأمامية.

وقال شبايطة: "إن المساس بأي من الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا وعلى رأسها الطبابة والتعليم هو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني، وسنواجه هذا القرار في حال تنفيذه بكل الوسائل المتاحة، ونستغرب هذه الجرأة لدى المفوض العام التي لم يسبقه أحد عليها طوال الواحد وسبعين عامًا من عمر الأونروا".

وأضاف شبايطة: "إن المساس برواتب الموظفين هو بمثابة قرار إعدام لهم حيث لن يتمكن الموظف من دفع أقساط أولاده الجامعية ولا الدفعات الشهرية المتوجبة عليه ولا حتى العيش بكرامة وهي التي طالما تغنت بها الأونروا بأن الكرامة لا تقدر بثمن".

وفي ختام اعتصام الغضب سلَّم وفد من اتحاد العاملين في لبنان -لائحة العودة والكرامة ضم الأستاذين زيد فاعور وعبد السلام اسماعيل مذكرة احتجاج للمفوض العام تسلمها رئيس وكالة "الأونروا" في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب فيها جملة من المطالب التي تحفظ حق الموظف وعموم اللاجئين من أبناء شعبنا بعد أن تمت قراءتها من قبل الأستاذ والشاعر طه العبد على مسامع الحشود المشاركة.

تصوير: فادي عناني