"16" عامًا على استشهادك سيدي الرئيس، والكفاح الفلسطيني مستمر وحتى نيل الحرية والاستقلال. يُصادف اليوم الـ 11 تشرين الثاني، الذكرى السنوية السادسة عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسرعرفات ـ أبو عمار.

ترجل المناضل الرئيس، رمز فلسطين وشهيدها الكبير أبو عمار، قبل أوانه، ونحن بأمس الحاجة إليه. لقد رحل الشهيد ياسر عرفات جراء حصاره من قبل قوات الغزو والعدوان الاسرائيلي في مقره بالمقاطعة بمدينة رام الله في فلسطين، جراء تمسكه بالثوابت الوطنية، ورفضه الإملاءات، والإذعان للآخرين من أعداء شعبنا ومغتصبي حقوقنا الثابتة في الحرية، والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وقـد رسخ برحيله نهجًا ثوريًا صلبًا، وبات منارة نهتدي بها، ولا يحيدُ عنها  المناضلون والمخلصون من أصحاب الحقوق.

رحل صاحب الحنكة الواسعة والإرادة الفولاذية، المعروف بثباته وصموده في مواجهة مختلف التحديات، في زمن السلم وفي زمن الحرب، صاحب الطلقة الأولى، قائد قوات الثورة الفلسطينية المعاصرة، ومؤسس حركة "فتح" وزعيمها، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "الممثل الشرعي والوحيد لأبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات".

أبو عمار عرفته هضاب جنوب لبنان الحبيب، ممتشقًا سلاحه، ويرنو إلى فلسطين، يتوقها حُبا وعشقا، وعرفته بيروت الصامدة، يواجه الارهابي شارون وعصابته من قوات العدوان والاحتلال الاسرائيلي في العام 1982، وكذلك فقـد عرفته أروقة الأمم المتحدة وهو يصدح بصوته "جئتكم حاملاً بندقية الثائر بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى، فلا تسقطوا الغصن الأخضرمن يدي"، وعاد الثائر، ربان سفينة العودة، بعـد اتفاق أوسلو إلى أرض الوطن، وجعل من غـزة أولاً محطة للوصول إلى باقي أرجاء الوطن المحتل، وأعلن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وانتخب رئيسًا لها.

لقد رحل الشهيد ياسر عرفات قبل 16 سنة بجسده، لكنه ترك إرثًا نضاليًا وانجازات وطنية ما زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل كنس الاحتلال الاسرائيلي وإقامة دولة فلسطين السيدة المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس. رحل أبو عمار، وقـد أرسى نهجًا ثوريًا، يسير على خطاه هذه الأيام رفيق دربه وشريكه في تأسيس حركة "فتح"، الأمين المؤتمن سيادة الرئيس محمود عباس.

في الذكرى السنوية لرحيل الشهيد الرمز أبو عمار  نقول له أننا على الوفاء والعهد، نمضي على دربه وفي سبيل الحقوق الثابتة لشعبنا ومهما غلت التضحيات.

المجد للشهيد أبو عمار ولكافة شهداء ثورتنا وشعبنا الفلسطيني، والحرية للأسرى والأسيرات، والشفاء العاجل للجرحى ، والنصر لشعبنا.