نشرت صحيفة "الوشنطن بوست" يوم الأربعاء الماضي خبرًا عن فضائح نتنياهو وزوجته سارة، وكيفية ابتذاله لنفسه ولمكانته السياسية أمام حلفائه الأميركيين، وكشف عن عقلية الصهيوني الرخيص، فجاء في الخبر المخزي والمعيب، أن رئيس وزراء إسرائيل، الفاسد بامتيباز أحضر، وزوجته "معهما مجموعة من الحقائب المملوءة بملابسهما القذرة لغسلها في مغسلة البيت الأبيض مجانًا، وأن طاقم العاملين في مقر الرئاسة الأميركية غسلها في المكان المخصص لغسيل الأجانب"!

مجموعة أسئلة تطرح نفسها على زعيم دولة الاستعمار الإسرائيلية، ألا يوجد غسالة ملابس في مقر إقامتك في شارع بلفور، وعلى حساب الدولة؟ وعلى أي أساس للمرة السادسة تحمل حقائب مملوءة بالملابس الوسخة على حساب الشعب الأميركي، ودافع الضرائب؟ وهل زيارتك، التي لا تتعدى 24 أو 48 ساعة تحتاج حمل حقائب العائلة البخيلة والفاسدة كلها لتغسلها في واشنطن؟ وعما يدلل ذلك، ألا يعكس نفسيتك المريضة ونفسية زوجتك المتورطة معك بقضايا الفساد الثلاث؟ وألا يدلل هذا عن طابع اللصوصية المتأصل في شخصك؟ وهل تعتقد في هذا التصرف أي نوع من "الفهلوة" و"الشطارة" أم العكس؟ وألا ترى أن التربية الاستعمارية، وعقلية "اليهودي" المرابي تتمثل في تصرفاتك ومسلكياتك الرخيصة والدونية؟ وألم تشعر بالعار والخزي عندما تنشر الصحافة الأميركية عن فضائحك الصغيرة والكبيرة؟ وكم من الأموال ستوفر أيها الرجل الفاسد؟ وهل هذه قيمك ومثلك، التي تنافس على أساسها خصومك الإسرائيليين الصهاينة؟ وألا يشعر الحكام العرب المتورطون بالتطبيع القذر مع إسرائيل بالخزي والعار، كونهم يقفون صغارا أمام لص تافه؟

فكرت كثيرًا قبل أن أكتب عن الموضوع، وسألت نفسي أكثر من سؤال، هل يستحق هكذا موضوع الإثارة، والتعليق عليه وقراءته؟ وبماذا سيفيد القارئ؟ وماذا ستضيف للنخب، التي لديها خبرة ومعرفة واسعة بتاريخ الصهاينة خصوصًا، والنموذج اليهودي، الذي سلط الضوء عليه وليم شكسبير، الأديب الإنجليزي العظيم في مسرحيته "تاجر البندقية"؟ وهل الفاسد نتنياهو استثناء، أم هو صورة مصغرة للمرابي الصهيوني أينما كان في العالم؟

وبالنتيجة شعرت أن هناك ألف ضرورة للكتابة عن دونية رئيس وزراء إسرائيل، نموذج الدولة المارقة، والحاكم الملك، الذي يفاخر به الإسرائيليون الصهاينة باعتباره نموذجهم المميز، الذي لا يجدون له بديلاً؟! ويعتبرونه خليفة بن غوريون، رئيس الوزراء الأول لدولة المشروع الصهيوني، وصاحب الكايرزما، وهو لا يتعدى أن يكون ممثلاً مبتذلًا وتافهًا، ومجرد حاوي، يلعب بالشارع الإسرائيلي، كما يحلو له، وهو ما يدلل على جهل وأمية وسخافة هذا الشارع، الذي يقتدي بزعيم الليكود الكاذب واللص والفاسد.

حمل حقائب الملابس الوسخة لغسلها في الولايات المتحدة وبقرار من زوجته سارة، وابنه يئير تكشف مجددًا عن مستوى ضحالة وإسفاف حاكم إسرائيل القوي، وأجزم كاستنتاج من قراءة الخبر، أن نتنياهو أسوة بكل قطعان المستعمرين، مستعد لأن يبيع كل القيم والشعارات السياسية الصهيونية مقابل بعض المال.

لذا أؤكد لكل العرب والفلسطينيين وأقطاب العالم وخاصة للرئيس دونالد ترامب، أن رهانه، ورهان البروتستانت ومن لف لفهم على التاجر الجديد، نتنياهو، بأن يشكل عنوانًا لتحقيق نبوءاتهم وخزعبلاتهم الميثولوجية الأسطورية هو رهان خاسر، لأنه فاقد الأهلية، وكونه يكذب، كما يتنفس، ولا هم له إلا ملء جيوبه من مال الربا والسرقة والمحسوبية والاحتيال والرشوة، والمتاجرة بأرواح اليهود الصهاينة، ووضع مصيرهم وفق أجندته الخاصة، وهذا ما أكد عليه الرئيس ترامب نفسه قبل أيام، عندما قال، إن اليهودي لا هم له إلا نفسه.

ولهذا رفض السلام، ويعمل على تدميره اعتقادًا منه، أنه يزيد من قيمة المتاجرة بالمشروع الصهيوني الوظيفي الاستعمالي، ويعزز من موقعه في عملية السمسرة. بيد أن التاريخ، وإن بدا جائرا الآن أسوة بلحظة النكبة عام 1948 على الشعب الفلسطيني، غير أنه سينصفه ذات يوم عما قريب، لأن اللصوص وحملة حقائب الملابس الوسخة سيهزمون شاء ترامب أم أبى، وشاء من شاء في العالم أم أبوا.