بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية ليوم السبت 19-9-2020

 

*رئاسة

الرئيس يعزي اللواء كلوب بوفاة زوجته

هاتف رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، مساء يوم الجمعة، اللواء عرابي كلوب معزيًا بوفاة زوجته.

وأعرب سيادته خلال الاتصال، عن تعازيه الحارة، داعيا الله عزَّ وجلَّ أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.

 

*فلسطينيات

نقيب المحامين: تصريحات فريدمان تعكس أحقادًا شخصية ضد صمود الرئيس

قال نقيب المحامين جواد عبيدات، "إن تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان تعكس مدى الأحقاد الشخصية على ثبات الرئيس محمود عباس، وصموده في وجه الضغوط والمؤامرات الدولية التي تحاك ضد القضية الفلسطينية".

واستهجن نقيب المحامين تصرفات المسؤولين الأميركيين في اقحام أنفسهم في الشأن الداخلي الفلسطيني، والذي ينم عن جهلهم الحقيقي في معرفة توجهات ومكونات البناء الوطني الفلسطيني، مؤكدًا ان القوى الوطنية وشعبنا يعتبرون الإدارة الاميركية "سلطة طاغية ومتآمرة على حقوق شعبنا الفلسطيني".

وطالب المسؤولين الأميركيين دعوة سلطات الاحتلال بالسماح بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسيه في القدس المحتلة العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتي هي العائق الوحيد امام اجراء الانتخابات الفلسطينية، بدلا من اطلاق تصريحاتهم الحمقاء المخالفة والبعيدة كل البعد عن المبادئ الخاصة بنصوص القوانين الفلسطينية التي تنظم الأوضاع الفلسطينية، والتي اعترفت بها معظم دول العالم والمنظمات الدولية، وذلك ان كانوا يؤمنون بالديمقراطية.

واعتبر أن تلك التصريحات تأتي في سياق افلاس الادارة الاميركية الدائم، لفرض توجهاتها المشؤومة ضد حقوق الشعب الفلسطيني، والتي تأتي دائما على نقيض القانون الدولي والمعاهدات الدولية التي شرعت وبكل قوة حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.

وأكد أن الرئيس محمود عباس بصفته رئيسا لمنظمة التحرير ورئيسا لدولة فلسطين هو من يمتلك حق التمثيل الحصري لكافة قضايا الشعب الفلسطيني، لدى كافة القوى الدولية من بينها الادارة الأميركية.

وقال، "نسجل افتخارنا واحترامنا الكبير لصمود سيادته رمز القيادة الفلسطينية، تجاه هذا العدوان الممنهج الذي لن يستطيع ان يحقق اهدافه المسمومة مهما كانت تكلفة ضريبة الصمود الوطني، لأن قضية الشعب الفلسطيني عادلة، ولن تسقط بالتقادم، ولن ينسى الاحفاد حقوق الأجداد.

 

*مواقف "م.ت.ف"

مركز الأبحاث في منظمة التحرير يصدر العدد 280 من "شؤون فلسطينية"

أصدر مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية العدد 280 (عدد صيف 2020) من فصليّة "شؤون فلسطينية"، والذي يبحث في موضوع "الضم"، والهجمة الصهيونية على شرعية النضال وحق المقاومة والرواية الفلسطينية.

ويتضمن العدد، خمس مقالات تقع ضمن ملف العدد، حملت الأولى عنوان "فلسفات وآليات الضم الإسرائيلية وخطط التصدي لها" لوليد سالم، فيما استعرض فادي النحاس في ورقته تفاصيل وأهداف مخطط الضم الإسرائيلي، وقدم أحمد حنيطي ورقةً بعنوان "قرى القدس: التنمية الرمادية وخطط الضم"، أما ورقة إسلام عطا الله فجاءت بعنوان "منظمات وحملات صهيونية لتقويض الرواية الفلسطينية"، فيما بحثت تينا الجلاد في ورقتها "استثمار إسرائيل لدبلوماسيتها الرقمية في الولايات المتحدة الأميركية".

ورصد باب أنثولوجيا الذي أعده عدنان ملحم ما جاءت به "شؤون فلسطينية" في أعدادها السابقة بما يتصل بملف العدد، تحت عنوان "ثوابت المشروع الصهيوني في فلسطين.. قراءة وتحليل في تفاصيل التاريخ والجغرافيا".

وقدم العدد متابعات لملف الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، من خلال دراسة لوحدة تقدير الموقف في المركز بعنوان: "الاتفاق" الإماراتي الإسرائيلي.. شرق أوسط جديد"، فيما رصد برهوم جرايسي آخر المستجدات والتفاعلات على الساحة الإسرائيلية، كما قدم أحمد عز ورقة بعنوان "العمال وكورونا.. مخبرا للاستعمار الاستيطاني الاستغلالي الإسرائيلي".

أما الدراسة التاريخية في هذا العدد فجاءت بعنوان "الأوبئة في لواء عكا في القرن التاسع عشر" لزهير غنايم، كما أعد مروان عبد العال صورة قلمية حول الراحل حسين أبو النمل، والذي قدمت فيروز سلامة مراجعة لأهم انتاجاته الفكرية.

وقدم العدد تغطية شاملة لندوة المركز التي حملت عنوان "فلسطين والقانون الدولي بعد خطة الضم والتحلل من الاتفاقيات"، والتي شارك فيها كل من أنيس القاسم، وشعوان جبارين، وأدارها وعقب عليها ياسر العموري، بمشاركة أكثر من مائة باحث ومختص في هذا المجال.

ويقع العدد في 229 صفحة، ومتوفر في المكتبات التالية: دار الفكر، والشروق، والجعبة، ومركز الأبحاث. ويرحب المركز بالمواد الصالحة للنشر من الكتّاب والباحثين، على أن تكون ذات صلة باهتمامات المركز، على الموقع www.prc.ps أو على البريد الإلكتروني info@prc.ps.

 

*عربي دولي

سفراء عدد من الدول الإسلامية يؤكدون ثبات مواقف بلادهم تجاه فلسطين

أكد سفراء عدد من الدول الإسلامية دعم بلادهم الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطينى في دولته، وعلى أرضه المحتلة، والقدس الشرقية عاصمتها، ورفض سياسات الضم، والإملاء، والاستيطان والتطبيع.

وأكد سفراء كل من أفغانستان، وأندونيسيا، وماليزيا، وإيران، ومالديف، وتركيا، وبنغلادش، وباكستان، خلال اجتماع دعت إليه سفارتنا لدى سريلانكا التزام بلادهم بهذه المواقف الثابتة، ودعمهم المطلق لدولة فلسطين في مثل هذه الظروف، ووقوفهم معها أمام كل تلك التحديات.

وقد دعت السفارة الفلسطينية إلى اجتماع طارئ للتداول في شأن ما آلت إليه الأوضاع، بعد اتفاقي التطبيع بين الإمارات والبحرين وبين دولة الاحتلال، لما يمثل ذلك من خروج عن ثوابت المنظمة.

وشكر السفير زهير زيد تضامن هؤلاء السفراء في مثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها.

وقال، قد تعرضنا للإساءة المباشرة من أشقائنا، عندما قرروا خلافا لما تنص عليه المبادرة العربية للسلام التي وافقوا عليها، والتزموا بها كل هذه السنين، بالخروج عنها، وبالتالي الخروج عن الإجماع العربي والإسلامي، وفي التطبيع مع دولة الاحتلال التي لا تزال تحتل أرض دولة فلسطين، وتقيم عليها مستعمراتها وترفض الانسحاب منها".

 

*أخبار فلسطين في لبنان

كلمة سعادة السفير أشرف دبور في الذكرى الـ٣٨ لمجزرة صبرا وشاتيلا

بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، كانت كلمة لسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، خلال الاحتفال التأبيني عند النصب التذكاري لشهداء المجزرة في بيروت.

وجاء فيها: "أبدأ وإياكم بتلاوة سورة الفاتحة على أرواح هؤلاء الشهداء، ويستحق منا إخوتنا الموجودون في هذه البقعة المباركة أن يكون لهم صرحٌ يليق بمن ظُلموا على يد العدو الصهيوني وعملائه، وسنعمل معـًا من أجل بناء هذا الصرح إن شاء الله.

كلنا نعرف تمامًا ما هي الظروف التي واكبت العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام ١٩٨٢، حيثُ وُوجِهَ هذا العدوان بمقاومة بطولية شرسة من قبل القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة والشعب الفلسطيني واللبناني، والذي أذاق هذا العدوان المر من خلال صموده وبطولاته، وكلنا لا ينسى بالتأكيد أطفال الـ"آر بي جي" في الرشيدية ومعركة الكرامة والمعارك الكثيرة التي سطر فيها أبناؤنا أروع البطولات إلى أن استطاعت القوات الإسرائيلية محاصرة هذه المدينة الباسلة، وهي أول عاصمة عربية تُحاصَر من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي بعد القدس واستمر الحصار ٨٨ يومًا.

هذا الحصار الذي لم تستطع كل آلات الجيش الإسرائيلي أن تتقدم مترًا واحدًا داخل العاصمة بيروت، حيثُ دافع أبناؤها عنها بشراسة وصمود وأذاقوا العدو معنى النصر والهزيمة وكيف يقاتل الإنسان مقتنعًا بحقه في وطنه وحقه المسلوب.

طال القتال لمدة ٨٨ يومًا والكل يعلم كيفية حصول المعركة وكيفية الضغط الذي مورس لإخضاع المدافعين عن هذه العاصمة الأبية بيروت العصية على الكسر.

وكان فيليب حبيب يتحرك ذهابًا وإيابًا بطروحات ومقترحات كان الهدف منها إخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان بعد المعارك البطولية التي خاضتها في الجنوب اللبناني على مر السنوات الماضية التي سبقت الاجتياح، وإلى أن قبلت منظمة التحرير الفلسطينية حينها بمبدأ التفاوض حول كيفية إيجاد مخرج لهذه العملية، حيثُ أصر الإسرائيليون في البداية عن طريق فيليب حبيب أن يخرج الفلسطينيون رافعي الأعلام البيضاء وبدون سلاح إلا أنّ صمود الفدائين وإصرارهم أفشل هذا المطلب إلى أن تم الاتفاق على أن تخرج قوات منظمة التحرير الفلسطينية وأن تأتي قوات متعددة الجنسيات لمراقبة كيفية الخروج وقالها القائد الرمز ياسر عرفات: (لبنان بالتأكيد عزيز على قلوبنا، وهو وطن مدينة الصمود البطولة والمقاومة في وجه العدو الصهيوني، ولو كانت بيروت عاصمةً فلسطينية لما خرجت منها).

وخرجت قوات الثورة الفلسطينية من لبنان ودخلت القوات متعددة الجنسيات، وفجأة انسحبت هذه القوات وحضر شارون بنفسه إلى مبنى قريب من هنا، وعاين هذا المكان الذي يحتوي على هؤلاء الابطال الفلسطينيين واللبنانيين الذين بقوا هنا في لبنان بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية، وأراد من تلك المجزرة التي خطط لها جيّدًا أن يكسر إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني والقوات المشتركة والأمة العربية بأكملها عبر هذه المجزرة الرهيبة التي ارتكبها في هذين المخيمين على مدار 3 أيام وبغطاء كامل من جيشه.

إلا أن الشعوب لا تموت والشعوب لا تكسر إرادتها ومن أراد أن يكسر إرادة هذا الشعب وجد أنَّ هذا الشعب أخرج وأفرز مقاومةً استطاعت أن تخرج الجيش الإسرائيلي من كل لبنان، واستطاعت أن تحرّر هذا الوطن العربي العزيز الغالي على قلوبنا جميعًا.

في مثل هذه الأيام كانت المجزرة، ويا للأسف نشهد في مثل هذه الأيام الاتفاقيات والتوقيع وما نراه آسفين على أن تصل الحالة في وطننا العربي إلى هذه الدرجة.

لن أطيل عليكم، ولكن نقول هنا للذين نقف أمامهم بإجلال وإكرام السلام عليكم، السلام على الذين أزهقت أرواحهم غدرًا في عتمة الليل، السلام على الأبرياء الآمنين الذين ارتقوا على يد الحاقدين، دماؤكم كانت محاولة لكسر الإرادة لكنها فجرت مقاومة دحرت قوات الغاصب.

ونحن نحيي ذكرى الألم تتصاعد علينا الهجمة العدوانيه الأمريكية الصهيونية بأهدافها المرئية وغير المرئية والساعية إلى إنهاء المشروع الوطني الفلسطيني وإنهاء الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية والتحرير، من خلال ما نراه من خطوات لتطبيق صفقة القرن بعد عجزهم عن تنفيذها راحوا يلتفون عليها بطرق أخرى في محاولة لتطبيقها ولكن خسئوا.

إن محاولة إقامة علاقات جديدة مع دول وأنظمة عربية هو انتهاك صارخ لقرارات القمم العربية التي أقرت قرارات يتم خرقها، وبانخراط هذه الأنظمة في تحالفات سياسية اقتصادية وأمنية تغير طابع ووجه المنطقة وتنشر ثقافة التبعية والالتحاق بالمشروع الصهيوأمريكي والسير في استراتيجيات تخالف طموحات وآمال الشعوب العربية.

في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة وفي هذا الزمن الرديء نقف موحدين تجمعنا قضيتنا العادلة معاهدين البقاء على عهد الشهداء وصدق الانتماء مستندين على وحدة وطنية سنكرسها في الاستمرار في المقاومة والتضحية التي لا تنتهي إلا بإنجاز حريتنا باستقلالنا الوطني وحقنا الأزلي غير القابل للتصرف، وستبقى فلسطين بتاريخها ومقدساتها ونضال شعبها أكبر من كل خوان.

والتحية إلى إخوتنا في لجنة كي لا ننسى والذين لم يستطعيوا أن يكونوا بيننا في هذه المناسبة بسبب الظروف التي نعيشها في هذا العالم وبسبب جائحة "كورونا" نبرق لهم تحيه إجلال وإكبار من هؤلاء الأطفال أبناء الشهداء الذين يصرون على أن يكونوا موجدين دائمًا في هذا المكان ليقولوا للعالم أجمع بأنَّ شبلاً أو زهرةً سترفع علم فلسطين فوق كنائس ومآذن القدس كما قال الشهيد الرمز أبو عمار.

اسمحوا لي أن أشكر الباكستان ورئيس وزرائها الذي قال بالأمس بأنه لن يكون اعتراف باكستاني بهذه الدولة الصهيونية طالما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه. وإنها لثورة حتى النصر، وإنها لمقاومة حتى النصر".

 

*آراء

"أسبوع احتلال" لتعيش التجربة/ بقلم: د.حنان عشراوي

في رسالة كتبتها عضو اللجنة التنفيذية ل "م.ت. ف" د. حنان عشراوي عبر صفحتها على الفيس بوك للأمير محمد بن زايد، قالت فيها:

لا اتمنى، أن تتعرض بلدك للسرقة «وألا تشعر أبدًا بألم العيش في الأسر تحت الاحتلال؛ آمل ألا تشهد أبدًا هدم منزلك أو قتل أحبائك. وألا يتم بيعك أبدًا من قبل أصدقائك».

ولذا أودّ أن آخذك في رحلة قصيرة لمدة لا تزيد عن «أسبوع احتلال» لتعيش التجربة، وتتذوق ما يعانيه الفلسطينيون صباحًا ومساء، ويومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع.

لا أريد منك إلا أن تتابع أفعال هذا الكيان الغريب من نوعه، والمكون من لقطاء من كل العالم، جاؤوا إلى بلد عامر بالخيرات والموارد الطبيعية والمياه، ما ظهر منها وما غار في بطن الأرض، حباها الله مناخًا جميلاً على شاطئ المتوسط، ومدها بالأنهار والبحيرات والينابيع الرقراقة، والجبال الشاهقة، والسهول الغنية والوديان السحيقة، والبوادي الدافئة والآثار العظيمة، والمقدسات النادرة التي لا مثيل لها في الدنيا، لكن هذا ليس موضوعي وقد أعود إليك ثانية أحدثك فيها عن فلسطين التي وصفها الرب بأنها تفيض لبنًا وعسلا.

حديثي اليوم عن المعاناة والوجع، والمواجهة، والظلم والقهر، والجرائم التي أتحدى أحدًا في هذا الكون أن يأتينا بأفظع منها.

هل سمعت بحجز جثامين الشهداء لمدة تزيد أحيانًا عن ثلاثة أشهر، وإعادتها مثلجة بعد منتصف الليل، وإجبار أهل الفقيد على دفن الجثة فورًا؟ وأنا أكتب هذا المقال وصل عدد الجثامين المحجوزة إلى 66 وعدد المدفونين من الشهداء في مقابر الأرقام 254.

هل سمعت في التاريخ أن كيانًا يجبر صاحب البيت، الذي قرروا هدمه بأن يهدم بيته بيديه؟

هل تعلم أن المستوطنين ينتظرون لساعة قطف الزيتون، عصب الاقتصاد الفلسطيني، فينزلون بسلاحهم ويجمعون الغلة، وكأنها من زراعة أيديهم، ثم يحرقون الشجر ويخرجون تحت حماية الجيش؟

هل سمعت ببلد يمارس هذه السادية في القهر مثل هذا الكيان المسخ؟ هل سمعت على مرِّ التاريخ بمحكمة عسكرية تحاكم الأطفال دون سن السادسة عشرة؟

ودعنا نستعرض عينة فقط من معاناة الفلسطينيين من أبناء عرقك ودينك ولغتك وتاريخيك وحضارتك، وأنت تعرفهم جيدًا لأنهم ساهموا في بناء بلدك، وعلموا تلاميذها، وعالجوا مرضاها وأناروا شوارعها وأداروا بنوكها وشركاتها.

الوضع في غزة

لنبدأ الجولة من غزة المحاصرة المجوّعة المدمرة، بعد أربع حروب وثلاث عشرة سنة من الحصار. وأريد أن أذكرك بأن حليفك الأول في المنطقة، الذي ساهمت في وضعه في السلطة، وموّلت انقلابه كاملاً، الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أطبق فك الكماشة الآخر على القطاع، فاكتمل الحصار الخانق تمامًا منذ عام 2013. تقرير برنامج الأغذية العالمي الصادر هذا الأسبوع يقول إن 86% من أطفال القطاع دون سن الخامسة لا يحصلون على المواد الغذائية الضرورية لنمو طبيعي و28% من النساء المرضعات لديهن نقص في مادة الحديد، وأن معظم سكان القطاع اضطروا للتخفيف من كمية وأنواع الغذاء، للتعامل مع نقص المواد الغذائية. لقد ارتفعت نسبة الانتحار في غزة بِشكلٍ غير مسبوق، بسبب انسداد أبواب الأمل، فخلال الأسبوع الأول من شهر يوليو انتحر ثلاثة شبان، فقد أطلق الشاب سليمان العجوري (23 عاماً) الرصاص على رأسه، داخل منزله بمنطقة الأبراج، التي بناها والدكم المرحوم الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا وسميت باسمه، وألقى أيمن الغول من مخيم الشاطئ نفسه من الطابق الخامس، أما الشاب إبراهيم ياسين (21 عامًا) فقد توفي متأثرًا بجروح أصيب بها إثر إحراق نفسه في مخيم الشاطئ. كل هذا ناتج عن الحصار الظالم الذي تفرضه دولة الاحتلال.

ستبقى قضية فلسطين محرقة للخونة والمفرطين والمهرولين، بها تقاس الكرامة والحرية والشموخ والعزة

ثم يصل وباء كورونا إلى قطاع غزة ليضاعف من مآسيه، فقد وصل معدل الإصابات اليومية نحو 70 حالة، ليصل مجموع الإصابات، وأنا أعد هذا المقال إلى 356 إصابة وأربع وفيات. وهذا رقم كبير بالنسبة لسجن بشري يتكدس فيه أكثر من مليونين، في 340 كيلومترًا مربعًا. الغارات الجوية من أصدقائك الجدد الذين تستقبلونهم في المطارات بالترحاب لا تتوقف. والإصابات التي تلحق بالمواطنين الأبرياء في تصاعد يومي، لقد قدّم قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس 2018 إلى الآن على الأقل 265 شهيدًا. وأتمنى عليك أن تراجع الطريقة التي أُعدمت فيها كل من الممرضة رزان النجار والصحافي ياسر مرتجى والطفلة الرضيعة ليلى الغندور البالغة من العمر ثمانية أشهر. حتى الصيادون لا ينجون من نيران أصدقائك، فخلال الأسبوع الماضي أطلقت النيران على خمسة صيادين، كما أطلقت النار 8 مرات من خلف السياج العازل على فلاحين يعملون في أراضيهم. ومع كل هذه المعاناة يخرج الغزيون يتظاهرون وينظمون المسيرات، ويتدربون على منازلة العدو، رغم انقطاع الكهرباء لمدة عشرين ساعة يوميًا.

اقتحامات الأقصى

المسجد الأقصى «الذي باركنا حوله» حسب اتفاقية العار التي وقعتها، سيتحول إلى مكان عبادة لكافة الأديان، مخالفًا بهذا قرار اليونسكو، الذي أكد أنه حصريًا وقف إسلامي. صباح الاثنين الماضي قام 117 مستوطنًا، بينهم 30 طالبًا من طلاب المعاهد الدينية، باقتحام باحات المسجد الأقصى، وأدوا صلوات وطقوسًا تلمودية في الفترة الصباحية. لقد أصبحت الاقتحامات شبه يومية، ولذلك نحذرك من الذهاب للصلاة في الأقصى، عندما تحل ضيفًا على حلفائك، فقد تقع ضحية للمستوطنين، إذا نجوت من غضب الفلسطينيين. لقد وصل عدد المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى في شهر يوليو نحو 2764، وهو ضعف عدد المقتحمين في شهر يونيو، فهؤلاء مصممون على بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى، بتشجيع من المسيحيين الصهاينة من جماعة ترامب وبومبيو اللذين زيّنا لك الرذيلة.

يوميات الضفة الغربية

دعني أراجع معك بعض ما جاء في تقارير الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان خلال الأسبوع الأخير: فقد استشهد طفل وأصيب 16 مدنيا في أنحاء الضفة الغربية. أصيب عشرة في رام الله، من بينهم طفلان أثناء المواجهات، وأصيب إثنان في كفر قدوم، وإثنان في جنين، واثنان في طولكرم أثناء الاحتجاجات على مصادرة الأراضي. كما قام المستوطنون باقتلاع 259 شجرة زيتون. لقد قامت سلطات الاحتلال بـ111 عملية اقتحام في أرجاء الضفة الغربية، اعتقلت على أثرها 105 مواطنين من بينهم خمسة أطفال وسيدة. كما هدمت أربعة منازل من بينها، يا سيد بن زايد، ثلاثة بيوت أجبر أصحابها على هدمها، وبهذا الهدم يصل عدد البيوت المهدومة إلى 487، ما أدى إلى تشريد 612 مدنيًا، ليضافوا إلى قائمة المقتلعين محليًا.. وقد أقامت قوات الاحتلال 62 حاجزا عسكريًا مؤقتًا، إضافة إلى مئات الحواجز الثابتة التي تذيق الفلسطينيين كل أنواع الذل والهوان. في الخليل دهس مستوطن مساء الأحد قطيع أغنام لراع من بلدة يطا قرب الخليل اسمه عايد عبادة الشواهين، قُتل وجرح عدد منها. وفي يوم الأحد نفسه أطلق جنود الاحتلال قنابل غاز مسيل للدموع قرب مستشفى في الخليل، فاصيب على أثرها 25 شخصًا من قسم الباطنية، وقسم مرضى كوفيد – 19 أخلوا من المستشفى لإجراء الإسعافات الأولية.. هذا غيض من فيض ممارسات أصدقائك.

شعب يدافع عن وطنه

نود أن نلفت انتباهكم إلى أن الخنجر الذي غرسته، أصاب الشعب الفلسطيني في الظهر، لا تقل لي قيادات وانحراف وانقسام، فهذا ليس من شأنك ولا يجوز أن يستخدم حجة للخيانة، فالشعب الفلسطيني قدّم منذ عام 2008 إلى اليوم 5585 شهيدًا بمعدل 465 شهيدا في السنة، أي لا يمر يوم بدون أن يدفع هذا الشعب العنيد ثمن النضال.

وقد بلغ عدد الضحايا من الفتيات 244 ومن النساء 564 ومن الأطفال دون سن الثامنة عشرة 1004، وقد وصل عدد الشهداء خلال العام الحالي ولغاية 31 أغسطس 27 فلسطينيًا، أي بمعدل ثلاثة كل شهر. ودعني أذكر سيادتك بعدد الجرحى خلال عام 2019 فقط فقد بلغ 15369 من بينهم 42% احتاجوا لعلاج و13% أصيبوا برصاص حي. فهل تعتقد أيها الأمير أن هذا الشعب سيتخلى عن وطنه؟ إنه يعرف معنى الوطن والانتماء للوطن وقيمة الوطن، ولا يقبل بديلا عنه لو عرضت عليه كل مداخيل النفط والغاز الخليجي.

ستبقى قضية فلسطين محرقة للخونة والمفرطين والمهرولين، بها تقاس الكرامة والحرية والشموخ والعزة، فمن انتصر لها رفعته الجماهير فوق رؤوسها، ومن فرط بها وخان داست عليه الجماهير وتابعت المسيرة.