تقرير:  إيهاب الريماوي

وجد معلم مادة الأحياء محمد عثمان من بلدة دير أبو مشعل شمال غرب رام الله، نفسه مضطرا للذهاب إلى مدرسة "سعدات علان" بملابس عمال البناء منذ التحاق طلبة الثانوية العامة قبل أكثر من شهر.

حال عثمان ليس حصرا عليه فقط، بل إن 23 من زملائه وزميلاته في المدرسة تحول روتين يوم عملهم إلى ظرف استثنائي سيستمر عدة أشهر قبل الانتهاء من تعهدهم بالتطوع لإنهاء إعادة تأهيل المدرسة وبناء غرفة صفية إضافية.

قدرت إدارة المدرسة والمعلمون تكلفة إعادة التأهيل بنحو 350 ألف شيقل، حيث تبرع أهالي دير أبو مشعل بكافة التكاليف بعد أن تم تخصيص يوم للتبرع في البلدة، تبرع فيه معظم الأهالي هناك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شعبنا.

وبعد أن ينهي حصته الصفية ينهمك عثمان في البحث عن شاكوشه الذي يستعمله في الدق على البلاط للتأكد من رصه بالشكل المثالي، فيما يعاونه طلابه الذين كانوا قبل دقائق يستمعون إلى دروسه في تحضير الباطون، فالأستاذ عثمان لديه الخبرة الكافية في التبليط منذ سنوات ولذلك أوكلت إليه هذه المهمة.

"كانت المدرسة بحاجة إلى غرفة صفية جديدة، وصيانة في مختلف مرافقها، وبسبب الوضع المالي الصعب وصعوبة تغطية كافة المصاريف، تمكنا من التغلب على ذلك من خلال تبرعات الأهالي، وتعهدنا بالعمل تطوعا من أجل تخفيف المصاريف قدر الإمكان".

بدأت إدارة المدرسة بالتفكير في التأهيل والتوسعة بالمدرسة منذ شهر شباط/ فبراير الماضي، بسبب الارتفاع المطرد بأعداد الطلبة في دير أبو مشعل، فتم التوافق على بناء 3 غرف صفية جديدة مع ممرات حسب مواصفات الغرف الصفية المقررة من وزارة التربية والتعليم، يقول مدير المدرسة إبراهيم البرغوثي.

ويضيف البرغوثي: "المعلمون والطلبة يعملون كخلية نحل من أجل الانتهاء من إعادة التأهيل في أسرع وقت، بعض الطلبة يعملون في الدهان، والبعض الآخر في مساعدة المعلمين في تحضير الباطون، والتنظيف، وكافة الأعمال التي تطلبها ورش البناء".

حرص البرغوثي على تقسيم العمل بين المعلمين، وأن يحضر كل معلم ملابس العمل، حيث يعمل المعلمون من خارج البلدة حتى الواحدة ظهراً، فيما يستمر معلمو البلدة حتى ساعات العصر.

ويرى أحمد زهران من مجلس أولياء الأمور أن تجربة التطوع في مدرسة سعدت علان في دير أبو مشعل يجب أن تعمم على كافة المدارس، وألا ينتظر الأهالي في البلدات والقرى تخصيص ميزانية لإعادة تأهيل مدارسهم، بل عليهم جميع التبرعات فيما بينهم والعمل بأيديهم.