تواصلت اليوم الجمعة، فعاليات ملتقى فلسطين الثالث للرواية العربية، الذي تنظمه وزارة الثقافة عبر الإنترنت، حيث عقدت ندوتان أدبيتان الأولى عن صور الهوية في الرواية العربية، والثانية حول الرواية وأنماط الكتابة الجديدة.

وفي الندوة الأولى التي أدارها الكاتب يامن النوباني، أكد الروائي إبراهيم فرغلي أن أي نص روائي يعبر عن الهوية، لأن التحولات التي مرت في المجتمعات العربية وتعرضها للاحتلال ومقاومته، كانت تطرح الهوية على كل مجتمع وتظهر في النصوص الروائية، ففكرة الهوية في الرواية هي رصد لفكرة هوية الأشخاص المنتمين للنفس الثقافية وعلاقة المجموعة بالآخر.

والثانية تناولت موضوع الرواية وأنماط الكتابة الجديدة بمشاركة الكاتب ناجي الناجي، والكاتبة تغريد الأحمد، والكاتبة نسمة العكلوك، والكاتبة أميرة غنيم، أدارها الكاتب حسن قطوسة.

بدوره أوضح الروائي جلال برجس في مداخلته أن الهوية في الرواية العربية هي الموقف الثقافي والاجتماعي والسياسي للشخصية، ولعدد الشخصيات في الرواية وعلاقتها بمكانها وزمانها الماضي والحاضر والمستقبل، فالشخوص في الرواية العربية يجب أن تتحرك وتتصرف ضمن المساحة العريضة.

من جهته، أشار الروائي أمير تاج السر في مداخلته إلى أن الانتماء الأول هو الهوية الأصلية التي تظل المعيار الموصوف به هذا الأدب، وأن الهوية أيضا ليست مكانًا أو وطنًا وجدت فيه بل هي التفاصيل المميزة التي قد تظل عالقة بذهن الكاتب وتشكل جزءًا من هوية سرده فيما بعد.

وخلص الكاتب إلى أن هوية الكاتب هي هوية وطنه، وبأن نصوصه تأتي تأكيدا وتأصيلًا لها، وبناءً على ذلك فإن القارئ سيتعرف بسهولة على الرواية العربية المكتوبة في مختلف البلدان، ويصنفها كرواية محلية لذلك البلد أو لآخر.

وفي الجلسة الثانية، قدم الكاتب ناجي الناجي ورقة عمل بعنوان: السرد عبر منصات التواصل الاجتماعي.. تطور فني أم هروب من الخصائصِ والضوابط؟".

وتحدث خلالها حول مزايا تطورِ النمط السردي عَبر التكنولوجيا، ومساوئ هذا الشكلِ أو النمطِ والتي من بينها تسطيح اللغة وإفقادها الكثير من ثقلها، وغيابِ المعايير النقدية والمتابعة الحقيقية لما ينشر، واعتبار المجاملات الاجتماعية جزءا من التقييم، ما سمح للأكثرِ انتشارا بأن يسبقَ الأكثر إبداعا.

وتحدثت الكاتبة تغريد الأحمد حول كتابة الروایة في ظل العالم الرقمي الافتراضي، باعتبارها تمردا على النمط، وهو الصورة الذهنية لشيء ما، وإذا كانت الرواية تأتي لتتمرد على زمانها، فالكتابة الجدیدة هي تمرد على التمرد حقا.

بدورها تطرقت الكاتبة نسمة العكلوك في مداخلتها إلى تجربتها الروائية، ومقارنة ما بين كتابتها، وهي في فلسطين، وفيما بعد في المنفى وتأثيرها عليها، سواء على الجانب الإنساني أوالكتابي، متحدثة بشكل عام إلى أنواع الكتابة والسرد وهي الكتابة الاقناعية، والتوضيحية، والسردية "الإبداعية.

وركزت الكاتبة أميرة غنيم في ورقتها على تيارين في الكتابة، الأول الذي يرى أن الرواية تقنية يرى هذا التيار أن كتابة الرواية لا تختلف عن كتابة البحث العلمي، مضيفة أن كل باحث جيدٍ يمكن أن يتحول إلى روائي جيد، إذا امتلك الخبرة الكافية وهذا التيار الذي شجعها لدخول السرد، أما الاتجاه الثاني هو أن الرواية ليست تقنية وأن الملكية هي الهام وموهبة.