تقرير: زهران معالي

تشير احصاءات وحدة علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية، إلى أن فلسطين والدول المحيطة بها تعرضت منذ بداية العام الجاري إلى مئات الهزات الأرضية الخفيفة جدا، والتي تراوحت قوتها بين 1-2 درجة على مقياس ريختر، وعشرات الهزات الأرضية الخفيفة التي زادت قوتها عن درجتين على مقياس ريختر، ومنها من ضربت منطقة البحر الميت.

ويصادف يوم غد الذكرى الـ93 للزلزال الكبير الذي ضرب منطقة شمال البحر الميت في ساعات ما بعد ظهيرة يوم 11 تموز 1927، والذي خلف آثارا مدمرة في عدة مناطق فلسطينية وأردنية في الأرواح والممتلكات.

ووفقا لإحصائية أجرتها حكومة الانتداب البريطاني ما بعد الزلزال، فإن عدد قتلى الزلزال في فلسطين بلغ 192 شخصا، وعدد الجرحى 923 شخصا، أما في شرق الأردن فقد بلغ عدد القتلى 68 شخصا، منهم 27 قتيلا في مدينة السلط، أما عدد الجرحى فبلغ 103 جرحى.

وفي مدينة نابلس وحدها، بلغ عدد القتلى 75، والجرحى 365، وكانت أكثر المدن المتضررة من الزلزال في حينه، حيث سجلت 500 عائلة منكوبة، وذلك حسب الوثائق الموجودة داخل مكتبة بلدية نابلس، والتي تناولت الأضرار التي لحقت بالمدينة، ما أدى إلى هجرة الكثير من العائلات خارج البلدة القديمة.

ويوضح مدير مركز الزلازل وعلوم الأرض التابع لجامعة النجاح الوطنية د. جلال الدبيك، في حديث لمراسل "وفا"، أن القوة التقديرية للزلزال المذكور تراوحت بين 6.2-6.3 درجة على مقياس ريختر.

ووفق القراءات التاريخية للزلزال الذي ضرب منطقة شمال البحر الميت، فإن حدوث زلزال قوي يتكرر في المنطقة كل مئة عام وفق الزمن الدوري للزلزال، وتتراوح قوته بين 6-6.5 درجة على مقياس ريختر، وفق ما يؤكد الدبيك.

وينوه الدبيك إلى أن فلسطين والدول المجاورة الواقعة بمنطقة حفرة الانهدام تحوي عددا من البؤر والمراكز الزلزالية والصدوع الأرضية، ولكل منها زمن دوري يتكرر فيها حدوث الزلازل المحتملة عندما يحدث تكسر في الصدع/ الفالق، وتعتمد قوتها على مقياس ريختر حسب طول وعمق الكسر.

ومن الصدوع الأرضية الأخرى التي تعرضت لها فلسطين والمنطقة خلال القرون الماضية، صدع/ فالق الفارعة-الكرمل، والذي أشارت الدراسات التاريخية إلى أنه يتكرر بين 200-300 عاما، وآخر زلزال ضرب تلك المنطقة كان عام 1759 وأحدث دمارا كبيرا في منطقة فلسطين ولبنان وسوريا، وفق الدبيك.

ويشير الدبيك إلى أن الصدع الأسوأ المتواجد في منطقة شمال بحيرة طبريا ويمتد في منطقة اصبع الجليل إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية شمالا، وآخر زلزال حدث في تلك المنطقة عام 1202 وأحدث دمارا كبيرا جدا في منطقة سوريا وفلسطين ولبنان والأردن، وحسب الدراسات التاريخية العلمية قد يتكرر حدوثه بين 800-1000 عام، وأن قوته المتوقعة قد تصل إلى سبعة درجات على مقياس ريختر وأكثر من ذلك.

ووفق المعطيات السابقة فإن المنطقة تشهد مرور الزمن الدوري لثلاثة من أقوى الزلازل التي ضربت المنطقة، الزلزال الكبير، وزلزال فالق الفارعة- الكرمل، وزلزال منطقة شمال بحيرة طبريا، إلا أن الدبيك يؤكد "لا أحد يستطيع أن يؤكد أو ينفي حدوث الزلزال، أو موعد حدوثه".

وينوه إلى صدوع أخرى كانت أقل تأثيرا مثل الزلزال الناتج عن تكسر صدع منطقة بيسان والذي حدث آخر مرة عام 1836 وأدى لدمار كبير في صفد، وأن الزمن الدوري للزلزال غير واضح، إضافة إلى صدع وادي عربة في أقصى الجنوب، وصدع البحر الأحمر 100 كم جنوب العقبة والذي أحدث زلزالا عام 1995 وأدى لخسائر مادية في العقبة.

ووفق دراسات ووثائق تاريخية عديدة فإن فلسطين والمناطق المحيطة بها تعرضت لزلازل خلال الأعوام: 1202، 1068، 1339، 1402، 1546، 1656، 1666، 1759، 1834، 1837، 1854، 1859، 1872، 1873، 1896، 1900، 1903، 1923، 1927، 1954، 1995.