ليس ثمة اليوم في عالم المقاومة والممانعة الواقعي، وليس الافتراضي، أوضح وأصدق وأجدى من الموقف النضالي التاريخي، الذي أعلنه الرئيس أبو مازن، والذي أوقف بموجبه كل تعامل مع الجانب الإسرائيلي، بعد خرقه وانتهاكه لكل الاتفاقيات والتفاهمات التي كانت موقعة معه، في إطار مفاوضات التسوية السياسية التي كانت بالنسبة لنا، مفاوضات الفرصة السانحة لتحقيق السلام الممكن، والذي أراده الزعيم الخالد ياسر عرفات أن يكون سلام الشجعان، غير أن اليمين الإسرائيلي العنصري المتطرف، ليس في وارد أن يحظى بهذه القيمة، ولا بهذه المكانة، التي ستظل مكانة تاريخية، ولأن السلام في المحصلة، ليس من بنات أفكار العنصرية، اينما كانت، وكيفما كانت!!!  

وليس ثمة في عالم العقد الاجتماعي اليوم، أوضح وأصدق من موقف وإجراءات الحكومة الفلسطينية، في التصدي لجائحة "الكورونا" على أجدى ما يكون، حتى أن فلسطين باتت أمثولة في هذا الإطار، وهي اليوم على عتبة الخلاص من هذه الجائحة، وأيقونة إجراءاتها الصحية والأمنية والإعلامية تكمن في معدل الاصابات الذي ظل في أدنى درجاته، والأهم في عدد التشافي، الذي فاق الثمانين بالمئة، وما زال يصعد بعون الله تعالى نحو نسبته الأعلى.

ولأن فلسطين بقيادتها الشجاعة، على هذا النحو من السياسات والمواقف الوطنية النضالية الواضحة والصائبة والحاسمة، سواء في التصدي لمخططات تصفية القضية الفلسطينية، ومشروعها التحرري من جهة، أو في إدارة شؤون الحياة اليومية لشعبها، من جهة أخرى، فإنها فلسطين التي يحارب الاحتلال وجودها، بل والتي لا يريد لها أي وجود، لأنها بمثل هذه القيادة، وهذه السياسات والمواقف الشجاعة التي لا تحيد عن ثوابتها المبدئية، ستحقق سلامها بدولتها المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وبالحل العادل لقضية اللاجئين، ودائمًا شاء من شاء وأبى من أبى.

ولا شيء الآن في جعبة الاحتلال لمواجهة فلسطين هذه، سوى تشغيل أدواته وعملائه على مواقع  الشبكة العنكبوتية، لبث ما تفبرك دوائر مخابراته، من شائعات وأكاذيب وتقولات رخيصة، لإصابة الرأي العام الفلسطيني، بالارتباك والفوضى، كي يمضي الاحتلال في مخططاته التصفوية مثلما يريد!!

وحده معمي البصر والبصيرة، من لا يرى أن فلسطين في هذه اللحظة التاريخية، هي فلسطين المواجهة والمقاومة والممانعة، هذا على أقل تقدير، لأن هناك من تخلى عن بصره وبصيرته، منذ ان باتت الخيانة بالنسبة له وجهة نظر !! وبعد أن راح يلهث خلف أوهام الحلول الأنانية المريضة، المتخمة بالتمويل الحرام !!! 

القدس اليوم أقرب اليوم للحرية والسيادة بصلابة الموقف الوطني الفلسطيني وبجزالة الصمود والعطاء العملي والتضحوي تمامًا، عبر المواجهة والتحدي على أرض الصراع، وفي واقعه الحقيقي لا الافتراضي عبر شبكات الانترنت التي باتت تقطع أكثر مما توصل!!