لن نسمح لأي كان بوضع الشعب الفلسطيني في جبهة عداء مع أيّة دولة عربية أو صديقة، ولن نسمح باعتبار أيّ  فلسطيني مسجون لدى سلطات القانون في دولة عربية بتهمة مخالفة القوانين على أنه (أسير حرب) ومن يفعل فإنه مجرم، وتنطبق عليه تهمة ارتكاب جريمة الخيانة العظمى، لأنه يضع الشعب الفلسطيني في حالة حرب مع حاضنته الطبيعية وعمقه الاستراتيجي (الأمة العربية)، ولأنه يخدم بِشكلٍ مباشر مخطط منظومة تل أبيب الاحتلالية الاستعمارية العنصرية.

نحن على ثقة بأن قادة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيق سيضعون النقاط على الحروف، ويحملون المسؤولية لرؤوس الانقلابيين والخارجين أصلاً على القانون والنظام الفلسطيني، الذين خضعوا لإرادة إيران واعتبروا المعتقلين من جماعتهم على ذمة سلطة القانون في المملكة العربية السعودية أسرى حرب، وراحوا يشيدون بإعلان الحوثيين استعدادهم لمبادلتهم في صفقة مقابل طيار سعودي وخمسة ضباط وجنود سعوديين.

يعلم الأشقاء في المملكة العربية السعودية كما نعلم نحن أن تموقع (حماس) في جبهة العداء للمملكة العربية السعودية، لن يجلب عليهم كجماعة أي ضرر مادامت حنفية أسيادهم في طهران مفتوحة على أفواههم وتصب في بطونهم مباشرة، وأن عبء ازالة الأضرار الجسيمة سيقع على القيادة الفلسطينية العاقلة التي تخوض مواجهتين مصيريتين في آنٍ واحد، فيروس وجائحة كورونا القاتلة، وجرائم الحرب وضد الانسانية التي يرتكبها جيش منظومة الاحتلال الإسرائيلي ومليشيا حكومة بنيامين نتنياهو (المستوطنون) ولا نستبعد تقصدهم شن هذا الهجوم المبرمج تحت يافطة (تبادل أسرى) لإشغال القيادتين الفلسطينية والسعودية والشعبين في البلدين الشقيقين عن مواجهة تفشي كارثة الوباء، حتى ليبدو لنا أنهم مع أسيادهم الذين أمروهم بالدخول على هذا الملف معنيون أولاً بإظهار ولاء حماس لهم كجيش يعمل لصالحهم، بما يقطع الشك باليقين، وثانيًا رغبتهم برؤية أرقام إصابات وضحايا عالية في المملكة وفلسطين لإرضاء مرض التشفي والحقد المتأصل في نفوسهم.

يدرك الأشقاء قادة المملكة العربية السعودية حكمة الرئيس محمود عباس ورؤيته للعلاقة مع الأشقاء العرب دولا وحكومات وشعوبًا وأحزابًا، ويعلمون أن قيادة الشعب الفلسطيني الشرعية الرسمية ملتزمة بما قررته واعتبرته من مبادئها السياسية الثابتة وأن الامتناع عن التدخل في شؤون الدول العربية يعزز حماية المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني، ويشكل جدار أمان للقضية الفلسطينية، ويؤمن عمقها الاستراتيجي، وأن أي تجاوز يحسب على صاحبه فردا كان أو جماعة أو تنظيمًا أو حزبًا، وأن الشعب الفلسطيني المجبول بالوفاء سيبقى على عهده مع أشقائه العرب ينصرهم ويناصرهم في قضايا أمنهم واستقرارهم وسلمهم الداخلي وفي وحدتهم ووحدة أراضي دولهم وشعوبها، يؤيد خيارات شعوب الأمة العربية ويحترم إراداتها، وهذا انعكاس طبيعي لمفهوم الشعب الفلسطيني لمعنى القرار الوطني الفلسطيني المستقل.

نحن على يقين أن قادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان يعرفون جيدًا عدائية وكراهية رؤوس (جماعة حماس) لثقافة العروبة والإخاء، وأنهم لا يوفرون فرصة إلا ويستغلونها للحفاظ على مصالح جماعتهم بأي ثمن حتى لو أدت سياساتهم الانتحارية هذه لتفجير مصالح عليا للشعب الفلسطيني.

كل عربي واثق من انتمائه الوطني على معرفة وعلم بأن جماعة حماس حاولت إقحام الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية في صراعات داخلية عربية وصراعات إقليمية لا ناقة لفلسطين فيها ولا جمل، ولا طاقة للشعب الفلسطيني على تحمل تبعات تدخلاتهم التي بلغت حد انخراط في الصراع المسلح الدموي في أقطار عربية كسوريا مثلاً، وأن هذا السقوط الأخلاقي والقيمي لا يتعلق الأمر بمستوى الغباء السياسي الطافح لدى مشايخ فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى (حماس) وحسب، بل بقدرة قوى ودول اقليمية على إخضاعهم وإجبارهم على تنفيذ تعليمات (المرشد) بلا تردد أو نقاش.