تقرير: وعد الكار

في ظل تفشي فيروس "كورونا" في فلسطين تغير نظام حياة المواطنين بشكل كبير، وقلب حياة الناس رأسا على عقب وغيّر الكثير من عاداتهم اليومية، كما هو الحال لدى الصحفيين الذين استبدلوا أدواتهم الرئيسية بأخرى أصبحت أكثر إلزاما.

ورغم الانتكاسة والاحباط اللذين يشعر بهما العديد من المواطنين، خاصة في ظل الحجر المنزلي لجميع المواطنين تطبيقا لقرار حالة الطوارئ المفروضة في فلسطين بناء على قرار رئيس الوزراء محمد اشتية لتجنب انتشار الوباء العالمي، إلا أن العديد من المواقف المضحكة تظهر في كثير من الأحيان ما خلق جوا من الفكاهة بين الناس خاصة من يعملون في الميدان من طواقم الصحة أو الأجهزة الأمنية أو الصحفيين.

ضرب الأقدام ببعضها البعض أو هز الكوع.. وطرق أخرى كثيرة استبدلت بدلا من العناق أو المصافحة باليدين، في العلاقات بين زملاء العمل في الميدان خاصة بين الصحفيين، خففت من جو التوتر والتعب وأضافت الفكاهة بينهم.

الصحفية مها يوسف من مدينة بيت لحم تقول: "بيت لحم لم تعد كسابق عهدها، كان الناس يظهرون مودتهم ومحبتهم لبعضهم من خلال المصافحة والعناق، أما الآن الأمر اختلف تماما".

وتضيف "خلال التغطية الاعلامية لمستجدات فيروس كورونا في بيت لحم، أصبح الزملاء يتركون بينهم مسافة أمان والتي تقدر بمتر على الأقل، كما أصبحوا يختلقون أساليب مضحكة لتأدية التحية بين بعضهم كالانحناء أو هز القدم وغيرها".

وتتابع يوسف: "كنا نبدأ يومنا في المكتب بشرب القهوة، حيث يقوم أحد الزملاء بإعدادها للجميع.. أما الآن فبات يعد لنا المعقمات وتزويدنا بالكفوف".

وتستطرد، "من الأمور الطريفة التي تحدث معنا في الميدان يتقدم أحد الزملاء على الآخر محاولا عناقه قائلا له كورونا.. كورونا.. والآخر يهرب منه، في موقف مضحك جدا".

من جهته، يقول الصحفي وائل طقاطقة "إن كورونا جعلت الناس يعودون للزمن الجميل، أيام البساطة والطهي على الحطب، أصبحنا نسرق ولو وقتا بسيطا بعد انتهاء عملنا الميداني للتوجه إلى أحضان الطبيعة، التي تضفي أجواء من الراحة النفسية وتشحذ الهمم بالطاقة الايجابية، لمجابهة ما قد يكون الأصعب خلال الأيام المقبلة".

"كوني صحفيا وأعمل في غرفة عمليات الطوارئ، بات الناس يتخوفون بطريقة مضحكة من الاحكتاك بي، كون طبيعة العمل تحتم علينا الاقتراب من بعض مناطق الحجر في بيت لحم، وكل هذا يزيدنا إصرارا على الاستمرار بالعمل لطمأنة الناس وإيصال الحقيقة لهم، ودحض كل الإشاعات"، يقول طقاطقة.

ويضيف انه في زمن كورونا تغيرت طبيعة المعدات الصحفية المعتادة التي تكون بحوزة الصحفيين، حيث استبدل الدرع الواقي من الرصاص والخوذة ببدلة واقية من الفيروسات، واستبدلت الكمامة التي تقي من الغاز الذي يطلقه الاحتلال بكمامة طبية تحفظ مرتديها من انتقال عدوى الأمراض، وبذلك اختلفت كل المعدات شكلا ونوعا ومضمونا، الأمر الذي لم نتخيله يوما من الأيام كصحفيين.

ويتابع: "كنت أحرص دئما على ابقاء الشوكولاتة والتمر معي، أما الآن استبدلتهما بالمعقمات والكفوف والكمامات".

من جانبه، يقول الصحفي رائد الشريف من مدينة الخليل ويأتي لبيت لحم لغرض التغطية الإعلامية: "أصبح من أساسيات العمل الصحفي في زمن كورونا وجود المعقمات والمطهرات ضمن معدات العمل، فأصبحت الرائحة الرائجة هي رائحة الكحول، التي اعتاد الجميع عليها".

"رغم الضغط الذي يتعرض له الجسم الصحفي خلال هذه الأزمة فإن هناك الكثير من المواقف المضحكة التي تخفف من وطأة التوتر، فعلى سبيل المثال لدى عودتي من مدينة بيت لحم يحاول الأصحاب والمقربون الابتعاد عني، من خلال مواقف مضحكة يجعلونني فيها وكأنني الفيروس بذاته، أينما أجلس الجميع يهرب بحركات فكاهية" يضيف الشريف.

ويؤكد التزام الصحفيين بتعليمات الحكومة، مشيدا بتعاون الأجهزة الأمنية في التعامل مع الصحفيين وتقديم التسهيلات لتغطيتهم الإعلامية.

ودعا الناس إلى أخذ الموضوع على محمل الجد، "أوصيت أبنائي بالامتناع عن مصافحة أو تقبيل أي أحد، وتعقيم كل شيء يخصهم باستمرار، كما أني أمنعهم من الاحتكاك بي إلا بعد تبديل ملابسي وتعقيمها عندما أعود من العمل".