إنَّ قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في الساحة اللبنانية وفي هذه الذكرى المجيدة والعزيزة على قلوب كلّ شعوب الأرض، وخاصةً الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته فإنّنا ننحني إجلالاً واحتراماً وإكباراً للمرأة الفلسطينية في كلّ أماكن وجودها، وفي كل ساحات نضالها، وكفاحها المتواصل، وهي التي وقفت إلى جانب الرجل في كلّ جبهات المواجهة العسكرية، والسياسية، والاجتماعية، والنقابية، والإعلامية، وميادين العمل والإنتاج، ولعلّ الجبهة الأشدَّ والأمرَّ في حياتنا الوطنية التي صمدت فيها المرأة الفلسطينية ومازالت، هي معركة الصمود والتحدي والصبر في المعتقلات، والزنازين ومقاومة الجلاد، وتحمَّلت كل أنواع وأساليب التعذيب، والتنكيل، والحرمان من أبسط الحقوق التي أقرتها الشرعية الدولية، ومعاهدات جنيف التي تتعلق بحقوق الإنسان وخاصة الأسرى . فالمرأة الفلسطينية، وأيضاً معها اللبنانية والعربية، صمدت في مختلف مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني، والاستعمار الغاشم الذي قصف، ودمَّر، ونكَّل، وشرَّد، واعتقل وأجرم متجاهلاً القرارات الدولية كافّةً التي تحمي الإنسان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص من كافة الشعوب المقهورة.
نحنُ في قيادة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية نسجِّل اعتزازنا واحترامنا للأدوار النضالية، والكفاحية، السياسية والنقابية، والاجتماعية التي مارستها المرأة الفلسطينية ونجحت في مسيرتها، فمنهن الأسيرات، والشهيدات، والجريحات، والأمهات الأرامل اللواتي تحمَّلن مسؤولية تربية الأبناء ليصبحوا فيما بعد مقاتلين، ومكافحين، ومبدعين في المجالات كافّةً.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في كل أرجاء المعمورة...
من حقنا، ومن واجبنا جميعاً أنْ نرفع رؤوسنا عالياً في هذه المناسبة، لأنَّ المرأة الفلسطينية أغنت هذه الذكرى بتاريخها النضالي، ومسيرتها الوطنية والجهادية، وأدوارها الريادية، وتركت بصماتٍ مشعةً في كل هذه المجالات، وأصبحت رمزاً مشرقاً للمرأة العالمية كما كانت المكافحة جميلة بوحيرد في الجزائر .
فنحن اليوم نفتخر ولا ننسى الشهيدة دلال المغربي ابنة مخيّم صبرا، وهي من أسرة متواضعة لكنها مُشبعة بالروح الوطنية والاستشهادية أمّاً، وأباً وأشقاء، هذه الفتاة صنعت مجداً لشعبها، وهي تقود مجموعة عسكرية لتصل إلى أرض الوطن وتنفذ مع إخوتها المناضلين، وبتخطيط وتوجيه من أبو جهاد الوزير عملية عسكرية استهدفت مراكز وجنود العدو الصهيوني قريباً من يافا.
كما أننا لا ننسى المناضلة فاطمة البرناوي أول أسيرة فلسطينية أثناء تنفيذها للعملية العسكرية، وهي مازالت على قيد الحياة، وتقيم في قطاع غزة نتمنى لها الصحة والعافية.
كما أّنّنا نعتز ونفتخر بالأخوات اللواتي وصلن إلى مواقع قيادية سياسية، وتنظيمية ونقابية، ومنهن انتصار الوزير أم جهاد، التي تمَّ تكليفها بقيادة حركة "فتح" بعد الانطلاقة مباشرة عندما كانت القيادة كلها معتقلة.
في هذه المناسبة نُقدِّر، ونثمِّن السجل النضالي الوطنية للمرأة الفلسطينية من الفصائل، والقوى، والاتحادات والنقابات الفلسطينية كافّةً اللواتي استطعْنَ أن يكتبن تاريخاً فلسطينياً مشرقاً، بحروف من دماء، أو من عطاء، أو من عذاب.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نؤكد كحركة "فتح" لأمهاتنا، وزوجاتنا، وأخواتنا، وبناتنا بأن نكون أوفياء لفلسطين وشهدائها، وأسراها، وجرحاها، وثوابتها الوطنية، ووحدتنا الفلسطينية، وإسقاط مشروع الانقسام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرضنا المباركة وعاصمتها القدس رغم أنف الاحتلال.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والحرية لأسرانا البواسل
والشفاء للجرحى والمعوَّقين
وإنّها لثورة حتى النصر


قيادة حركة "فتح" في لبنان
إعلام الساحة
2020/3/8