إذا صدقت استطلاعات ما قبل إعلان نتائج الإنتخابات الإسرائيلية فإنَّ الفائز هو بنيامين نتنياهو الذي لا ضمانة لتكليفه تشكيل الحكومة، نظرًا لحصول ائتلافهِ على ٥٨ مقعدًا- بعد فرزِ ٩٩% من الأصوات. وبهذا يؤكّد المجتمع الإسرائيلي مرةً جديدةً استقرار انتمائه إلى معسكر اليمين المتطرّف الذي تشمله الرعاية الأميركية برئاسة دونالد ترامب، رغم عدمِ حسمه العدد الذي يؤهّله لتشكيل الحكومةِ القادمة.

 

إنَّنا اليوم أمام مرحلة شديدة الخطورة نظرًا لكون حكومات اليمين المتطرّف، برئاسة "الليكود وزعامة نتنياهو" والحزب الوسطي "أبيض أزرق"، تعبّر عن مزاجٍ صهيوني ملتزم استكمال مسيرة اليمين المتطرف في عملية التهويد المرفقة بحمَّى الاستيطان التي ستبتلع المزيد من الأرض الفلسطينية، وبالتالي تستكمل عملية الإطباق على ما تُسمى الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس، تلك الأراضي التي كانت ولم تزل تشكّل جغرافيا الدولة الفلسطينية المستقلة. 

وبالعودة إلى نتائج الانتخابات فإنَّ الليكون حصل على ٣٦ مقعدًا مقابل ٣٣ مقعدًا لحزب أبيض أزرق، فيما زادت غلّة القائمة العربية لتصبح ١٥ مقعدًا، وهو الرقم الأعلى الذي تسجّله القائمة في تاريخ الكنيست الإسرائيلي. 

نتنياهو بحاجة إلى مقعدينِ من خارج تكتل اليمين المتطرّف لتشكيل حكومته، وبذلك يكون قد تجنَّب- ولو مؤقتًا- المحاكمة المرتقَبة منتصف نيسان القادم، بعد اتهامة رسميًّا بالفساد، فيما "أبيض أزرق" يبدو أنه لا يملك أية حظوظ لتلك المهمة. 

المرحلة القادمة شديد الخطورة على قضيتنا ومستقبل شعبنا، ويلزمها رافعة وطنية وعربية ودولية لكي تحدَّ من اندفاع وتمادي واستهتار الحكومة اليمينية والأحزاب الوسطيَّةِ التي تتناغم في سياستها تجاه القضية الفلسطينية مع اليمين المتطرّف من خلال القضاء على أي حلم فلسطيني بالدولة والاستقلال. وبحسب مصادر صحافة الاحتلال يبدو أنَّ هناك ميلاً لتكليف شخصية برلمانية صهيونية تستثني نتنياهو أو بيني غانتس، ولا يبدو أنَّ مزاج الكنيست بصدد التمهيد لعملية انتخابية رابعة، فإمّا أن يحصل انشقاق في إحدى الكتلِ الصغيرة، وإما يتمُّ الضغط باتجاهِ حكومةٍ ائتلافية- هذا ما سوف تؤجَّل نتائجه لأيام قليلة قادمة. 

أيًّا كانت النتائج، فإنَّ قيادتنا لن تُعدم الوسائل والسبل للمواجهة -رغم صعوبتها- المواجهة التي تضعُنا جميعًا أمام مسؤولياتنا بكلِّ ما تعني المسؤولية. 

وإنّنا في حركةِ "فتح" قيادةً وقاعدةً لم نغادر الخندق يومًا، ولن نغادره رغم إدراكنا كلفة المواجهة لأنّها الضريبة الوطنية المستحقة، دفعنا الكثير في السابق وسندفع الكثير مستقبلاً من أجل الحرية والاستقلال، وأهلاً وسهلاً بكلِّ من يؤنسُنا في رحلة الكفاح الطويلة بوجه أعتى وأخطر المشاريع الاستعمارية في هذا الكون. 

لنا بالشهيد ياسر عرفات وبالأمين والخَلَف الرئيس محمود عبّاس، وما بينهما من قادةٍ ومناضلين -شهداء وأحياء- أُسوة ومثال يُحتذى به.. ونقطة على السطر.

إعلام حركة فتح اقليم لبنان