عقدَت مفوضيّة الأقاليم الخارجيّة لحركة "فتح" ورشة عمل تنظيميّة لأمناء سر الأقاليم العربية، وذلك في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية في بيروت، صباح اليوم الخميس ٢٧-٢-٢٠٢٠.
وتقدَّم الحضور عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضو اللجنتَين التنفيذية لـ"م.ت.ف" والمركزيّة لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزّام الأحمد، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مفوّض الأقاليم الخارجية د.سمير الرفاعي، وسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، وأعضاء المجلس الثوري آمنة جبريل والحاج رفعت شناعة وحسن فرج ورائد اللوزي، وقائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، ونائبه اللواء منير المقدح، وعضوا قيادة الساحة اللبنانية اللواء منذر حمزة وجمال قشمر، ونائب أمين سر المجلس الاستشاري لحركة "فتح" فهمي الزعارير، وأمناء سر حركة "فتح" في الساحة العربية، وأمين سر حركة "فتح" في لبنان حسين فيّاض وأعضاء قيادة الإقليم، وأمناء سر حركة "فتح" في المناطق التنظيمية في لبنان وقيادة المناطق وشُعبها التنظيمية، وحشد من قيادة وكوادر حركة "فتح" ومكاتبها الحركيّة والكوادر العسكرية والأمنية في لبنان، وعدد من سفراء دولة فلسطين في الدول العربية.
وافتُتِحَت ورشة العمل بالنشيدَين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح"، تلت ذلك كلمة لأمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات رحّب فيها بالحضور، ولفت إلى أنّ ورشة العمل اليوم هي لمناقشة الأوضاع العامّة للحركة وما يمكن أن تقدّمه حركة "فتح" إلى الشعب الفلسطيني الصامد في الداخل والشتات.
وحيّا شهداء الثورة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، مُشدّدًا على أنّ حركة "فتح" ستبقى الأمينة على المشروع الوطني الفلسطيني والحامية لحقوق شعبنا في الحُرّيّة والعودة والاستقلال.
وعرض أبو العردات للأوضاع العامّة في لبنان واصفًا الواقع الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في لبنان بالصعب نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، ونوّه بالتكاتف بين أبناء شعبنا في ظلّ الأزمة موجّهًا التحية إلى كوادر الحركة على تبرّعهم بجزء من مخصّصاتهم الشهرية إلى العائلات المحتاجة.
ثُمّ كانت الكلمة لمفوَّض الأقاليم الخارجية في حركة "فتح" د.سمير الرفاعي أكَّد فيها أنَّ اختيار لبنان لعقد ورشة عمل الأقاليم العربية يستند إلى التجربة التنظيمية والنضالية التي مرَّت بها الساحة اللبنانية في جميع المراحل النضالية للثورة الفلسطينية ولرمزية المخيّمات الفلسطينية ودورها الوطني.
وشكر سعادة السفير أشرف دبور وقيادة الساحة اللبنانية وإقليم لبنان على جميع التسهيلات التي قدّموها لإنجاح هذه الورشة، ولما قدّموه لأمناء سر الأقاليم العربية خلال زيارتهم للمخيّمات، مؤكّدًا أنَّ هذه الورشة هي عنوان للتكامل في حركة "فتح" في الداخل والخارج وأنَّ "فتح" وحدة واحدة داخل الوطن وخارجه.
ولفت إلى أنَّ ورشة تنظيمية مقبلة ستُعقَد في لبنان وستكون لأمناء سر أقاليم أوروبا حتى يأتوا أيضًا لينهلوا من هذه التجربة ومن هذه الساحة التي تعتبر طليعةً من طلائع شعبنا وحركتنا.
وفي ختام كلمته تمنّى الرفاعي للمخيّمات الفلسطينية ولشعبنا الفلسطيني في الشتات السلامة والتوفيق، آملاً نجاح ورشة العمل.
وكانت الكلمة الثالثة لنائب رئيس الحركة محمود العالول، عبّر فيها عن سعادته بزيارة الساحة اللبنانية التي لها مكانة عالية الأهمية في قلوب الفلسطينيين.
وأكَّد أنَّ حركة "فتح" ما زالت في صلب العمل النضالي التحرّري الهادف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني، مؤكّدًا أنَّ "فتح" تتحمّل الكثير باعتبارها العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الأكثر حضورًا على الساحة الفلسطينية.
ونوّه بأهميّة انعقاد هذه الورشة التنظيمية التي ستناقش القضايا المطروحة كافّةً، داعيًا إلى التجديد في دماء الحركة وتحمل المسؤولية الجماعية لمواجهة الأخطار المحدقة.
 ورأى العالول أنَّ ورشة العمل تأتي في ظلّ ظروف استثنائية، وجب معها توسيع دائرة تحمل المسؤولية لتطال جميع قواعد الشعب الفلسطيني، خاصّةً بعد تعثّر التسوية السياسية بين القيادة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، بسبب تعنُّت الجانبين الأميركي والإسرائيلي وتنكّرهم لجميع الالتزامات والاتفاقيات الموقّعة بين الطرفين.
وانتقد تغيير العديد من الأنظمة العالمية والعربية أولوياتها وتحويلها عن القضية الفلسطينية واتجاهها إلى خطوات تطبيعية مع العدو الإسرائيلي، الأمر الذي شكّل ضغطًا على الشعب الفلسطيني، منوّهًا إلى أنَّ شعبنا واجه هذه الضغوطات بصمود أسطوري.
وأكَّد العالول أنَّ الإدارات الأميركية المتعاقبة مارست نفس السياسات المنحازة إلى العدو الصهيوني على حساب القضية والشعب الفلسطيني، لكن الإدارة الحالية هي الأكثر وقاحة لأنّها تمارس سياساتها من دون أي غطاء.
وأشاد العالول بصلابة موقف السيد الرئيس محمود عبّاس في القضايا الجوهرية التي تمسّ بصلب القضية وحقوق الشعب الفلسطيني، والذي وصل حد قطع العلاقات مع الجانب الأميركي بعد إعلان ترامب ما تسمّى "صفقة القرن"، لافتًا إلى أنَّ مواجهة التحديات تتطلّب موقفًا وطنيًّا موحّدًا يساند ويدعم مواقف الرئيس والقيادة الفلسطينية الرافضة لصفقة القرن وكل ما يحاك ضدّ قضيتنا.

من جانبه، عرض عضو اللجنتَين التنفيذية لـ"م.ت.ف" والمركزيّة لحركة "فتح" عزّام الأحمد للواقع الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة وحتى اليوم الحالي، والانقسامات التي ألمّت بمكوّنات الشعب الفلسطيني، وأكّد حرص الرئيس محمود عبّاس منذ اللحظة الأولى لإعلان صفقة القرن على توحيد الجهد بين الكل الفلسطيني لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
ونوَّه الأحمد إلى أنَّ الرئيس محمود عبّاس هو صاحب فكرة توجّه وفد من جميع الفصائل الفلسطينية من رام الله إلى غزة لعقد اجتماع مع قادة الفصائل على غرار اجتماع رام الله يوم إعلان ترامب لصفقة القرن، وطلب الاتصال برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية وتم الاتفاق على ذلك، مُضيفًا: "ولكن حتى الآن لم تُرسل "حماس" ردًّا واضحًا حول الموعد المناسب لهذا الاجتماع المقترح من أجل تنسيق التحرّك المشترك لمواجهة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وتوحيد الجهد الفلسطيني المشترك".
ولفت إلى أنَّ المطلوب اليوم هو موقف فصائلي فلسطيني موحّد مستند إلى موقف شعبي وطني رافض لصفقة القرن ومتمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وقال إنَّ الموقف الأمريكي يمثّل انحيازًا تامًّا إلى جانب الاحتلال وسياساته الإلغائية والتوسعية، ممّا دفع قيادتنا الفلسطينية لقطع علاقتها بالإدارة الأمريكية.
وأكَّد أنَّ حركة "فتح" قادرة على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى برّ الأمان وإنجاز تطلّعات وآمال شعبنا في التحرّر من الاحتلال.
وأشاد بدور أبناء شعبنا في الوطن والشتات والمنافي وتمسُّكهم بحقوقهم غير القابلة للتصرف، مؤكّدًا ضرورة توحيد جميع الجهود لمواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي.
وخلال ورشة العمل أجابت القيادة الفلسطينية على جميع التساؤلات التي طرحها عددٌ من قادة وكوادر حركة "فتح" في لبنان.
يُشار إلى أنَّ جلسات الورشة التنظيمية تستمر حتى يوم الغد الجمعة 28 شباط 2020.
#إعلام_حركة_فتح_لبنان