من بين الأخبار التي نودّ أن نقرأها أو نسمعها بأسرع وقت ممكن هو أن تكون الصين قد تعافت من فايروس كورونا وانتهى أمره. بالنسبة لنا، الصين دولة صديقة، والشعب الصيني شعب صديق لم نرَ منه سوى ما هو خير، لذلك نحن نتمنّى له كل خير أيضًا، وفي هذه الأيام نتمنّى له الخلاص من هذا الوباء وأن تستمر حياته بشكل طبيعي، وأن تتقدّم الصين وتزدهر.
وعلينا أن نشير هنا إلى أنّ الشعب الصيني شعب منتج، ولعله الأكثر إنتاجًا في العالم، مكافح وهو شعب يكد لتنعم الشعوب الأخرى بخبرات إنتاجه، وهو على هذا النحو أو ذاك أصبح يمنح البشرية أغلب ما تستهلك، وحتى من هذه الزاوية الأنانية يجب أن نتمنى لهذا الشعب العظيم كل خير وأمان واستقرار. فما بالكم إذا كان هذا البلد وهذا الشعب. وبالرغم من قوته لا يسعى للهيمنة وأنّ الصين من أكثر الدول ترسيخًا لمبدأ التعاون المتكافئ ضمن مبدأ توازن المصالح.
أمّا القيادة الصينية الصديقة، فهي من أكثر القيادات في العالم التي تستحق وصف أنّها حكيمة، وتكيل مواقفها بميزان الذهب بهدف أن تكون إيجابية ومنحازة دائمًا لمبادئ العدل والحق وتضع سياساتها بما ينسجم مع القانون الدولي والشرعية الدولية. ولعلّ مشروع طريق الحرير هو نموذج خلّاق يكرّس حالة تعاون وتبادل المنافع الاقتصادية بين كافة الشعوب، بعيدا عن الإملاءات ومنطق الهيمنة والغطرسة.
وتاريخيًّا نحن الشعب الفلسطيني، كنا نشعر بالثقة ونحن نصيغ مواقفنا وسياساتنا لأننا نعتمد أنّ الصين تقف إلى جانبنا وإلى جانب عدالة قضيتنا، بمعنى أنّ نظرة الشعب الفلسطيني للصين والشعب الصيني نظرة إيجابية ومرحّبة باستمرار بدور صيني أكثر فاعلية على الساحة الدولية. والمقصود هنا أنّنا لم نتأثر بالاستشراق الغربي ونظرته الاستعمارية للشرق.
لفتة الرئيس محمود عبّاس باستقبال السفير الصيني لدى فلسطين، وزيارة وفد "فتح" للسفارة، يمثّل قناعة وطنية وتعبير عن تعاطف الشعب الفلسطيني كله مع الصين، وتعبير عن موقف سياسي، وهو موقف مبدئي ويمتد على كل التطورات بما فيه الحرب التجارية لترامب، التي تتناقض مع مبدأ التعاون بين الشعوب
لتسلم الصين الصديقة ويسلم شعبها وتسلم البشرية من أيّ وباء.