بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية اليوم الاربعاء 19-2-2020

 

*فلسطينيات

الخارجية: التوسع الإستيطاني شمال القدس دليل على فشل المجتمع الدولي بحماية حل الدولتين

 

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين المشروع الإستيطاني في مطار قلنديا ومحيطه، واعتبرته اصراراً إسرائيلياً رسمياً على الإستخفاف بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها والإدانات الدولية للاستيطان، وتأكيداً لمن يريد أن يفهم من المترددين أو المتريثين على الوجه الإستعماري الحقيقي لصفقة القرن.

وقالت الخارجية في بيان لها، اليوم الأربعاء، "على العالم أن يدرك أن دولة الاحتلال ماضية في حسم قضايا الوضع النهائي التفاوضية بناء على الوصفة الأميركية من جانب واحد وبقوة الاحتلال، بعيداً عن أية مفاوضات أو مؤتمرات سلام أو مواقف وقرارات دولية. إن التوسع الاستيطاني شمال القدس دليل فشل المجتمع الدولي في تحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفقاً للقرارات الأممية والمرجعيات الدولية".

وأكدت أنها تتابع باهتمام كبير مراحل تنفيذ هذا المخطط الاستيطاني البشع وغيره من المشاريع الاستيطانية الإحلالية التي تنفذ في جنوب وشمال الضفة الغربية المحتلة، وتتواصل بشأن ذلك مع الدول كافة والمحاكم الدولية المختصة وفي مقدمتها الجنائية الدولية.

وتابعت الخارجية: "تستغل دولة "مهزلة القرن" أبشع إستغلال لتكريس احتلالها لأرض دولة فلسطين وتنفيذ مشاريعها الاستيطانية الإحلالية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ومحيطها، كترجمة إسرائيلية مباشرة وميدانية لحقيقة وجوهر هذه المهزلة التي تتمحور في مجملها حول بند واحد هو "الضم"، هذا ما يعكسه المشروع الاستيطاني القديم الجديد الذي أعلنت عنه وزارة الإسكان الإسرائيلية مؤخراً ضمن خطة لبناء 9000 وحدة استيطانية جديدة على أراضي مطار القدس الدولي، بما سيؤدي إلى التهام نحو 1200 دونم من الأرض الفلسطينية.

وأضافت "يحكم هذا المشروع في حال تنفيذه عزل القدس بشكل كامل عن إمتدادها الفلسطيني من الجهة الشمالية تماماً  كما فصلت مستوطنة جبل أبو غنيم القدس عن محيطها من الجهة الجنوبية الشرقية، ويهدف إلى ربط جميع المستوطنات الواقعة شمال القدس ببعضها وتحويلها إلى مجمع استيطاني ضخم مترابط بشبكة طرق استيطانية، ويتم ربطه في العمق الإسرائيلي من جهة الغرب وبالأغوار من الجهة الشرقية ما يؤدي إلى القضاء على أية فرصة أو إمكانية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة متصلة جغرافياً وذات سيادة، إضافة لكون المخطط يتضمن في حال المصادقة عليه هدم عشرات المنازل الفلسطينية المأهولة في حي مسجد المطار شرق قلنديا".

 

*عربي دولي

لأمم ألمتحدة الأطفال يواجهون خطرا محدقا بسبب التغيّر المناخي وسوء التغذية

 

حذّرت الأمم المتحدة في تقرير نشر، اليوم ألأربعاء من أنّ صحّة الأطفال في العالم أجمع تواجه "خطراً محدقاً" بسبب عوامل عدّة من مثل التغيّر المناخي والوجبات السريعة وتسويق التبغ.

وأكدت الأمم المتحدة في تقريرها "أنّه ليست هناك أيّ دولة تحمي مستقبل أطفالها كما ينبغي".

وقال معدّو التقرير الأممي الذي نشر في دورية "ذي لانسيت" الطبية البريطانية إنّه "على الرّغم من التحسينات التي طرأت على صحّة الأطفال والمراهقين على مدار العشرين عاماً الماضية، إلا أنّ التقدّم وصل إلى حدهّ، ومن المتوقّع أن يتّخذ اتّجاهاً معاكساً"، محذّرين من أنّ "جميع الأطفال في العالم يواجهون حالياً أخطاراً تهدّد حياتهم بسبب تغيّر المناخ والضغوط التجارية".

مؤشّر عالمي جديد

وأعدّت التقرير وعنوانه "توفير مستقبل لأطفال العالم؟" مجموعة من 40 خبيراً مستقلاً في مجال صحة الطفل من جميع أنحاء العالم شكّلتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، وقد خلصت في نهايته إلى هذه النتيجة من خلال بناء مؤشّر جديد يقيس إمكانيات ازدهار الأطفال.

وهذا المؤشر العالمي الجديد المستند إلى بيانات (الوفيات، الصحة، التغذية، مؤشرات التعليم، إلخ..) من 180 دولة "يقارن الأداء فيما يتعلّق بازدهار الأطفال، بما في ذلك قياسات متّصلة ببقاء الطفل ورفاهه، مثل الصحة والتعليم والتغذية، والاستدامة، مع إيجاد بديل لانبعاثات غازات الدفيئة".

 

ولفت التقرير الذي نشرته منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني إلى أنّه في حين "يتعيّن على البلدان الأكثر فقراً أن تبذل المزيد من الجهود لدعم قدرة أطفالها على العيش في حالة صحية جيّدة، فإن انبعاثات الكربون المفرطة - الناجمة عن البلدان الأكثر ثراءً بشكل غير متناسب - تهدّد مستقبل جميع الأطفال".

عواقب صحية مدمّرة

وحذّر التقرير من أنّه "إذا تجاوز الاحترار العالمي 4 درجات مئوية بحلول عام 2100، تمشّياً مع التوقّعات الحالية، فإن ذلك سيؤدّي إلى عواقب صحية مدمّرة للأطفال نتيجة ارتفاع مستوى المحيطات وموجات الحر الشديد وانتشار أمراض مثل الملاريا وحمّى الضنك، فضلاً عن سوء التغذية".

وكما هو متوقّع فإنّ المؤشّر أظهر أنّ الأطفال في الدول الغنية وفي مقدّمها النرويج، ثم كوريا الجنوبية، ثم هولندا، وفرنسا "لديهم أفضل فرص للبقاء والرفاهية، بينما يواجه الأطفال في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد والصومال والنيجر ومالي أسوأ التوقعات".

لكنّ المفاجأة في التقرير تكمن في أنّه "عندما أخذ المؤلّفون في الاعتبار نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تَبيّن أن البلدان التي كانت في صدارة القائمة أصبحت تحتل المراكز الأخيرة: احتلّت النرويج المرتبة 156 وكوريا الجنوبية المرتبة 166 وهولندا المرتبة 160".

وأوضح التقرير أنّ "كل بلد من هذه البلدان الثلاثة تجاوز الغاية المحدّدة لعام 2030 من حيث نصيب الفرد من ثاني أكسيد الكربون بما نسبته 210%".

وأضاف أنّه "في حين أنّ بعض أشدّ البلدان فقراً لديها أضعف نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فإنّ العديد منها يتعرّض لأقسى الآثار المترتّبة على التغيّر السريع للمناخ".

"التسويق الضارّ للأطفال"

كما سلّط التقرير الضوء على "الخطر الواضح الذي يشكّله التسويق الضارّ للأطفال"، مشيراً إلى أنّ "تعرّض الأطفال للتسويق التجاري للوجبات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر ينتج عنه شراء أغذية غير صحية وفرط الوزن والسمنة، حيث إن التسويق المجحف مرتبط بزيادة مفزعة في معدلات السمنة لدى الأطفال".

وأوضح أنّ "عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة ارتفع من 11 مليوناً في 1975 إلى 124 مليوناً في 2016، وهو ما يمثّل زيادة بمقدار 11 مرة، مما يسفر عن تكاليف باهظة للأفراد والمجتمع على السواء".

وخلص التقرير إلى سلسلة توصيات من أبرزها "وقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأقصى سرعة ممكنة"ووضع الأطفال والمراهقين "في صميم الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة" و"سعي جميع القطاعات إلى وضع سياسات جديدة والاستثمار في صحة الطفل وحقوقه" و"دمج أصوات الأطفال في القرارات السياسية" و"تشديد اللوائح الوطنية تجاه التسويق التجاري الضارّ، مع دعمها ببروتوكول اختياري جديد لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل".

 

*إسرائيليات

الاحتلال يداهم مدينة قلقيلية ويعتقل مدير التربية والتعليم فيها

 

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مدير التربية والتعليم في مدينة قلقيلية صالح ياسين (57 عاماً)، عقب مداهمة منزله في بلدة بديا غرب مدينة سلفيت. ويشغل ياسين منصبه الحالي منذ بداية شهر ابريل/نيسان العام المنصرم، وهو والد الشهيد "إلياس صالح ياسين".

من جهة أخرى، داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال فجرا، قرية "النبي الياس" شرق قلقيلية. واقتحمت المحلات التجارية وفحصت تسجيلات الكاميرات في القرية بشكل دقيق، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

 

*مواقف "م.ت.ف"

عريقات: التلويح بخصم أموال من المقاصة والمس بحياة الرئيس يهدف لتدمير السلطة الوطنية

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات "إن ما جاء في كلمة نتنياهو أمام المنظمات اليهودية أمس هو "وقاحة" غير معهودة على الإطلاق وكشفت طبيعة وحقيقة من كتب "صفقة القرن"، وكيف عمل فريقه مع الأميركيين لتحقيق كل ما أرادوا.

وأوضح عريقات في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، اليوم الأربعاء، أن المجموع الكلي لما تسعى إسرائيل لضمه في الضفة يبلغ 33 % من الأرض، الأمر الذي ستتم مواجهته عبر المشروع الفلسطيني في مجلس الأمن، معربا عن أمله باستكمال المشاورات في الجمعية العامة وأيضا ملف الاحالة للاستيطان في الجنائية الدولية، إلى جانب التحرك في محكمة العدل الدولية ومجلس حقوق الانسان وضروة تعزيز صمود أبناء شعبنا على الأرض.

وحول التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بالتلويح بخصم أموال المقاصة، والمس بحياة الرئيس محمود عباس، وبناء وحدات استيطانية على أراضي مطار قلنديا شمال القدس، قال: إنها سياسات عنصرية تهدف إلى تنفيذ المخطط الإسرائيلي الواضح بتدمير السلطة الوطنية، وأوضح، ان نتنياهو وترمب يريدان سلطة خدماتية لشعبنا تحت السيادة الإسرائيلية.

إلى ذلك، سلّم عريقات القنصلين البريطاني والفرنسي وممثل هولندا لدى فلسطين رسائل خطية لوزراء خارجية بلادهم، وتم إرسال رسائل مباشرة لست شركات أميركية عاملة في المستوطنات وأخرى للكسمبورغ وتايلاند تطالبهم بالضغط على الشركات العاملة بالمستوطنات من أجل الانسحاب منها.

وأوضح عريقات أنه سيتم الانتظار لأخذ الردود من هذه الدول  على  هذه الرسائل خلال الفترة القريبة، مبينا أنه في حال لم يكن هناك تجاوب منها فإنه سيتم التوجه إلى القضاء في المحاكم الدولية والوطنية.

 

*اخبار فلسطين في لبنان

وفدٌ من الحملة الأهلية يزور السَّفارة الفلسطينية في بيروت تضامنًا مع فلسطين ورفضًا لصفقة القرن

 

زار وفد من الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، سفارة دولة فلسطين في بيروت اليوم الثلاثاء 2020/2/18. للتأكيد على رفض الحملة لخطة ترامب – نتنياهو المسماة "صفقة القرن"، حيث التقوا سفير فلسطين  في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح"-إقليم لبنان حسين فياض.

وقد ضم الوفد إلى منسق الحملة معن بشور، والعضو المؤسس الدكتور سمير صباغ كلاً من الوزير السابق بشارة مرهج، والأعضاء السادة حسب التسلسل الأبجدي: أحمد صبري من جبهة التحرير العربية، ورئيس حزب الوفاء اللبناني أحمد علوان، وأحمد يونس من ملتقى بيروت الأهلي، وحربي خليل من حركة أنصار الله، وداني ضومط من ملتقى بيروت الأهلي، ورمزي دسوم من التيار الوطني الحر، وسالم وهبه من حركة الانتفاضة الفلسطينية، وصالح شاتيلا من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وصالح عثمان صالح من اللقاء الثقافي الاجتماعي حاصبيا العرقوب، وعبد الله عبد الحميد من المنتدى القومي العربي، وعبد الوهاب شريف من تجمع اللجان والروابط الشعبية، وعدنان برجي من المؤتمر الشعبي اللبناني/ المؤتمر القومي العربي)، ورئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، ومأمون مكحل من تجمع اللجان والروابط الشعبية، والنشطاء السياسيين والاجتماعيين على الحسيني ومحمد بكري ومحمد زعيتر ومحمد زين ومحمد سلمان، ونائب أمين عام الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، وناصر أسعد من حركة فتح، ورئيس المنبر البيروتي ناظم عز الدين، وهشام مصطفى من جبهة التحرير العربية، ومنسق خميس الأسرى يحيى المعلم.

بدايةً رحَّب دبور بالوفد، وحيّا نشاط الحملة الأهلية ودورها في الدفاع عن الحق الفلسطيني وتواصلها مع شرفاء الأمة وأحرار العالم.

وأشار دبور إلى جملة فعاليات يتم التحضير لها داخل فلسطين وبين فلسطينيي الشتات، وأهمها مسيرة ضخمة في القدس لأبناء فلسطين المغتصبة عام 1948 وسائر مواقع الشتات.

بدوره، أكد أبو العردات على أهمية مواصلة التحركات الرافضة لصفقة العار لتظهير الموقف الشعبي اللبناني والعربي والإسلامي والمسيحي المناهضة للصفقة المشبوهة، مؤكداً أن لبنان وسورية والأردن ومصر وكل أقطار الأمة مستهدفون في هذه الصفقة المشبوهة التي تعبر عن المشروع الاستعماري الصهيوني في آخر مراحله.

بعد ذلك تناوب على الكلام أعضاء الوفد الذين أكدوا على رفضهم القاطع لهذه الخطة المشبوهة الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين وتكريس الهيمنة الاستعمارية على الأمة. مشيرين إلى مجموعة الفعاليات التي يشارك فيها أعضاء الحملة بدءاً من ندوة التواصل الفكري الشبابي العربي العاشرة التي تنعقد في بيروت في 21 و 22 شباط 2020، إلى الدورة الخامسة للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين الذي تقرر انعقاده في بيروت في 28 و29 آذار القادم (عشية يوم الأرض) بحضور المئات من الشخصيات العربية والدولية.

وقد تم الاتفاق على تنسيق عدة فعاليات رفضاً لمشروع القرن الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

وقد شدد المتحدثون على العلاقة الوثيقة بين اللبنانيين والفلسطينيين الذين يخوضون منذ عقود نضالاً مشتركًا من أجل تحرير فلسطين وعودة أبنائها إليها وإسقاط مشاريع التوطين، مؤكدين أن فلسطين قضية كل من أقترب منها أعتز، وكل من أبتعد عنها أهتز.

 

*آراء

لا بحر بعد الآن لهجرة أخرى!| بقلم: محمود أبو الهيجاء

 

لعله من الضرورة اليوم، أن نقرأ جيّدًا "صفقة القرن" من الجانب الأخلاقي، لا السياسي فحسب، فمن هذا الجانب، سندرك ثمة عنصرية متوحشة، بانحطاط أخلاقي لا مثيل له، من حيث أن هذه الصفقة، وهي تسعى لتصفية قضيتنا الوطنية، بكامل حقوقها المشروعة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وروايته الصهيونية، تريد منا، لا أن نقايض دم شهدائنا بالمال فقط، وإنما أن نخون كذلك، حليب أمهاتنا، ووصايا جداتنا، وكتب تاريخنا، وحتى أسماءنا وصورتنا الوطنية والشخصية معا، حتى نعود بلا أية ملامح، ومجرد استهلاكيين في أسواق الرخاء الاقتصادي المزعوم..!! وعلى هذا النحو فإن "صفقة القرن" ليست أكثر من وصفة لمذبحة دموية لقيم منظومات الأمن والأمان الأخلاقية، التي تحصن المجتمعات البشرية، من الانحلال والتهتك، والضياع، والفوضى، والعدمية، "صفقة القرن" لا تريد منا أن يكون لنا هذا الحصن المنيع، حتى يتسنى لها تعميم خرابها في ما يتبقى لنا من حياة كسيرة!!

سيخطئ كل من يظن أن الرفض الوطني الفلسطيني، الرسمي والشعبي، لهذه الصفقة، هو رفض لمجابهة مخاطرها السياسية فحسب، وإنما هو في رؤيته العميقة، رفض لقيمها العنصرية، ومقترحاتها العدمية، وبقدر ما هو كذلك، بقدر ما هو موقف أخلاقي بتحضره الإنساني، وثقافي في رؤيته المعرفية والحضارية، وذاكرته الحية، ونصه الإبداعي، الذي حملت خطب الرئيس أبو مازن، من على منصة الأمم المتحدة غير مرة، تعابيره المكثفة، التي لا يدركها بعض كتاب "الانجي أوز" بفعل حمى التمويل الحرام.

ولهذا ولأن "صفقة القرن" على هذا القدر من الفساد الأخلاقي المتوحش، فإن مهمة التصدي لها على الصعيد الوطني الفلسطيني، ليست هي مهمة "الجماعة" السياسية أو الفصائلية فقط، وإنما هي مهمة الكل الفلسطيني، بهيئاته ومؤسساته الأهلية والمدنية، بنقاباته، ومنتدياته، واتحاداته، ومختلف فعالياته المهنية والإعلامية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، لأنَّ الصفقة الفاسدة لا تهدد مصيرنا السياسي والفصائلي بالتدمير وحسب، وإنما كذلك، مصيرنا الاجتماعي والإنساني، كشعب، وحتى كأفراد وجماعات!!

لا بحر بعد الآن، لهجرة أخرى، ولا لذاك "النشيد المر" ولطالما سيظل مصيرنا رهن إرادة شعبنا، وهي لم تكن يوما، ولن تكون أبدا، إرادة التخاذل أو التراجع أو المساومة، أو رهن الأوهام التي تحاول صفقة ترامب ترويجها، لا شيء لدينا للبيع هنا، لا القدس، ولا الحقوق، ولا دم شهدائنا، ولا حليب أمهاتنا، ولا حكايات ووصايا جداتنا، والتي تؤكد لنا مع كل صبيحة فلسطينية، أننا منتصرون لا محالة لأن خيارنا إما الصعود وإما الصعود، ومن يتخلف عن هذا الصعود، لن يلقى غير هاوية العدم التي لا تبقي ولا تذر!