أثار الأخ العزيز ماهر حسين كوامن الكتابة في شأن كبير شكّل بالنسبة لنا حياةً ثريّة وممتدة، واستغرق فينا من الأعمار الكثير والجميل من السنوات، وهي السنوات الأهم باعتقادي في حياة الانسان أي سنوات الطفولة والمراهقة، والجامعة، والتي غالبا ما تكون حافلة بالمتغيرات المختلفة التي منها النفسية والاجتماعية والثقافية والفكرية.

 وقد كان لمقال الأخ ماهر حول (وطني الكويت سلمت للمجد) وهو النشيد الكويتي الثاني (منذ عام 1978م) بعد ذاك الأول الذي استمر منذ الاستقلال (عام 1961)، وفي النقلة ما بين النشيدين ومقال ماهر، كانت الكويت تتطور في المناحي العديدة وتشكل في ذاك الزمن منارة ثقافية وفكرية وسياسية وعروبية ليس لها مثيل في الخليج.

أثار الأخ ماهر في النفس من كوامن العزّة والصمود والفخار بالأمة الكثير، وهو ممّا كنّا نستشعره، ونراه في حواراتنا ولقاءاتنا ونقاشاتنا الفلسطينية على أرض الكويت المرحابة، أووبيننا وبين الفئات المختلفة من الأحرار الكويتيين سواء "الاخوان المسلمين" منهم، أوالقوميين أو غيرهم، وخاصة فترة الدراسة الجامعية في جامعة الكويت.

كتب ماهر محيّيا النَفَس العروبي الكويتي والنفَس الوطني الكويتي المتماهي مع الأمة ومع فلسطين خاصة هذه الأيام العصيبة التي أصبح فيها التحلّل من العروبة وقضايا الامة الحضارية مطلبًا مقابل التنظير للاحتلال الصهيوني باعتباره صديق أو باعتباره ضرورة! أوباعتباره جزء لا يمكن الاستغناء عنه بالمنطقة! ينتشر كالفيروس في عقول ونفوس السنابل الخاوية في الأمة حيث لا فكر ولا ثقافة ولامرجعية ثقيلة.

 وهو إذ كتب مشيرا (إلى أن هناك العديد من أبناء الكويت ممّن قضوا حياتهم في الدفاع عن فلسطين وعن القدس ولا يوجد مجال لحصرهم هنا ومنهم من له مساهمات كبرى في تأسيس فصائل وطنية فلسطينية) فإنه بالطبع قد صدق، وما يقابلها من الفلسطينيين الذين ضحّوا بالكثير من أجل الكويت حبّا وكرامة وخدمة للنفس العروبي الجامع، وبهذه النقطة من سلسلة نقاط في سجلّ حافل من الممكن أن تشكل بداية حقيقية لكتابة قصة أو قصص أو سرديات او حتى مجلد حول تلك العلاقة الفريدة رغم تذبذبها ما بين صعود وهبوط بين الفلسطينيين بالكويت وبين أهل البلاد الكويتيين.

تستحق الأعوام الخمسة والعشرين التي عشتها في الكويت أن تجد لها من القلم عُصارة، ومن حشاشة القلب تلبية لنداء العقل، فما حصل مُلكٌ للأجيال القادمة التي من المفترض أن تُطل على تلك العلاقة التي ارتبطت بالمدّ العروبي القومي وبانتصارات الأمة العسكرية وانكساراتها.

كانت كل الأمة من المحيط الى الخليج وفي الكويت تموج وتهتز وتتفاعل وتتخذ موقفا تجاه النكبة ثم النكسة (الأعوام 1948 ثم 1967) فلا تقصر أي من هذه الدول باللحاق بالعمل العربي العام رغم الهزيمة التي لحقت بنا ، ويكون لها اليد المساهِمة بحرب التحرير عام 1973 حيث كانت الأمة تستقبل الشهداء من المركز والأطراف من الكويت[1] والجزائر واليمن وغيرها جنبا الى جنب من أجل فلسطين.

لا نقلّل أبدا من شأن ما كُتب عن الكويت بأقلام الفلسطينيين، وخاصة من الصديق الكويتي الفلسطيني المتميّز د.شفيق الغبرا بكتابه الهام "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"[2]، وقبله "فلسطينيون في الكويت (الأسرة وسياسات البقاء)"، وكتاب خير الدين أبوالجبين: قصة حياتي في فلسطين والكويت، وكتاب توفيق أبو بكر«الفلسطينيون في الكويت 1936 ـ 1990» وكتاب الاعلامي رجا طلب: الكويت والفجر الفلسطيني، ومما كتبه غيرهم أيضا.

ولكن الى ما سبق، فكلما ذُكرت الكويت يحضر الى ذهن الكثيرين 5 مفاصل تاريخية لربما تكون أداة أوفصول الكتابة.

الأول هو حول بداية العلاقة الجميلة والشاقة مع هذا البلد العظيم منذ بداية القرن العشرين والبعثات التعليمية العربية وعلى رأسها الفلسطينية.

الى هناك وتبرز في الفصل الثاني أهميتها كساحة رحبة واسعة للفعل الثوري والقومي[3] والنضالي المتمثل بالدعم الذي لقيته الثورة الفلسطينية عامة،[4] وحركة فتح من كافة أقطاب الحركة الوطنية والقومية الكويتية. [5]

وتبرز في المرحلة الثالثة دعوات الانغلاق على الوطنية مقابل القومية أو العروبية، وهي دعوات ارتبطت لدى البعض بالخوف -ربما المبرربرأيهم- من تزايد أعداد الفلسطينيين بالكويت، وما قد يشكله ذلك من خلل سكاني رغم سلمية الوجود ورغم استقرار الجالية هناك، وحفاظها المتميز على أمن البلد وعلى مدّه بكل ما لديها من طاقات.

والمرحلة الرابعة أو الفصل الرابع من الممكن أن يعرض العلاقة الاشتباكية الملتبسة الفهم التي ارتبطت بغزو الكويت، وتذبذب المواقف منه بين محايد وبين رافض له،ما استدعى من الكويتيين أن يتخذوا موقفا صلبًا وأحيانا حادًا في مواجهة ما ظُن أنه موقف معادي بالجملة، ما احتاج لوقت طويل للتفهم والاعتذار والصفح والنظر بشكل مختلف حيث أن وقت الأزمة لا يكون هناك الا "إما معي أو ضدي"، فتذوب الفوارق بين المواقف، ويُتهم الجميع بجريرة القلة أو البعض.[6]

والمرحلة الخامسة هي مرحلة الاستقرار الوطني الكويتي التي تلت الغزو ثم التحرير، وما رافقها من إعادة النظر، وانعكاسات تلك المرحلة على فلسطين منذ مؤتمر مدريد 1991 فلاحقا، ومن البناء بالكويت الذي رغم مرارة ما سبق في النفس والحلق، وما رافقها من ظنون- وشكوك وتعميمات لا تصح- إلا أن الفلسطيني وأخوه الكويتي العروبي الوطني الحر استطاع تجاوزها والتغلب عليها، وعاد ليشكل طليعة الأمة في التصدي للهجمة الامبريالية والصهيونية.[7]

على العملة الصهيونية والتي تمثل أصغر فئة (10 أغورة) تظهر خريطة بلاد الشام ومصر والعراق، وأجزاء من السعودية، والكويت ضمن حلم أو أسطورة "إسرائيل" من الفرات الى النيل، وهي الخريطة التي طُبعت على ما يوازي السنت او الفلس والمتداولة حتى اليوم لتدلل على أنه لأمر هيّن أن يتم تحقيق هذا الحلم!

وهو الحلم الاستعماري التوراتي الخبيث الذي إن لم يتحقق عسكريا فمن الممكن تحقيقه سياسيا وثقافيا وفكريا واقتصاديا عبر احتلال جيوب الأمة، وعبر احتلال عقل الأمة وخاصة من خلال تتفيِه شبابها، وعبر وسائل التخريب الاجتماعي فتتحقق السيطرة على الأجيال والمستقبل تماما كما أراد آباء الصهيونية التي لم تؤمن إلا باحتلال أرض الأمة جغرافيا والتوسع، أوحديثا باحتلال اقتصادياتها وعقول أبنائها أو على الأقل تفريغها لتصبح قادرة على استيعاب الغث والتافة والاسطوري والكذّاب فلا تميز، ولا ترتبط بمرجعية صلبة، ما لا نجده اليوم لدى الكويت.

لا نجد لدى المثقفين الكويتيين ذاك الانبهار بخرافات التوراة ومخططات الكيان الصهيوني ولا نجد منهم الإقبال بالعموم على الانسحاق تحت أقدام الغرب او أمريكا أو"إسرائيل"، في صلابة وعِزّة نفس وقوة عز نظيرها في بلدان أخرى كان الأمل معقود عليها.[8]

في فصول خمسة أو أكثر لربما يتسنى لنا الوقت للكتابة، في خضم الداهم وضغط الأولويات وطبيعة الأعمال والمشاغل الكثيرة، ولكن الكويت تستحق، وأعمارنا يا أخ ماهر تستحق والموقف الصلب يستحق.

لماذا الكويت ولماذا الكويتيون يتميزون؟ لربما يُطرح هذا السؤال كثيرا مقارنة بمواقف دول الخليج الأخرى أو حتى عدد من الدول العربية التي قطعا لديها من المفكرين والمثقفين والسياسيين والكُتّاب من هم أهلٌ للفداء ويشكلون رِداء الأمة الصلب في مواجهة هجمة الغزاة من تتار اليوم، ولكن على كل ذلك يتميز الكويتيون، مهما اختلفنا معهم في مراحل أو اختلفنا مع بعض مواقفهم في شؤون أو اتفقنا سواء في فترات سابقة أو لاحقة، يظل السؤال الذي يستحق الإجابة لماذا يتميّز الكويتيون؟

"ألقى رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم[9]، نسخة من "صفقة القرن" في سلة القمامة خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الأردنية عمان.وأمسك الغانم بملف "صفقة القرن" خلال خطابه في الاجتماع في 8/2/2020 قائلاً "باسم الشعوب العربية أقول: صفقة القرن مكانها مزبلة التاريخ"، وما هذا برأينا إلا قمة جبل الجليد.

إن جاز لي في عُجالة أن أطلع على جبل الجليد، وأحدّد مركبات العنفوان والصمود والجرأة والصلابة النضالية لدى العرب أبناء الكويت عامة، فقد استطيع أن أحددها بنقاط خمسة:

أولها: أن البناء الأول لهذه الدولة العربية الجميلة كان مرتبطا بالانتماء الذي لا فكاك منه بالأمة العربية والاسلامية، وحيث يقول النشيد الوطني (اللـــــه أكبــر إنهـــم عــَــربُ طلعــــت كواكــب جنة الخلـــد/بوركت يا وطني الكـويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنًا)، وهو ما عبّرت عنه بالمواقف العروبية والاسلامية منذ التشكل حتى اليوم.

الثانية أن النظام الحاكم بالكويت قد اختار منذ البداية المنهج الديمقراطي منذ الاستقلال بل وما قبله[10]، ومازال حتى اليوم في هذا السياق الذي أتاح لتعدد المنابر أن تظهر ما بين القومية والوطنية والاسلاموية وحتى تلك اليسارية، وتعبر عن ذاتها في داخل مجلس الأمة أو عبر الصحف الكويتية ومختلف المنابر، ولاحقًا عبر المواقع المختلفة في تميّز افتقدته دول الخليج الأخرى وفي تقدم شوروي ديمقراطي طاول عدد من الدول العربية التي جعلت من البرلمان أداتها الحاكمة.

الثالثة هي طبيعة هذا الشعب التي حملت في طياتها نوازع الحرية والاستقلالية من جهة، والاعتزاز المبالغ فيه أحيانا، ولكنه الضروري في كثير مراحل وفي كثير مفاصل، وما بين التحلي بقيم البادية الأصيلة من نجدة وعون ودعم وكرم وشجاعة ورحابة هي سمة العرب الرئيسة التي مازالت في هذه النقطة تميز بالحقيقة العديد في مجتماتنا الخليجية والبدوية.

الرابعة لا يمكن أن نمر على نقطة التفاعلية والتبادلية والانعكاسية من العلاقات اليومية التي كانت قائمة بين الفلسطينيين خاصة في الفترة الذهبية (1950-1990) إن جاز لي أن أصفها بذلك، سواء تلك الاجتماعية أو الاقتصادية أوالثقافية والفكرية والسياسية.[11]

والخامسة هي العقل المنفعل والمتفاعل للمثقفين، والمنفتح على الاتجاهات سواء العلمية أوالاجتماعية أو الثقافية أو على الدول المختلفة، حيث استفاد الكويتيون من الصحافة الحرة، والثقافة المنفتحة والفن والمنهج التعليمي المتميز والوعاء الوظيفي والاجتماعي المتسامح.

إلى الأخ ماهر حسين واستكمالا لمقاله الجميل، وخاتمة لهذه العُجالة والتي قد يتاح لنا بعدها الكتابة بما هو أوسع، أضيف أنه: في عام 2008 وفي استقبال الشهيد الكويتي البطل فوزي المجادي، قال شقيقه بدر: "شعوري لا يوصف، وأهل الكويت جميعاً شعورهم لا يوصف، ويعجز لساني عن التعبير، منذ أن سمعنا بخبر استشهاد شقيقي فوزي، ونحمد الله بتحرير جثمانه من الأسر الصهيوني كي يدفن في تراب الكويت".

"بعد خروج جثمان الشهيد من المطار، جموع حاشدة انتظرت وصول موكب الشهيد المهيب، وتعددت الكلمات في الشهادة، دليلاً عميقاً راسخاً على إيمان الكويتيين بقضاياهم الوطنية والقومية، وعلى رأسها قضية العرب الأولى والأهم؛ قضية فلسطين."

ونضيف أن الشيخ صباح الخالد الصباح رئيس الوزراء الكويتي كان قد صرح مؤخرا عام 2019 حول مؤتمرالبحرين الاقتصادي قائلا: أن "الكويت لن تقبل ما لم يقبل به الفلسطينيون"، وهو الرد الذي اعتبر إشارة واضحة إلى عدم المشاركة في المؤتمر، بالنظر إلى إعلان السلطة الوطنية الفلسطينية مقاطعتها له.

والى ذلك قال نائب رئيس حركة فتح الأخ محمود العالول أن: «سمو أمير دولة الكويت العزيزة والشقيقة هو وجه مشرق لهذه الأمة العربية، ونحن فخورون بمواقف الكويت، ومواقف السيد مرزوق الغانم، ليس هنا فقط في اجتماع البرلمان العربي، بل في كل المحافل السياسية»، مردفاً: "بهذه المواقف المناهضة للظلم والانتهاكات، نعم كما وصفها السيد الغانم، هذه الصفقة ولدت ميتة، وسيكون مصيرها مزابل التاريخ». وأفاد بأن «هذه المواقف لها تقدير عال عند الشعب الفلسطيني، ولا بد أن تشكل عدوى للآخرين، خاصة أن مثل هذه المواقف ضعفت أو باتت قليلة".[12]

وعود على بدء فلقد تقدم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بالشكر لأعضاء الشعبة البرلمانية، خلال تصريح للصحفيين حول الموقف في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي بشأن ما يسمى "صفقة القرن"، وفقا لصحيفة "الأنباء" الكويتية، وقال الغانم إنه وأعضاء الشعبة البرلمانية استمعوا لتوجيهات الأمير خلال لقائهم أخيرا معه، وقال: "نحن في الكويت أبناء الشيخ صباح.. وأبناء هذه المدرسة الرافضة للتطبيع".

وأضاف الغانم: "107 أعضاء في الكونغرس الأمريكي وجهوا رسالة للرئيس تعكس تحفظهم على صفقة القرن كونها لا تحقق السلام وتكرّس الاحتلال، كما أن نحو 133 عضواً في مجلس العموم البريطاني وجهوا رسالة تعكس تحفظهم على تلك الصفقة، متسائلا: إذا كانت هذه مواقف أمريكيين وبريطانيين ضد صفقة القرن فماذا يجب أن يكون موقفنا نحن العرب؟".[13]

شكرًا للأخ والصديق ماهرحسين، وسنلتقي في رحاب فلسطين والقدس شاء من شاء وأبى من أبى ونصر الله قادم ونحن المرابطون الصابرون المجاهدون مع أبطال أمتنا فرسان الحق.

 

الحواشي

 [1]شارك لواء اليرموك الكويتي، عام 1967 بقيادة الشيخ صالح محمد الصباح، على جبهة سيناء، حيث انضم الجيش الكويتي إلى القوات المصرية بمنطقة العريش في سيناء. وكان لهذا اللواء دور مشارك مع القوات المصرية والعربية طيلة فترة حرب الاستنزاف حتى عام 1973. ومشاركة قوة الجهراء الكويتية بحجم لواء على جبهة الجولان السورية بقيادة رئيس الأركان علي محمد المؤمن.

[2] يذكر د.شفيق الغبرا عن كتابه أنه أراد أن يروي قصة رائعة عن الكويت، وأن يرد لها الجميل في احتضان الفلسطينيين ولم تعاملهم كلاجئين، وإنما كانت بمنزلة حضن لهم، وتطرق الغبرا إلى بعض ما جاء في كتابه عن المجموعة الأولى من الفلسطينيين الذين قدموا إلى الكويت وكانت مجموعة متعلمة، حيث لعبت الصدفة دورها في أن يكونوا عنصراً في بناء الكويت التي كانت في بداية تصدير النفط وبها حكومة حكيمة تريد التنمية. بينما المجموعة الثانية جاءت من الفلاحين وأبناء القرى والمخيمات، وهؤلاء كونوا في الكويت الأسرة التي كان لها الدور الإستراتيجي في الحفاظ على المجتمع الفلسطيني وإعادة تشكيله، وقال الغبرا انه بعد نكسة 67 تبدد حلم العودة وسمحت الكويت لمن لديه اسرة أن يأتي بها، وهنا ولدت أجيال من الفلسطينيين في الكويت، لم يعرفوا غيرها وكانوا يتحدثون باللهجة الكويتية. (القبس عدد 1/5/2019)

  [3] تقول وكالة كونا- إن الشيخ عبدالله السالم الصباح (أبو الاستقلال و أبوالدستور) الذي استمرت فترة حكمه للكويت من عام 1950 الى عام 1965 أرسى الدعائم الرئيسية لدولة الكويت الحديثة، وحيث حقق الاستقلال عام 1961، وكان بحق مؤسس دولة الكويت الدستورية، وكان الشيخ عبدالله السالم الصباح قد تولى مقاليد الحكم في البلاد في 25 فبراير عام 1950 (حتى العام 1965) حيث آمن الشيخ عبدالله السالم ايماناً عميقاً بالعروبة والاسلام طوال عهده وعمل على تأكيد انتماء الكويت الى الامة العربية والاسلامية. وانطلاقاً من ايمانه بوحدة العالم العربي والاسلامي تم انشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في نهاية ديسمبر عام 1961 لمساعدة البلدان العربية والاسلامية والدول النامية.

 [4] يقول القائد الفذ صلاح خلف "أبو أياد" في كتابه الشهير: فلسطيني بلا هوية: "كانت الكويت أحد الاستثناءات القليلة عن القاعدة، فطالما ابدى شعب وحكومة هذه الدولة الصغيرة تعاطفاً ودعماً ازاء الفلسطينيين الذين ساهموا في نمو ورفاهية هذه الامارة قبل ان تعرف مداخيل النفط." مضيفا: "وليس من قبيل الصدفة ان تكون «فتح» كبرت ونمت وترعرعت في الكويت، فالكثيرون كانوا يشغلون مناصب ممتازة هناك، فياسر عرفات كان مهندساً يتمتع بكثير من التقدير والاحترام في وزارة الاشغال العامة، وفاروق القدومي كان يدير دائرة في وزارة الصحة العامة، وخالد الحسن وعبدالمحسن القطان كانا من كبار اداريي الدولة، واما ابوجهاد وانا فكنا استاذين في مدارس ثانوية، ونمر صالح كان عاملاً فنياً هناك وله شعبية بين العمال".

 [5] يشير خيري أبوالجبين الى أحد أهم الأناشيد التي كانت تنشد في مدارس الكويت، وهي القائلة:

يا أسود البيد/يا أسود البيد

سيروا للمنى/تنشد العرب

واهتفوا وقولوا/حسبنا اننا عرب

نحن قوم لا نبالي/ان تعدتنا الليالي

قد خلقنا للمعالي/حكم الدهر علينا

ولنا بالخلود/يا أسود البيد

نحن الشباب/نحن الشباب لنا الغد

ومجده المخلد/ نحن الشباب

شعارنا على الزمن/عاش الوطن عاش الوطن

 [6] يوم 12 ديسمبر 2004، اعتذر رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الرئيس محمود عباس للشعب الكويتي عن موقف المنظمة من الاحتلال العراقي للكويت. وفي 15 أبريل 2013، افتتح الرئيس عباس سفارة فلسطين في الكويت، في بداية جديدة للعلاقة الديبلوماسية بين الفلسطينيين والكويت.

 

[7] يكتب علي المؤمن في جريدة القبس في27/5/2018 تحت عنوان: الكويت في فلسطين: "استمرت المسيرة الكويتية بالمساندة الفعّالة للتخفيف من مأساة الشعب الفلسطيني وتأييد قضاياه العادلة وحقه الثابت بالقدس كعاصمة فلسطينية. حيث توجه السياسة الكويتية التي أكد ثباتها حضرة صاحب السمو بخطابه المؤثر الأخير في مؤتمر إسطنبول، حيث لمس مشاعر كل مواطن كويتي وتضحيات الجيش الكويتي في سبيل القضايا العربية والقدس الشريف. وستكتمل هذه المسيرة مهما كانت التضحيات. والله من وراء القصد". وكان الكاتب الكويتي قد ذكر في ذات المقال أن: الدور الكويتي لمساندة الشعب الفلسطيني، قديم وأصيل يعود" لتشبّع الشعب الكويتي بفكرة المساندة للشعب الفلسطيني. وتعود بي الذكريات وقت بروز القضية الفلسطينية للوجود بأواخر الأربعينيات، حين كنّا طلبة في المراحل الأولى من التعليم المدرسي، حين كنّا طلابا في المدرسة الشرقية مع وجود البعثة التعليمية الفلسطينية. وكان النشاط المدرسي يرتكز على التعريف بالقضية الفلسطينية"، بل ويثير حقيقة هامة إذ يعلن بجلاء أنه تم إنشاء: "معسكرات تدريب عام 1964 لتدريب الشباب الفلسطيني على حمل السلاح وفنون القتال. وكان لي الشرف أن أكلف بهذه المهمة مع عدد من زملائي الضباط وضباط الصف الكويتيين، بالتنسيق مع رئيس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالكويت، في ذلك الوقت، الأستاذ خيري أبو الجبين".

 

 [8] تقول المهندسة الكويتية عهد العتيبي:" أن الكويتي ينظر إلى الفلسطيني كشخص "ببطولة خليل الوزير وشجاعة وديع حداد وألق غسان كنفاني. الشعب الفلسطيني يمثل النموذج الأمثل الذي نرويه لأبنائنا عن معاني النضال والكفاح والإصرار". تابعت: "على الشعبين الكويتي والفلسطيني أن يكرّسا الأنشطة الثقافيه والفنية التي تعزز علاقة الشعبين الشقيقين. فالفن قادر على إيصال رسالة تعجز الندوات السياسية والخطب النظرية عن إيصالها". (من مقال ذكريات الفلسطينيين عن الكويت بقلم رامي مهداوي المنشور في موقع رصيف 22 بتاريخ 1/6/2017).

 

[9] أطلقت بلدية يطا الفلسطينية على أحد شوارعها اسم «مرزوق الغانم»، رئيس مجلس الأمة الكويتي، بدلاً من اسم «البحرين» السابق.

 

[10] المثير أن الشيخ عبدالله السالم الصباح (أبوالدستور لاحقا) كان رئيسا للمجلس التشريعي عام 1938 والعام 1939ما يشير لقدم الممارسة الديمقراطية في هذه الدولة العربية، وذلك في عهد الشيخ (الامير) أحمد الجابر الصباح.

 

 [11] تناول د.شفيق الغبرا في كتابه أيضا «النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت»، فترة الغزو العراقي للكويت، فأكد أنه كباحث موضوعي ما كان ينبغي عليه أن يقفز فوق هذه المرحلة التي القت بظلالها على العلاقات الفلسطينية- الكويتية، وحيث تقلص عدد الفلسطينيين بعد الغزو من 400 الف إلى 60 الفاً. وقال إن ما أثار البعض في هذه الجزئية أن الثقافة العربية لديها عقدة الحديث عن الحقائق، حيث هناك مسلمات لا ينبغي لاحد الاقتراب منها وإلا قامت عليه الدنيا، وأشار الغبرا إلى ان كتابه يثبت أن ثلثي الفلسطينيين خرجوا من الكويت إبان الغزو رفضاً له، ومن الخطأ التعميم بأن كل الفلسطينيين كانوا ضد الكويت، مشيراً الى أن النظام العراقي ورطهم من خلال إجبار البعض على الاشتراك في تظاهرات غير حقيقية تؤيده والهتاف لصدام، وأكد أن من أساء للكويت يعدون على الأصابع، وأنه قدم هذه الحقائق لأنه باحث موضوعي ليس له أجندة. (جريدة القبس، المصدر السابق).

 

 [12] في لقاء للأخ محمود العالول مع صحيفة القبس الكويتية في 8/2/2020.

 

[13] عن موقع سبوتنيك الروسي في 10/2/2020.