أن يتجرّأ مندوب دولة الاحتلال ويدعو الرئيس محمود عبّاس للتنحي، هو نتيجة لتقاعس المجتمع الدولي عن الدفاع عن القانون الدولي والشرعية الدولية، لأنَّه تقاعس عن قول الحقيقة وممارسة العدل. لقد تصرف مندوب نتنياهو المتطرف العنصري بوقاحة وكأنّه يقول لمجلس الأمن نحن لا نراكم ولا نرى هذه الشرعية الدولية، ما كانت هذه الوقاحة لو لم يتعامل المجتمع الدولي مع إسرائيل وكأنّها دولة فوق القانون، واستخدم سياسة ازدواجية المعايير، إنّ هذا استباحة وإهانة للعالم أجمع لأنه يهدّد علنًا رئيس الشعب الفلسطيني المنتخب.

المسألة الأخرى، أنّ هذا التهديد الوقح يؤكّد أنَّ الرئيس أبو مازن بالفعل يسير على خطى القائد الرمز ياسر عرفات، إنه أي الرئيس يمثل الإرادة الوطنية المستقلة الحرة، وهذا أمر يخيفهم، أن يكون الرئيس معبّرًا عن هذه الإرادة بالتمسّك الصلب بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بذرة من حقوق شعبه الوطنية الثابتة والمعترف بها، ومنسجمة تمامًا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

عندما يقول رئيس الشعب الفلسطيني "القدس ليست للبيع"، ويصر على حق العودة والاستقلال والحرية فإنَّه سيكون هدفًا للصهيونية العالمية والاستعمار العالمي، إنّ الرئيس قائد وطني متمسّك بحقوق شعبه وهذا أمر غير مقبول لليمين العنصري الإسرائيلي.

الرد على هذا الصهيوني الأعمى الشعب الفلسطيني كله أبو مازن، نحنُ جميعنا أبو مازن لأنه يمثّل إرادتنا الوطنية الحرة غير المرتهنة لأحد، لأنّه يعبر عن طموحاتنا، لذلك هو خط أحمر بالنسبة لنا وأن المسّ به هو نهاية المطاف لأيّ فرصة للسلام.. وهو الصراع المفتوح.