بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية اليوم الجمعة 24-01-2020

 

*رئاسة

الرئيس يستقبل نظيره الروسي في بيت لحم

استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم، مساء يوم الخميس.

وقال سيادته: "أرحب بصديقي العزيز الرئيس فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية، صديقنا الشخصي وصديق الشعب الفلسطيني الذي لا يترك فرصة أبدًا إلا ويتحدث فيها عن القضية الفلسطينية أو يقوم بدعمها ومساعدتها، وهذا ما تعودنا عليه".

وأضاف سيادته: "هذه الزيارات سواء إلى فلسطين أو إلى موسكو مهمة بالنسبة لنا، من أجل أن نتشاور في كافة القضايا التي تهمنا، وبهذه المناسبة أقدم الشكر إلى السيد الرئيس على دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وماليًا وأمنيًا، وأشكره وأقدر الدعم والعمل الذي يقوم به في المحيط، لأنه يهتم بها وهذه البلاد بالنسبة لروسيا الاتحادية مهمة، ولذلك نرى روسيا دائما وأبداً موجودة ومؤثرة في كل القضايا التي يعيشها محيطنا".

وتابع سيادته: "بطبيعة الحال هناك قضايا في المنطقة لا بد أن نبحثها مع الرئيس، سواء ما يتعلق بإعلان اسرائيل ضم الاراضي الفلسطينية، وكذلك صفقة العصر التي يمكن أن يعلن نهايتها السيد ترمب وانه لا بد ان نتشاور في هذا الامر، كذلك لدينا قضية تتعلق بالانتخابات الفلسطينية، التشريعية والرئاسية، فلا بد ان نضع سيادة الرئيس في الصورة".

وقال: "سيادة الرئيس أرحب بك في فلسطين، وإن شاء الله سأكون بطرفك لأقدم لك شخصيا التهاني بعيد التخلص من الفاشية في شهر أيار/مايو المقبل".

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "لقاءاتنا لها طابع دوري ونحن على اتصال مستمر، وان العلاقات الروسية الفلسطينية علاقات متجذرة وتاريخية، ونقوم بدعم وتطوير العلاقات في مختلف المجالات، وقد تطرقتكم لبعضها، ونحن جاهزون لترسيخ وتعزيز هذا التعاون، وهذا يتعلق بالتعاون الاقتصادي والانساني، وبكل ما يخص التسوية الفلسطينية الاسرائيلية، ونتفهم قلقكم تجاه هذا الموضوع".

وتابع: "يسرني أن لدي هذه الفرصة للتشاور معكم حول كل هذه الملفات، علاوة على ملفات تطورات الاوضاع في الاقليم، وبطبيعة الحال نحن نتطلع لزيارتكم إلى موسكو في شهر مايو خلال الاحتفالات بعيد النصر".

وعقد الرئيس، وضيفه الكبير فخامة الرئيس بوتين جلسة مباحثات موسعة تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأقام سيادته مأدبة عشاء، على شرف فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، بحضور كبار المسؤولين من الجانبين.

وحضر اللقاء، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زياد ابو عمرو، ونائب رئيس الوزراء، وزير الاعلام نبيل أبو ردينة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، ووزير الخارجية رياض المالكي، وقائد جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي، ورئيس ديوان الرئاسة إنتصار ابو عمارة، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، وسفير فلسطين لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل.

 

*فلسطينيات

الرئاسة: لم يجر أي حديث مع الإدارة الأميركية حول ما تسمى بـ"صفقة القرن"

تعقيبًا على ما ذكره الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن إدارته تحدثت بإيجاز مع الفلسطينيين، وستتحدث معهم مجددا، أكدت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الجمعة، أنه لم يجر أي حديث مع الإدارة الأميركية، لا بإيجاز أو بإسهاب.

وجددت الرئاسة على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، التاكيد على أن الموقف الفلسطيني واضح وثابت من رفضها لقرارات ترمب المتعلقة بالقدس وغيرها من القضايا، وبكل ما يتعلق بصفقة القرن المرفوضة

 

*مواقف "م.ت.ف"

الحسيني يطلع مسؤولا تركيا على آخر مستجدات القضية الفلسطينية

أطلع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني، القائم بأعمال القنصلية التركية الجديد أحمد رضا ديميرير، على آخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية لا سيما ما تشهده مدينة القدس المحتلة.

واستعرض الحسيني خلال اللقاء الذي عقد في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، يوم الخميس، ما يجري في مدينة القدس، من انتهاكات وتجاوزات خطيرة، محذرا من تداعيات المخططات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك الذي يتهدده خطر التهويد والتقسيم الزماني والمكاني، وتجسيدها على الأرض.

وشرح الحسيني لضيفه، سياسة الأمر الواقع التي تفرضها سلطات الاحتلال تجاه الوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي، ومحاولة تزوير التاريخ بسياستها وممارستها العنصرية، وخططها الرامية لتهويد المدينة المقدسة وتجاهلها لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية والقوانين الصادرة عن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.

وأشاد بدور تركيا الهام ووقوفها مع حقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة، ودعم القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة وليس فقط على الصعيد السياسي.

من ناحيته، شدد ديميرير على عمق العلاقات التي تربط الشعبين الصديقين الفلسطيني والتركي، داعيا إلى تعزيزها واستمرارها الدائم.

 

*عربي ودولي

الخارجية الأردنية تدين اعتداء الاحتلال على المصلين في "الأقصى"

أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، عقب انتهاء صلاة فجر اليوم الجمعة.

واعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، أن ما جرى من اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين الآمنين ممارسة استفزازية مدانة وانتهاكًا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي.

وشدد على ضرورة احترام إسرائيل لحرمة المسجد، وحرية المصلين وسلامتهم، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، ووقف انتهاكاتها المتواصلة للأماكن المقدسة، وتجنب الاستفزاز والتصعيد.

 

باكستان تحث الأمم المتحدة للقيام بدورها لحل القضية الفلسطينية

حثت باكستان الأمم المتحدة على أداء دورها لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لضمان الأمن والسلام في الشرق الأوسط.

جاء ذلك على لسان المندوب الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم، خلال جلسة مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط.

وقال وفقاً لبيان صادر في إسلام آباد يوم الخميس، إن التحديات التي تشكلها التحركات الإسرائيلية في المنطقة بما في ذلك توسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، تقوض جهود السلام في الشرق الأوسط.

وأضاف: "الوضع في الشرق الأوسط يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلام الدولي، مشيراً إلى أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات غير القانونية يقوض رؤية حل الدولتين".

وطالب أكرم المجتمع الدولي بمواصلة جهوده لتحقيق إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.

 

*اسرائيليات

قائد جيش الاحتلال بالضفة يوقع على هدم منازل عدد من منفّذي العمليات

وقّع ما يسمّى قائد المنطقة الوسطى "الضفة الغربية" في الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، على قرار هدم منازل منفّذي عمليتَي مستوطنتي مجدال عوز ودوليف اللتين أدتا لمقتل جندي ومستوطنة.

وبحسب موقع يديعوت أحرونوت، فإنَّ عملية الهدم ستتم بعد أن تمّ رفض الالتماسات التي قدّمتها عوائل المنفّذين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وكانت العملية الأولى نُفّذت في الثامن آب/ أغسطس الماضي بطعن جندي ما أدى لمقتله قرب مستوطنة مجدال عوز، فيما نفّذت العملية الثانية من قبل خلية تابعة للجبهة الشعبية في الثالث والعشرين من ذات الشهر وأدت لمقتل مستوطنة.

وكانت قوات الاحتلال هدمت 3 منازل في بيت كاحل بالخليل الشهر الماضي لثلاثة من منفّذي عملية مجدال عوز، حيث سيتم هدم منازل رابع لأسير اتهم بمساعدة المنفّذين.

كما تم إبلاغ عائلة الأسير أحمد قنبع الذي شارك في عملية قتل حاخام مع الشهيد أحمر جرار في كانون الثاني/ يناير 2018، بأنه سيتم هدم منزلهم في حال أعيد بنائه.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

حركة "فتح" تستقبل سفير اندونيسيا خلال جولةٍ له في بلدة عرسال

استقبل عضو قيادة حركة "فتح" في البقاع توفيق الحجيري وعددٌ من أعضاء شُعبة عرسال سعادةَ سفير جمهورية اندونيسيا، اليوم الجمعة ٢٤-١-٢٠٢٠، خلال جولةٍ لسعادته في بلدة عرسال، بحضور شخصيات وممثّلين عن المجتمع المحلي والمؤسسات.

كما التقى سعادة السفير المجلس البلدي في عرسال لبحث حاجات البلدة وما ستقدمه الحكومة الإندونيسية من مشاريع تنموية لعرسال تشمل بناء مدرسة، حيثُ جرى التوافق على زيارة ثانية لسعادته للتجهيز لسائر المشاريع في وقت قريب.

كما أكَّد سعادة السفير خلال جولته دعم حكومة بلاده للشعبَين الفلسطيني واللبناني، ووقوفها إلى جانبهما.

 

*آراء

المحرقةُ اليهوديّةُ والنّكبةُ الفلسطينيّةُ|بقلم: د.خليل نزَّال

تقتربُ الذّكرى الخامسةُ والسّبعون لتحريرِ معسكرِ الاعتقالِ النّازي "أوشفيتس" الذي أقامَهُ المحتلّون الألمان في بولندا إبّانَ الحربِ العالميةِ الثانية. وقد تمَّ تحريرُ المعسكر في ٢٧-١-١٩٤٥ على أيدي القوّات السوفياتيّةِ وهي تلاحقُ جيوشَ هتلر المتقهقرةَ نحو مصيرِها المحتوم. وقد فُجعَ العالمُ من هولِ الجرائمِ التي تمّ ارتكابُها في هذا السّجنِ الكبيرِ والتي راحت ضحيّتَها أعدادٌ هائلةٌ من مواطني دولِ أوروبا الخاضعةِ للاحتلالِ، وفي مقدّمتِهم أتباعُ الدّيانةِ اليهوديّةِ من مختلفِ الجنسيّات، وذلكَ في سياقِ سياسةٍ نازيّةٍ منهجيّةٍ كانَ هدفُها التخلّصَ نهائياً من اليهودِ بوسائلَ إجراميّةٍ متعدّدةٍ بما في ذلكَ استخدامُ الغازاتِ السّامَّةِ كوسيلةٍ فعّالةٍ للقتلِ الجماعيِّ. ولا يمكنُ إيجادُ مبرّرٍ واحدٍ يخفّفَ من وطأةِ الجرائمِ التي تعرّضَت لها شعوبُ أوروبا والعالمِ أثناءَ الحربِ العالميّةِ الثانيّةِ، وهي جرائمُ طالت اليهودَ بشكلٍ خاصٍّ لكنّها لم توفّر أحداً، فإلقاءُ القنابلِ الذرّيةِ على اليابانِ جريمةٌ، وتدميرُ وارسو وقتلُ مئاتِ الآلافِ من سكّانها خلالَ "انتفاضةِ وارسو" عام ١٩٤٤ جريمةٌ، واغتصابُ آلافِ النساءِ الألمانيّاتِ من قِبَلِ جنودِ الجيوشِ الزّاحفةِ نحو برلين جريمةٌ. نرفضُ كلَّ تلكَ الجرائمِ، ونرفضُ جريمةَ ملاحقةِ اليهودِ لمجرّدِ كونِهم يهوداً، والسّببُ الأوّلُ لرفضنِا لها أنّها جريمةٌ ضدَّ الإنسانيّةِ، ولا يمكنُ أنْ نقبلَ اضطهادَ وملاحقةَ وقتلَ النّاسِ الأبرياءِ بسببِ ديانتِهم أو انتمائهم القوميِّ أو لونِ بشرَتِهم، فقد تعلّمنا أنَّ البشرَ وُلدوا أحراراً لا يجوزُ انتهاكُ حقّهِم بالحياةِ ولا المساسُ بكرامتِهم تحتَ أيةِ ذريعة.

تختلفُ الرّواياتُ حولَ عددِ الضحايا من أتباعِ الديانةِ اليهوديّةِ الذين سقطوا نتيجةً للجرائمِ النّازيّةِ خلالَ الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ، فبينما يقولُ بعضُ المؤرخينَ أنَّ العددَ يصلُ إلى ستةِ ملايينَ، يقلّلُ آخرونَ من هذا العددِ ويحصرونَهُ بمئاتِ الآلافِ. ورغمَ قناعتِنا أنَّ كلَّ نَفْسٍ تُزهَقُ دونَ حقٍّ توازي إزهاقَ أرواحِ النّاسِ جميعاً فإنَّ الجدَلَ حولَ عددِ الضّحايا لا يصمدُ أمامَ المنطقِ والأخلاقِ. وهنا يجبُ أنْ نؤكّدَ على القضايا التّالية:

أولاً: ليست دولةُ الاحتلالِ الاستيطانيِّ الصهيونيِّ وريثاً لآلامِ اليهودِ ومعاناتِهم، فهي دولةٌ تستندُ إلى فكرٍ عنصريٍّ يحتقرُ حياةَ الإنسانِ ويمارسُ التّمييزَ العنصريَّ ضدَّ أبناءِ شعبِنا الفلسطينيِّ لا لسببٍ إلا لكَونِهم فلسطينيّينَ، وهذا هو الفكرُ الذي أدّى إلى النكبةِ الفلسطينيّةِ الكبرى، وهي جريمةٌ ما زالَ شعبنا يعاني من تبعاتِها حتى الآن. وبذلكَ يصطفُّ الفكرُ الذي تسبّبَ بالنّكبةِ عملياً إلى جانبِ الفكرِ الذي تسبّبَ بالمحرقة، ففكرُ الجلّادينَ متطابقٌ في كلِّ الأزمانِ والعصورِ بينما تتشابَهُ آلامُ الضّحايا سواءً كانوا في "أوشفيتس" أو في دير ياسين.

ثانياً: نعلمُ أنَّ النّظامَ الرّسميَّ الغربيَّ المتحايلَ على التّاريخِ يساهِمُ في سرقةِ عذاباتِ اليهودِ وتجييرِها لصالحِ النّظامِ العنصريِّ الصهيونيِّ الذي أنشأهُ الغربُ الاستعماريُّ كمحاولةٍ للتكفيرِ عن جريمةِ "المحرقةِ"، لكنّهُ أضافَ إلى سجلِّ جرائمِهِ جريمةً جديدةً هي جريمةُ النّكبةِ الفلسطينيّةِ وسرقةُ فلسطينَ من أهلِها وتسليمُها هديّةً للحركةِ الصهيونيّةِ لتعيثَ فيها فساداً وإرهاباً. وبينما استمرت المذبحةُ البشعةُ ضدَّ اليهودِ في أوروبا ستَّ سنواتٍ فإنَّ النّكبةَ والجرائمَ الصّهيونيّةَ مستمرّةٌ بحقِّ فلسطينَ وشعبِها منذُ عشراتِ السنينِ، وما زالَ القادةُ الغربيّونَ يلوذون بالصّمتِ المُخجلِ حينَ يتعلّقُ الأمرُ بفلسطينَ بينما نراهم يتداعونَ كتلاميذِ المدارسِ حينَ تطلبُ حكومةُ المستوطنينَ حضورَهم للمشاركةِ في إحياءِ ذكرى ضحايا جرائمِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ قبلَ ثمانينَ عاماً دونَ أنْ يكلّفوا أنفسَهم عناءَ مدِّ البصرِ قليلاً فوق جدارِ الفصلِ العنصريِّ ليروا ضحايا جريمتِهم المستمرّةِ منذُ أنْ غرسوا في فلسطينَ هذا الكيانَ الذي يحترفُ القتلَ والإرهابَ والتمييزَ العنصريَّ والتّطهيرَ العرقيَّ ويمارسُهُ بشكلٍ يوميٍّ.

ثالثاً: مهما بلغَ عددُ الضّحايا اليهودِ فإنَّ هذا لا يمنحُ أحداً الحقَّ في ممارسةِ التمييزِ العنصريِّ والاضطهادِ القوميِّ ضدَّ شعبِنا، فالجريمةُ لا تُبرِّرُ جرائمَ أخرى، والميلُ إلى التهويلِ في أعدادِ الضّحايا اليهودِ لا يمكنُ أن يكونَ سحابةَ دُخانٍ لتغطيةِ الجرائمِ الإسرائيليّةِ اليوميّةَ ضدّ أصحابِ الأرضِ الشرعيّين في فلسطين، وهو محاولةٌ لاجترارِ تُهمةِ "العداءِ للسّاميةِ" وإلصاقِها بكلِّ من يمتلكُ الشّجاعةَ لرفضِ سياساتِ الاحتلالِ وللتضامنِ مع نضالِ شعبِنا العادلِ. ومثلما كانت الشّجاعةُ والعدالةُ في الحربِ العالميّةِ الثانيةِ تعني إنقاذَ اليهودِ من خطرِ الإبادةِ فإنّها اليومَ تعني الانحيازَ إلى الحقِّ الفلسطينيِّ ورفضَ الجرائمِ التي يرتكبُها جيشُ الاحتلالِ ومستوطنوهُ ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ. "المعادون للسّاميّةِ" وللإنسانيّةِ هم المنحازونَ لسياساتِ دولةِ الاحتلالِ والمدافعونَ عن جرائمِها.

رابعاً: لا يمكنُ التقليلُ من أعدادِ الضحايا دونَ الاستنادِ إلى الدّراساتِ والأبحاثِ التي تهدفُ فقط إلى توخّي الحقيقةِ. وهنا يجبُ الانتباهُ إلى أنَّ من يمارسونَ هوايةَ التقليلِ من الأعدادِ يقعونَ في المصيدةِ الصهيونيّةِ ويظنّونَ أنَّ العددَ "القليلَ" للضّحايا يسحبُ البساطَ من تحتِ أقدامِ الدّعايةِ الإسرائيليّةِ التي تستخدمُ التهويلَ لابتزازِ العالمِ وإجبارِهِ على القبولِ بالسياسةِ العنصريةِ لدولةِ الاحتلالِ الاستيطانيّ. "التهويلُ" لا يبرّرُ جرائمَ الاحتلالِ و"التهوينُ" لا يقلّلُ من بشاعةِ الجريمةِ التي ارتُكِبتْ بحقِّ يهودِ أوروبا!

خامساً: لم يكن شعبُنا طرفاً في الحربِ العالميةِ الثانيةِ، فلماذا يتمُّ تحميلُهُ تبعاتِ الجرائمِ التي مارسَتْها أوروبا ضدَّ مواطنيها من مختلفِ الأجناسِ والأديانِ، وخاصّةً ضدَّ اليهودِ؟ يعلمُ القاصي والدّاني أنَّ فلسطينَ إبّانَ تلكَ الحربِ كانت خاضعةً للاحتلالِ البريطانيِّ السّاعي إلى إقامةِ دولةٍ ليهودِ العالمِ على حسابِ شعبِنا وعلى أنقاضِ وطنِنا. وقد كان جهدُ شعبِنا في ذلكَ الوقتِ منصبّاً على مقاومةِ المشروعِ الصهيونيِّ ومحصوراً في حدودِ فلسطينَ التّاريخيّةِ دونَ أنْ يفقدَ انتماءهُ الإنسانيَّ وانحيازَهُ إلى المظلومينَ أينما كانوا.

*لليهودِ كاملُ الحقٍّ أنْ يلوذوا بصومعةِ الوجعِ الذي خلّفتْهُ الجرائمُ النّازيّةُ في ذاكرتِهم. ولأنّنا ضحيّةٌ للعنصريّةِ الصهيونيّةِ فنحنُ منحازونَ دونَ تردّدٍ إلى آلامِ الضحايا من اليهودِ وغيرِهم، ونرفضُ أنْ تكونَ تلكَ الآلامُ مبرّراً لاستمرارِ الظّلمِ التّاريخيِّ الذي يتعرّضُ لهُ شعبُنا. نحنُ مع الضّحايا أمّا دولةُ الاحتلالِ والاستيطانِ فهي نَبْتٌ آثِمٌ يسمّمُ حياتَنا ويلطّخُ ذكرى ضحايا "أوشفيتس" بعارِ العُنصريّةِ والاضطهادِ وقتلِ الأبرياء من أهلِ فلسطينَ وملّاكِها الشّرعيين.

 

 #إعلام_حركة_فتح_لبنان