بات من الواضح تماما، ان تلفزيون فلسطين هو من يقود اليوم، على الصعيد الاعلامي، معركة الدفاع عن القدس، وهو يكرس حضورها على شاشته، عاصمة لدولة فلسطين، ولأنه كذلك وعلى رؤوس الأشهاد، يلاحق الاحتلال الاسرائيلي هذا التلفزيون، لحجب صورته الفلسطينية، وكتم صوته الوطني، وإقصاء رواية بلاده التاريخية والحضارية، خاصة وانه قد امتلك ناصية المهنية، والتقنيات المتطورة، والطاقات الابداعية.

والاحتلال الاسرائيلي وهو يلاحق تلفزيون فلسطين ويتربص به، مثله في ذلك مثل أنظمة التخلف والجاهلية، في هذا العصر، التي ما زالت لا ترى انه في عصر ثورة الاتصالات، بات من المستحيل، حجب الصورة، وكتم الصوت، وإقصاء الرواية النقيضة ..!!! لا بل ان الاحتلال أكثر تخلفًا من هذه الأنظمة، وهو يلاحق رواية الحقيقة والواقع الفلسطينية، برواية الخديعة والوهم والعنصرية الصهيونية، وما تكدس هذه الرواية في عقليته من سياسات عبثية، التي ستأخذه قبل ان يأخذها الى النهايات العدمية، إن عاجلًا أو آجلًا.

لن يكف الاحتلال الاسرائيلي عن ملاحقة تلفزيون فلسطين، واعتقاله المؤقت، لطاقم التلفزيون في القدس، هو الاعتقال الارهابي الذي من لحظته أخفق في تحقيق هدفه، وكريستين ريناوي تنهر جندي الاحتلال، وتأمره ان يرفع يده عن ذراعها، وهو يحاول جرها الى عربة الاعتقال، كما ان أوامر منع العمل والاتصال مع التلفزيون، التي سلمها الاحتلال، لطاقم التلفزيون، دانا، وأمير، وعلي، ومعهم كريستين طبعا، أشهرها الطاقم بصورة مفعمة ببلاغة التحدي.

"صباح الخير يا قدس" لم يعد بعد الآن، مجرد برنامج تلفزيوني لشاشة فلسطين من القدس العاصمة، وانما بات دلالة على واقع التحدي الوطني الفلسطيني، لسياسات الاحتلال الاسرائيلي الرامية للاستحواذ على المدينة المقدسة، بوهم إعلانات ترامب الصهيونية ..!!! كما انه بات دلالة على واقع العبث الاحتلالي، وخسرانه الأخلاقي، وافتضاح أمره العنصري المتخلف.

وصباح الخير يا قدس هي التحية التي ترفعها قلوب الفلسطينيين في كل مكان، مع كل صباح، الى درة تاج بلادهم، وأيقونة حضارتهم ومكانتهم في التاريخ، ومكانهم الذي باركه الله وما حوله. ولا جدال انها تحية التحدي والاصرار والقرار الوطني الحازم ان لا بديل عن القدس عاصمة لدولة فلسطين، شاء من شاء وأبى من أبى، مثلما اعلن ويعلن الرئيس أبو مازن في كل كلمة ومناسبة وحدث.