شارك رئيس الوزراء محمد اشتية في حفل أقامته وزارة السياحة والآثار في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم، بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، بحضور عدد من الدبلوماسيين الغربيين والوزراء وكبار المسؤولين، ولفيف من رجال الدين المسيحيين.

وتحدث رئيس الوزراء عن المكانة التي تحظى بها بيت لحم في منظومة القيم الإنسانية والحضارية للإرث الإنساني، وإلى المعاني التي تفسر أسباب عشق الشعب الفلسطيني للحياة ورفضه للعبودية والإرهاب والاستسلام.

كما أشار رئيس الوزراء إلى معجزة ميلاد السيّد المسيح، وقدرته على إشفاء المرضى وإحياء الموتى، مضيفًا: "كل ذلك اتصل  لدينا بأسطورة كان يرددها رئيسنا الراحل الشهيد ياسر عرفات، عن طائر الفينيق الذي يتحدّى النار ويواصل الحياة، فكل هذه القصص تشكل جزءًا من العقل الفلسطيني، ومن عقل الإنسان الحر في العالم".

كما تحدث اشتية عن رحلة الإسراء والمعراج من مكة إلى القدس، ومن القدس إلى السماء، "والتي هي جزء لا يتجزأ من الشعور على القدرة بتحدي المستحيل".

وأضاف رئيس الوزراء: "نحن محظوظون أن نكون في بيت لحم في مثل هذه الأيام لكل الأسباب التي  جعلت منها جزءًا من الإرث البشري والتي ستكون قريبًا العنقود السياحي"، داعيًا الدبلوماسيين الغربيين إلى أن يفكروا ويحلموا مع الشعب الفلسطيني لصنع عناقيد من الأمل والثقافة والفن للإنسانية جمعاء.

وتوقف رئيس الوزراء في كلمته عند فندق الجدار "بانكسي" الذي تطل نوافذه على جدار الضم والتوسع العنصري، والذي "لخص كثيرًا من معالم القضية الفلسطينية، بينما يلخص الجدار سعي الاحتلال لمنع العالم، ومنع الإسرائيليين، من رؤية كل هذه الحياة، وكل هذه المعاني في الميلاد، وفي الالتزام بإنسانية الإنسان بغض النظر عن الدين واللون والعرق، إنه تاريخ مختصر للقضية الفلسطينية، فالإسرائيليون أرادوا للجدار أن يحول دون أن يرى العالم التخريب الذي يسببه الاحتلال فهو جدار سياسي".

واختتم رئيس الوزراء حديثه مقتبسًا من رائعه الأديب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي: "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، مؤكدًا أن الفلسطيني سيظل معتصمًا بالأمل لمواجهة التحديات وتجاوزها، رغم كل ما يواجهه ظلم ومن انسداد في الأفق السياسي.