بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

النشرة الإعلامية لليوم الخميس 5-12-2019


*رئاسة

الرئيس يزور عائلة المناضل الوطني الكبير الراحل أحمد عبد الرحمن مُعزّيًا
  زار رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس، اليوم الخميس، منزل عائلة المناضل الوطني الكبير الراحل أحمد عبد الرحمن في مدينة رام الله، وقدَّم واجب العزاء برحيله.
وأثنى سيادته على مناقب الفقيد، مؤكِّدًا أنَّ فلسطين خسرت رجلاً شجاعًا أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبه وقراره الوطني المستقل، ومشيدًا بنضالاته ودوره الوطني الكبير في خدمة القضية الفلسطينية.
بدورها، أثنت العائلة على زيارة الرئيس وتقديم واجب العزاء بفقيدهم، مشيدة بمواقف الرئيس وثباته وإخلاصه للمناضلين من أبناء شعبنا.
وكان سيادته وأعضاء القيادة قد تقبَّلوا أمس واجب العزاء بالمناضل الراحل عبد الرحمن في مقرِّ الرئاسة، حيثُ أمَّت بيت العزاء شخصيات وطنية وسياسية وقادة الفصائل الوطنية، وممثِّلون عن المجتمع المدني، وكبار المسؤولين، وحشدٌ كبيرٌ من المواطنين.

*فلسطينيات

"الخارجية": نتابع قضية وفاة المواطن إيهاب الهشيم في مولدوفا
قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنَّها تتابع قضية المواطن إيهاب الهشيم من مدينة غزّة، الذي وجد متوفيًا داخل منزله في جمهورية مولدوفا.
وأوضحت الخارجية في بيان لها، اليوم الخميس، أنها تتابع ودائرة الرعاية القنصلية في الخارجية، وسفارة فلسطين لدى رومانيا، والجهات الرسمية في مولدوفا، التفاصيل المتعلقة بهذه القضية، وتنسق مع عائلته والجالية العربية والإسلامية لإتمام إجراءات استلام الجثمان ومراسيم التشييع.
يُذكَر أنَّ المرحوم الهشيم كان يعمل طبيب إسعاف في مولدوفا، وفقدت عائلته الاتصال به منذ عدة أيام، وأبلغت سفارتنا في رومانيا بذلك، وبدورها تواصلت مع السلطات المختصة في جمهورية مولدوفا، والتي عثرت عليه متوفى داخل منزله.
 

*مواقف "م.ت.ف"

عريقات لوفد من المشرِّعين الأميركيين: لا حلَّ من دون قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
 أكَّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أثناء لقائه وفدًا من المشرِّعين الأميركيين من ولاية كاليفورنيا، أمس الأربعاء، أنَّ الحل القابل للتطبيق والممكن هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أراضي دولة فلسطين المعترف بها في الأمم المتحدة.
وشدَّد عريقات على أنَّ سياسة الإملاءات الإسرائيلية والقرارات الأميركية لن تجدي نفعًا مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية، المتسلِّحة بالإرادة الوطنية المستندة للحقِّ التاريخي والقانون الدولي.
وأوضح للوفد الأميركي أنَّ قرارات ترمب المتتالية التي كان آخرها تصريحات وزير الخارجية بومبيو بمحاولته شرعنة الاستيطان، تجسِّد استهتارًا بالقانون الدولي كسابقاتها من القرارات حول القدس واللاجئين، ومحاولة لتغيير الحقيقة والإجماع الدوليين، وكمن يشرعن السرقة والقرصنة وأخذ حقوق الآخرين بقوة السلاح، الأمر الذي ترفضه القيادة الفلسطينية والمجتمع الدولي جملة وتفصيلا، مضيفًا: "لن يجبرونا مطلقًا على الاستسلام مهما عظمت الضغوطات.. ودولة فلسطين آتية حتمًا لا شك في ذلك".
وقال عريقات إنَّ الحلَّ يكمن في أن يكون هناك طرف إسرائيلي يؤمن بالسلام المستند للقانون الدولي، وليس الإملاءات وتنفيذ نظام الابارتهايد العنصري الذي سيسقط مهما طال الزمن.
 

*مواقف فتحاوية

القواسمي: صراعُنا مع الاحتلال وليس مع الديانة اليهودية
قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، المتحدِّث بِاسمها، أسامة القواسمي، إنَّ صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي وليس مع الديانة اليهودية، كما يحاول نتنياهو أن يصوِّره.
ولفت القواسمي لدى استقباله وفدًا من المشرِّعين الأمريكيين وشخصيات سياسية واجتماعية من ولاية مينسوتا الأميركية، اليوم الخميس، إلى أنَّ الاحتلال والاضطهاد والظلم لا دين لهم، مضيفًا: "على نتنياهو التوقف عن استمالة المتديّنين اليهود باستخدامه الشعارات الدينية من أجل سرقة أراضي ومقدَّرات شعبنا".
وأكَّد أنَّ شعبنا وقيادته يرفضان التعايش بشكل مطلق مع نظام الابارتهايد العنصري، فنحن نناضل من أجل الحُرّيّة والاستقلال والمساواة كباقي شعوب الأرض، وقال: "لا يمكن تعويض الحرية بمشاريع إنسانية واقتصادية، على أهميّتها، إذا جاءت تحت سقف الحل السياسي".
وأوضح القواسمي أنَّ الاحتكام للقانون الدولي هو الحل الممكن والواقعي القابل للتطبيق، وأنَّ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض فلسطين هو عامل الاستقرار في المنطقة.
 

*إسرائيليات

وسائل إعلام عبرية: اقتراح باستقالة نتنياهو أو عزله سياسيًّا مقابل العفو عنه
  نشرت القناة العبرية 12 مقترحاتٍ خاصةً بمنح العفو عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد أسبوعين من تقديم لائحة الاتهام ضدّه، في حال اتُّخِذ قرار في نهاية المحاكمة بأنّه مذنب، لكنَّه رفض ذلك.
ووفقًا للقناة، فقد تقدَّم سياسيّون بمقترح للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بهدف منح نتنياهو العفو مقابل اعترافه بتهم الفساد والاحتيال، وانتهاك الثقة المنسوبة إليه، على أن يبتعد عن الحياة السياسية ويعلن الاستقالة.

*عربي ودولي

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمدُ أربعةَ قراراتٍ تتعلَّق بفلسطين
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية ساحقة، أربعة قرارات تتعلَّق بفلسطين. وأوضحت مندوبية دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة أنَّ الجمعية العامة أقرت القرار المعنون بـ"تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، بتصويت (147) دولة مع، و(7) ضد هي: (أستراليا، كندا، إسرائيل، جزر المارشال، ميكرونيزيا، ناورو، الولايات المتحدة)، وامتناع (13) دولة هي: (البرازيل، الكاميرون، فيجي، جواتيمالا، هندوراس، بالاو، بابواغينيا الجديدة، رواندا، ساماوا، جزر سليمان، جنوب السودان، تونغا، وفانواتو).
كما أقرت الجمعية العامة القرار المعنون "البرنامج الإعلامي الخاص الذي تضطلع به إدارة شؤون الإعلام بالأمانة العامة بشأن قضية فلسطين"، بتصويت (144) دولة مع، و(8) ضد هي: (استراليا، كندا، جواتيمالا، إسرائيل، جزر المارشال، ميكرونيزيا، ناورو، الولايات المتحدة)، وامتناع (14) دولة هي: (فيجي، غانا، الكميرون، هندوراس، المكسيك، بابوا غينيا الجديدة، رواندا، نيجيريا، ساموا، جزر سليمان، جنوب السودان، توغو، تونغا، فانواتو).
وأقرَّت الجمعية العامة القرار المعنون "اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف"، بتصويت (92)  دولة مع، و(13) دولة ضد هي" (استراليا، البرازيل، كولومبيا، التشيك، كندا، غواتيمالا، هوندوراس، هنجاريا، إسرائيل، جزر المارشال، ميكرونيزيا، ناورو، والولايات المتحدة)، وامتناع (61) دولة.
أمَّا القرار الرابع الذي أقرَّته الجمعية العامة للأمم المتحدة فهو: القرار المعنون "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة"، بتصويت (87) دولة مع، و(23) ضد هي: (استراليا، النمسا، البرازيل، بلغاريا، كولومبيا، التشيك، كندا، الدنمارك، استونيا، ألمانيا، اليونان، غواتيمالا، هوندوراس، هنجاريا، إسرائيل، ليتوانيا، جزر المارشال، ميكرونيزيا، ناورو، هولندا، سلوفاكيا، رومانيا، والولايات المتحدة)، وامتناع (54) دولة.
وأوضحت مندوبية دولة فلسطين أنَّ الجمعية العامة ركزت في قراراتها على إدانة الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني، وتهديد (إسرائيل) في حال استمرارها في هذا العمل غير القانوني أن تقع تحت طائلة المساءلة؛ وهذه لغة تصعيدية تستعملها الجمعية العامة في هذا الشأن.
وأشارت إلى أنَّ دول الاتحاد الأوروبي جميعها صوَّتت لصالح قراري "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية" و"البرنامج الإعلامي الخاص الذي تضطلع به إدارة شؤون الإعلام بالأمانة العامة بشأن قضية فلسطين".
وأعرب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن شكره للدول التي صوَّتت لصالح القرارات، وطالبا الدول التي تتعامل مع قرارَي الأمم المتحدة بازدواجية أن تحترم القرارات بشكل كامل لأنَّ ذلك مطلوبٌ منها وفق ميثاق الأمم المتحدة الذي يطلب من الجميع احترام إرادة المجتمع الدولي المعبَّر عنها بقرارات الأمم المتحدة.
وأكَّد منصور أنَّ هذا التصويت الكبير على مجموعة أخرى من القرارات المتعلّقة يؤكِّد الدعم الدولي الثابت والقوي لصالح حل المسألة الفلسطينية على قاعدة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
 

*أخبار فلسطين في لبنان

حركة "المرابطون" تُنظِّم لقاءً تضامنيًّا مع فلسطين إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع شعبنا الفلسطيني
تحت شعار "الثورة الفلسطينية وُجِدَت لتبقى وتنتصر.. وستنتصر"، وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، نظّمت حركة الناصريين المستقلّين "المرابطون"، لقاءً تضامنيًّا مع فلسطين، في مركز طبّارة- بيروت، ليل الأربعاء 4-12-2019.
وشارك في اللقاء سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور ممثَّلاً بعضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان د.سرحان يوسف، وسعادة سفير كوبا في لبنان الكسندر موراغا، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل "م.ت.ف"، وممثِّلو المؤسسات والجمعيات والروابط اللبنانية، والهيئة القيادية لـ"المرابطون".
وألقى أمين الهيئة القيادية في حركة المرابطون العميد مصطفى حمدان كلمةً أكَّد فيها أنَّ المقاومة بالنسبة لحركة "المرابطون" مسارها فلسطين، ومصيرها فلسطين، ومبتغاها فلسطين.
 وقال: "يوم التضامن مع فلسطين بالنسبة لـ"المرابطون" هو كل يوم في السنة، لأنَّ هنالك عشق أبدي بينهم وبين فلسطين منذُ أن كان القائد جمال عبدالناصر في فالوجة فلسطين يناضل ويقاوم، وهذا العشق سيستمر حتى تحرير فلسطين، وسنبقى فلسطينيين حتى بعد تحرير فلسطين، وإزالة الكيان التلمودي عن الوجود"، مؤكِّدًا أنَّ إنجازات الثُّوّار الفلسطينيين التي حقّقوها بالحجر والدم والصاروخ والشهيد تلو الشهيد لن تضيع".
ودعا العميد حمدان إلى الالتحام كـ"مرابطون" وفلسطينيين في جبهة مقاومة واحدة من أجل التحرير الشامل لأرض فلسطين.
ثُمَّ كانت كلمة لسعادة سفير كوبا الكسندر موراغا، قال فيها: "نلتقي هنا اليوم للتعبير عن دعمنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني البطل في اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين، على ثُوّار العالم واجب أخلاقي والالتزام بالمطالبة وعدم التوقُّف في النضال حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل عام ١٩٦٧ وعودة اللاجئين والإفراج عن السجناء السياسيين".
ورأى السفير موراغا أنَّ حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض، وأنَّ الفلسطينيين يستحقون العيش بسلام وأن تُحترَم أرضهم وأن لا يكون أطفالهم هدفًا للقمع والوحشية التي تفرضها الصهيونية الإسرائيلية يوميًّا.
وأدان بشدّة التدابير التي اتّخذتها إدارة ترامب ضدّ حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمةً لـ(إسرائيل) والقرار الأخير الذي يسعى إلى إضفاء الشرعية على المنشآت الاستيطانية الإسرائيلية للمستوطنين اليهود على أرض مسروقة بشكل غير قانوني من الفلسطينيين.
كلمة سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية ألقاها عضو قيادة الإقليم د.سرحان يوسف دعا فيها العالم أجمع إلى التضامن بشكلٍ حقيقيٍّ وفعليٍّ مع شعبنا الفلسطيني عبر إجبار (إسرائيل) على تنفيذ القرارات المتعدّدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، وشدَّد على ضرورة وجود وقفة وطنية جدية من المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال التي ما زالت تواصل عمليات الضم والاستيطان في أرض فلسطين، وتُمعِن في تغيير هُويّة وطابع مدينة القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية وتُحاصر قطاع غزّة، وتخنق الاقتصاد وتنهب الموارد، خارقةً كلَّ المواثيق الدولية، ومدعومةً من الإدارة الأميركية التي تخرق بدورها القانون الدولي، وتُثبِتُ بأنَّها غير مؤهّلة لتكون وسيطًا نزيهًا، بل هي شريكة بالعدوان على الشعب الفلسطيني من خلال ما تتّخذه من قرارات غير شرعية كالقدس والمستوطنات و"الأونروا" وغيرها.
ولفت إلى أنَّ الإعلان الأخير للإدارة الأميركية بخصوص المستوطنات في الضفة والقدس ما هو إلاّ مخالفة للقانون الدولي، واعتبره إعلانًا باطلاً وغير شرعي ويتعارض كليًّا مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولي، وأكَّد أنَّ هذا القرار مرفوض من أبناء الشعب الفلسطيني، وأنَّ الفلسطينيين سيقاومون كل هذه الممارسات التي تمارسها الإدارة الأميركية من أجل دعم هذا الكيان المغتصب للأرض والمقدّسات.
وبعدها كانت كلمة حركة "الجهاد الإسلامي" ألقاها ممثّلها في لبنان إحسان عطايا، ممَّا جاء فيها: "أنَّ تتضامن مع فلسطين فهذا يعني أنَّك تتضامن مع شرف وكرامة أُمتنا، وأن تتضامن مع قضية فلسطين هو أن تتضامن مع مبادئك وقناعاتك ومع مقدّسات الأُمّة المسلوبة والمنتهكة في كلِّ يوم، أن تتضامن مع فلسطين فهذا يعني أنَّك فلسطيني بامتياز هُويّة وانتماء، وليس فقط مجرّد كلام عروبي في الهواء إنّما هذه هي العروبة الحقّة".
وأضاف: "المرابطون دائمًا هم في قلب فلسطين لأنّهم يعبّرون دائمًا عن مضمون قضيتنا الفلسطينية، ويتبنون كل قضايانا المحقّة العادلة. لم يمر يومٌ إلّا وكانوا معنا، دومًا صواريخ المقاومة في غزّة تستمد قوتها من معنوياتكم وتضامنكم ودعمكم الكبير".
كلمة الأسرى المحرَّرين من معتقلات العدو الإسرائيلي ألقاها الأسير المحرَّر أنور ياسين، ممَّا جاء فيها: "فلسطين ليست أرضًا فقط، بل هي أيضًا شعب، هي قضية، وفلسطين لا تتجزّأ، ومن يحلم بأن يجزّئ فلسطين فهو واهم، لأنَّ فلسطين هي عضو في الجسد العربي الكبير، وهذا العضو لا يمكن أن يقطع ومن يقطعه يقطع الأمة بكاملها".
وتابع ياسين: "مَن يتصوَّر أنَّ العدو الصهيوني هو وجه حضاري ومَن يعتقد أنَّ أراضي الـ٤٨ أصبحت (إسرائيل)، وأنَّ هذا حق شرعي للكيان الصهيوني فهو واهم تمامًا".

*آراء

حوادثُ السَّيْرِ غولٌ يختطفُ حياةَ الأبرياء| بقلم: د.خليل نزّال
  في نهايةِ القرنِ التاسعِ عشر اخترعَ الإنسانُ السيّارةَ التي تعملُ بمحرّكِ الاحتراقِ الدّاخليَّ، وسنُدركُ حجمَ الشّعورِ بالخطرِ الذي رافقَ ظهورَ هذا "الوحشِ الآليِّ" في الطُّرقاتِ العامّةِ لو علِمنا أنَّ قانونَ السّيرِ في بريطانيا مثلاً قد حدّدَ السُّرعةَ القصوى للمركباتِ الآليّةِ بثلاثةِ كيلومترات ومئتي متر في السّاعةِ، واشترطَ لإجازةِ حركتِها أنْ يمشي أمامَها رجلٌ يلّوحِ طوالَ الوقتِ برايةٍ حمراءَ مُحذّرًا المارّةَ من الخطرِ الدّاهِمِ الذي يتهدّدُهم. كما أنَّ غالبيةَ دُولِ أوروبا كانت تشترطُ لمنحِ أيِّ شخصٍ رخصةَ قيادةِ السيّارةِ أنْ يكونَ قد عمِلَ مسبقًا في مجالِ صيانةِ السيّاراتِ وتصليحِها. وقد تطوّرت القوانينُ وحاولت مواكبةَ التجديدِ المتواصلِ الذي خضعَت لهُ صناعةُ السيّاراتِ والتي حاولت الجمْعَ بينَ نقيضَينِ يصعبُ الجَمعُ بينهما، وهما الحفاظُ على سلامةِ سائقِ السيّارةِ وركّابِها والمارّةِ من جهةٍ، وتلبيةُ الطلبِ المتزايدِ على زيادةِ سرعتِها لتواكِبَ متطلباتِ العصرِ والحاجةَ إلى التنقّلِ السّريعِ من جهةٍ أخرى. وما زالت معضلةُ الجمْعِ بينَ هذينِ النقيضَينِ تشكّلُ الشُّغلَ الشّاغلَ للقائمينَ على تطويرِ صناعةِ السيّاراتِ والمختصّينَ بالقوانينِ التي تنظّمُ حركةَ المرورِ إضافةً إلى العاملينَ في قطاعِ التأمين الذي أناطت به الدّولُ المتقدّمةُ مسؤوليةَ حمايةِ المواطنِ من خطرِ مستخدمي السيّاراتِ عندما يكونُ هذا المواطنُ واحدًا من المشاةِ، كما تحميهِ منْ خطرِ تهوّرهِ وطيشِهِ واستهتارِهِ بحياتِهِ وحياةِ غيرهِ عندما يكونُ جالسًا خلفَ مقودِ السيّارةِ ويحوّلُها إلى قنبلةٍ متحرّكة.
الحفاظُ على سلامةِ المواطنِ في مجالِ حركةِ المركباتِ ووسائلِ النّقلِ يبدأُ بإعدادِ السّائقِ وتدريبِهِ حتّى يصبحَ قادرًا على فهْمِ جسامةِ المسؤوليّةِ التي تُثقِلُ ظهرَهُ كلّما جلسَ على مقعدِ قيادةِ مركبتِهِ، ورغمَ أهميّةِ الرّقابةِ على المركباتِ وإخضاعها للفحصِ الدّوريِّ وكذلكَ الاهتمامِ بالطّرقِ والحفاظِ على مطابقِتِها للمعاييرِ والمواصفاتِ المتعارفِ عليها، رغم هذا وذاكَ يبقى الإنسانُ ضمانةَ تكاملِ العواملِ المختلفةِ وسرَّ نجاحِها أو فشلِها في الاستجابةِ لحاجةِ الناسِ العاديّينَ إلى الإحساسِ بالأمنِ والطمأنينةِ سواءً عندما يقومونِ بدورِ السائقِ أو بدورِ الإنسانِ الذي يستخدمُ الرّصيفَ أو ممرَّ المشاةِ بينَ ضفّتَيْ شارعٍ قد تكونُ فرحةُ النجاحِ باجتيازِهِ بسلامةٍ تفوقُ فرحةَ النّجاحِ في امتحانٍ مصيريّ. ولا يمكنُ لمنظومةِ العنايةِ بالسّلامةِ أنْ تعملَ بمعزلٍ عن الثّقافةِ العامّةِ التي يجبُ أنْ تنمّي روحَ التّعاونِ وتشجّعَ احترامَ أرواحِ العبادِ وممتلكاتِهم وعدمَ اعتبارِ الطّرقاتِ والشّوارعِ ملكيةً خاصّةً يمكنُ أنْ نُخضِعَها لمزاجِ الأنانيّةِ والتصرّفِ كمنْ لا يرى أحدًا ويصرُّ على أن يراهُ الآخرونَ ويخضعوا لأهوائهِ.
لا تحتلُّ فلسطينُ مركزَ الّصدارةِ من حيثُ عددِ ضحايا حوادثِ السّيرِ، لكنَّ ذلكَ لا يعني التقاعسَ عن فرضِ القانونِ من جهةٍ والالتزامِ بهِ من جهةٍ أخرى، وذلكَ بهدفِ التقليلِ ما أمكنَ من عددِ الذينَ يختطفُهم الموتُ فجأةً بفعلِ تهوّرِ سائقٍ أو تسرّعِ راجل. فنحنُ شعبٌ تحت الاحتلالِ يفقدُ من أبنائهِ خيرَتَهم على أيدي جنودِ المحتلِّ ومستوطنيهِ، وهذا يفرضُ علينا الحدَّ من هَولِ الفاجعةِ التي تحملُها خسارةُ أعزّاءَ آخرينَ في حوادثِ السّيرِ يضافونَ إلى قائمةِ الأحبّةِ الذينَ يقتنصُهم رصاصُ الأعداء. ولا بدَّ من أجلِ تحقيقِ ذلكَ أن نلتزمَ بالقوانينِ التي تنظّمُ حياتَنا وأنْ لا يكونَ الالتزامُ بربْطِ حزامِ السّلامةِ أو الحدِّ من السّرعةِ مقتصِرًا على لحظةِ استخدامِنا للطُّرقِ التي يتحكّمُ بها عدوّنا، وهو الذي يضربُ بعرضِ الحائطِ كلَّ قوانينِ الحقِّ والعدالةِ، فالأولى بنا أنْ نحترمَ قوانينَنا وحقَّ أبناءِ شعبِنا بالحياةِ والأمانِ. ويجبُ أن نعيَ أنَّ السرعةَ الزائدةَ هي أصلُ المصائبِ والسببُ الأوّلُ لحوادثِ السّيرِ، فهي لا تُبقي فرصةً للعقلِ ولردّةِ الفعلِ الكفيلةِ بتدارُكِ الأخطاءِ أو بالتّعامُلِ المُجدي مع أيِّ خللٍ قد يصيبُ مركبتَنا أو أيِّ خطأٍ يرتكبهُ شركاؤنا في حركةِ السّيرِ التي تُشبِهُ بتفاصيلِها خليّةَ نحلٍ متكاملةٍ، وواجبُنا أن لا نكونَ نحنُ مَصدرَ الخللِ في منظومةِ عملِ هذهِ الخليّة.
*إذا أردْتَ الوصولَ إلى هَدفِكَ بسُرعةٍ ...تَمهّل!