رد حماس بخصوص الانتخابات، والذي سلمه رئيس لجنة الانتخابات د. حنا ناصر، للرئيس محمود عباس ليلة أمس الأول، يؤكد أن هذه الحركة تصر على نزعتها الانشقاقية وعلى عدم رغبتها في الخروج من مربع الانقسام. فقد كشفت المصادر المطلعة أن رد حماس مليء بالألغام والشروط التي من شأنها أن تمنع إجراء أية انتخابات، إضافة إلى أنه رد يعبر عن الأنانية الموصوفة بها جماعة الاخوان ولا يحمل أي إيجابية يمكن البناء عليها.
المشكلة الأساسية في كون حماس تريد أن تكون سلطة وحكومة وفي الوقت نفسه أن تحتفظ بسلاحها لها بحجة المقاومة، بمعنى أن تكون مليشيا مسلحة، ودولة داخل دولة. رد حماس يأخذ من القيادة الفلسطينية كل شيء دون أن تقدم تنازلا واحدا، فالانتخابات هي حق للشعب الفلسطيني وليست منة من حماس التي تحاول وكأنها قدمت تضحية كبيرة بالموافقة على إجراء الانتخابات بالتدريج.
وعلى صعيد انقلابها أو حسمها العسكري، الذي قامت به عام 2007، فحماس تريد من خلال ردها أن تمنح الشرعية لهذا الانقلاب من خلال مطالبتها بحقوق أعضاء المجلس التشريعي ممن كانوا قادة في الانقلاب، فأعضاء لمجلس من حماس في الضفة كانوا يتقاضون رواتبهم ومكافآتهم تماما كباقي اعضاء المجلس الآخرين.
وفي ردها حماس لا تريد أن يطلع أحد على من يمول حملتها الانتخابية وما هي مصادر هذا التمويل، فالمال السياسي الذي يأتي لحماس من دول وقوى إقليمية ليس من حق المواطن والناخب أن يطلع عليه وفي الرد لا تريد حماس أن تكون هناك مبادئ وأسس سياسية متفق عليها بحجة أن لكل قائمة الحق بأن تطرح برنامجها الخاص بها، الأمر الذي يعني أن نعود الى المأزق نفسه الذي قاد إلى الانقلاب والانقسام. فحماس تريد الاحتفاظ بسيطرتها على القطاع وأن تحصل على أي نفوذ في الضفة من خلال الانتخابات.
إن الفارق بين رسالة الرئيس أبو مازن ورد حماس، أن رسالة الرئيس تقول وتؤكد إن الانتخابات ليست هدفا بحد ذاتها بل وسيلة لإنهاء الانقسام وإعادة توحيد الوطن الفلسطيني، لذلك عاد الرئيس ابو مازن للأسباب التي قادت إلى الانقسام وأراد أن يجد حلا لها، في حين أن رد حماس يريد انتخابات مع بقاء الانقسام وإعطائه شرعية.
إن المدخل لأي انتخابات تنهي الانقسام هو أن تقود إلى وجود سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد بيد السلطة بغض النظر من سيفوز بهذه الانتخابات.
رد حماس وبما فيه من ألغام وشروط لن يقود إلى هذه المعادلة بل من شأنه أن يعمق الانقسام.
حماس عندما سلمت د. حنا ناصر ردها حاولت أن توحي بأنه رد ايجابي. لكنه وحسب مصادر مطلعة، اكثر رد سلبي كانت القيادة تتوقع أن يصلها من حماس، إنه ليس رد بل هو طرد مفخخ.