بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" إقليم لبنان - مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية لليوم الثلاثاء  19-11-2019

*أخبار الرئاسة
الرئيس يهنئ راجاباكسا بانتخابه رئيسا لجمهورية سريلانكا

 هنّأ رئيس دولة فلسطين محمود عبَّاس، يوم الاثنين، الرئيس غاوتابايا راجاباكسا، بانتخابه رئيسا لجمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية.
وأكَّد الرئيس في برقية التهنئة، تطلعه الدائم لتوطيد علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين شعبينا وبلدينا وتعزيز سبل التعاون والتنسيق المشترك بيننا لما فيه خير ومصلحة شعبينا وبلدينا.

*فلسطينيات
"الخارجية": تحرك دبلوماسي عاجل من أجل الإفراج عن الأسير سامي أبو دياك

عممت وزارة الخارجية والمغتربين على سفارات دولة فلسطين بضرورة مواصلة التحرك وبشكل عاجل، تجاه وزارات خارجية الدول المضيفة ومراكز صنع القرار والرأي العام فيها، لحشد أوسع ضغط دولي على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسير المريض سامي أبو دياك، والذي قد يفارق الحياة في أي لحظة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، يوم الاثنين، أنها "تحركت بشكل عاجل من أجل الإفراج عن الأسير سامي أبو دياك، حيث تم إرسال عدة رسائل متطابقة لرئيس الصليب الأحمر الدولي بيتر مورير، وإلى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشيليت، ولعدد من المقررين الخاصين والاجراءات الخاصة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وأهمهم المقرر الخاص بالتعذيب، والمقرر الخاص بالحق في الصحة، ومجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي، والمقرر الخاص بالعدالة، والمقرر الخاص بحالة حقوق الانسان في الأرض الفلسطينية المحتلة".
واوضحت أن تلك الرسائل أطلعتهم على ما يتعرض له الأسير سامي أبو دياك المعتقل منذ تاريخ 17 تمورز/يوليو 2002، والذي يبلغ من العمر 37 عاماً ومحكوم عليه بالسجن المؤبد لثلاث مرات وثلاثين عاماً، أمضى منها 17عاماً، حيث تم تشخيص إصابته بورم سرطاني في الأمعاء في شهر أيلول/ سبتمبر 2015، ومنذ قرابة خمس سنوات، بدأت حالته بالتدهور نتيجة الأخطاء الطبية والموثقة من مستشفى "سوروكا الإسرائيلي" حيث خضع لعمليات جراحية أدت إلى حدوث فشل كلوي ورئوي حاد ما زاد من سوء وضعه.
وأشارت الوزارة إلى أن الممارسات والسياسات والجرائم التعسفية الممنهجة واسعة النطاق التي ترتكبها اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، خاصة ضد المعتقلين الفلسطينيين، واضحة حيث نشهد في الآونة الأخيرة تصاعدا في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم والتي تهدف لحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، من أجل تقويض كيانهم وتدمير أجيال كاملة نفسياً وفكرياً وحتى صحياً.
واوضحت أن هنالك ما يقارب 700 أسير يعانون من أمراض مزمنة وذلك نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد والممنهج، والتي تتمثل في عدم إجراء الفحوصات الطبية الدورية، وعدم تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، والمماطلة في إجراء العمليات الجراحية الضرورية، ورفض تحويل الحالات المرضية الحرجة إلى المستشفيات المدنية إلا بعد فوات الأوان، وافتقار مصلحة السجون إلى المرافق الطبية المناسبة والطواقم الطبية المؤهلة، واقتصار ذلك علىعيادة المعتقلات الأولية وظروف الاحتجاز غير الملائمة، والذي أدى إلى تفاقم الحالة الصحية للمرضى وتزايد معاناتهم.
وطالبت الوزارة، الجهات الدولية بالعمل على ضرورة الإفراج عن الأسير سامي أبو دياك الذي يعاني خطر الموت المحدق، ليتسنى له أن يكون مع والدته وعائلته، والعمل على كشف وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد آليات لمساءلة ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن سياسة جريمة الإهمال والخطأ الطبي بحقه، والتي تمت بالتنسيق والقبول الكامل من الجهات الحكومية بما فيها القضاء المنحاز الذي يعتبر أداة من أدوات الاحتلال.

*مواقف "م.ت.ف"
عشراوي: إدارة ترمب تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين
استهجنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اعتبار الاستيطان لا يخرق القانون الدولي، مؤكدة أن هذه التصريحات ليس لها أية صلاحية قانونية.
وقالت عشراوي في بيان لها، اليوم الثلاثاء، "لا يحق للولايات المتحدة إعادة كتابة القانون الدولي وتشويه النظام الدولي القائم على القواعد والأسس بناءً على ميولها الأيديولوجي المشوّه".
وأضافت: "تشكل المستوطنات الإسرائيلية انتهاكًا خطيرًا  وصارخا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، كما أنها تعد جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي. وهذه حقائق ومسلمات لا يمكن لإدارة ترامب تغييرها أو محوها".
واشارت عشراوي الى أن  هذا الإعلان يؤكد من جديد أن إدارة ترمب تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، كما انها داعم وشريك في الجرائم الإسرائيلية وتوفر غطاءًا سياسيًا لانتهاكات دولة الاحتلال المتصاعدة، مشددة على ضرورة أن يواجه المجتمع الدولي هذا الجنوح السياسي الخطير الذي يهدد المنطقة والعالم برمته.
ولفتت إلى أن القيادة الفلسطينية ستواصل العمل لإنصاف قضيتنا العادلة عبر جميع السبل القانونية والسياسية المتاحة، مؤكدة أن دولة فلسطين ملتزمة بالقانون الدولي وتعمل على الدفاع عن القيم والمبادئ التي تمثلها، مطالبة دول العالم باتخاذ موقف جماعي موحد يرقى إلى مستوى الخطر الذي تمثله سياسة الادارة الاميركية تجاه المنظومة الدولية.


المجلس الوطني يدعو إلى تقديم شكوى لمحكمة العدل الدولية ضد إدارة ترمب
 دعا المجلس الوطني الفلسطيني، إلى تقديم شكوى جديدة إلى محكمة العدل الدولية ضد إدارة ترمب في أعقاب إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير مخالفة للقانون الدولي.
كما دعا المجلس في بيان له، اليوم الثلاثاء، إلى متابعة الشكوى التي تقدمت بها دولة فلسطين إلى هذه المحكمة بعد نقل السفارة، مؤكدا أن هذا الإعلان يشكل اعتداء جديدا على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية واستمرار للعدوان الذي تقوده إدارة ترمب منذ حولي سنتين على حقوق الشعب لفلسطيني.
وأكد أن أركان إدارة ترمب شركاء للاحتلال في انتهاكاته للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار مجلس الأمن رقم  2334، فضلا عن انتهاكها لاتفاقية جنيف الرابعة، ومخالفتها للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، والتي اعتبرت كل أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة باطلة وغير شرعية، ويشكل جريمة حرب بموجب بميثاق روما لعام 1998 ويجب محاسبة من يدعم ويعترف بشرعيته.
وطالب المجلس الوطني المجتمع الدولي وبرلمانات العالم بلجم هذا الانفلات الأميركي والاستخفاف بالقانون الدولي والقرارات الدولية، والإدانة الصريحة لهذا السلوك غير المسبوق، واتخاذ مواقف حازمة تجاه هذه السياسة، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة بالنظر بعضوية أميركا في الهيئة الأممية كونها لا تحترم ولا تلتزم بميثاقها وقرارات مؤسساتها.
وأكد أنه لا شرعية قانونية ولا سياسية لمثل هكذا إعلانات، وأن إدارة ترمب ووزير خارجيته لن يشكلا بديلا عن الشرعية الدولية والتوافق الدولي بضرورة الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والتي كان آخرها تصويت 170 دولة لصالح  تمديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وقرار محكمة العدل الأوروبية بشأن منتجات المستوطنات، حيث تقف أميركا وإسرائيل معزولتين من جديد في مواجهة العالم.

*مواقف "فتحاوية"
"فتح": لن نرضخ لإرهاب واشنطن السياسي وسنفشل تصريحات بومبيو كما "صفقة القرن"
 أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ لإدارة ترمب الصهيونية وارهابها السياسي، وسيواصل كفاحه حتى يكنس الاحتلال والاستيطان، ويحقق هدفه بالحرية والاستقلال.
وأدانت حركة "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة، اليوم الثلاثاء، تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، التي قال فيها إن الاستيطان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية المحتلة قانوني، وقالت: "إن هذه التصريحات يرفضها شعبنا جملة وتفصيلاً، وكأنها لم تكن، فهي لن تغير في الواقع القانوني الخاص بالأرض الفلسطينية المحتلة شيئاً، فالاستيطان كان وسيبقى غير شرعي وغير قانوني، ووجوده يمثل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، التي اعتبرت الاستيطان في كافة قراراتها بأنه غير قانوني ويجب تفكيكه خاصة في القدس المحتلة، مؤكدة أن شعبنا سيفشل هذا الاعلان كما افشل "صفقة القرن".
ودعت فتح الأمم المتحدة، التي تمثل الشرعية الدولية وتدافع عن القانون الدولي، أن تصدر موقفاً يرفض تصريحات هذا المتصهين، وتؤكد موقفها من الاستيطان باعتباره انتهاك للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كما دعت المجتمع الدولي الى تحمل المسؤولية في وقت تضرب فيه إدارة ترمب عرض الحائط القانون والمواثيق والأعراف الدولية، وأن يعلن هو الآخر رفضه لهذه التصريحات وللاحتلال والاستيطان.
وتوجهت إلى أمتنا العربية جماهيراً وحكومات ودعتهم الى اعلان موقف صريح وواضح من اعلان بومبيو ومن صفقة القرن، التي أصبحت ملامحها واضحة عبر مواقف إدارة ترمب من القدس واللاجئين والحدود والاستيطان، مؤكدة أهمية وقوف الامة العربية وتضامنها مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، قضية الأمة المركزية فالتهديد الذي يوجهه الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة العصيبة هو تهديد للامة العربية جمعاء.
كما دعت فتح جماهير شعبنا إلى الوحدة ورص الصفوف في هذه المرحلة التاريخية المصيرية، من اجل مواجهة إدارة صفقة القرن، والعمل على عزلها على الساحة الدولية، مؤكدة التفافها ووقوفها خلف الرئيس محمود عباس الذي يقف بصلابة ويرفض "صفقة القرن"، ويرفض الجلوس مع هذه الإدارة المتطرفة.

*عربي دولي
أبو الغيط: القانون الدولي لا تحدده دولة واحدة والاستعمار سيظل غير شرعي
أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات البيان الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو من أن بلاده لم تعد تعتبر المستعمرات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولي، واعتبره تطوراً بالغ السلبية.
وحذر أبو الغيط في بيان صحفي اليوم الثلاثاء، من أن هذا التغيير المؤسف في الموقف الأميركي من شأنه أن يدفع جحافل المستعمرين الاسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين، كما أنه يقوض أي احتمال ولو ضئيل لتحقيق السلام العادل القائم على انهاء الاحتلال في المستقبل القريب عبر جهد أميركي.
وأكد أن القانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها، مشدداً على أن الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية يظل احتلالاً يدينه العالم أجمع، وأن الاستيطان يظل استيطاناً، باطلاً من الناحية القانونية وعاراً على من يمارسه أو يؤيده من الزاوية الأخلاقية، بغض النظر عن أية مساعي حثيثة تتم بهدف تجميل ذلك الاحتلال القبيح شكلاً وموضوعاً.
وأعرب عن انزعاجه الشديد حيال الاستخفاف بمبدأ قانوني مستقر نص عليه القانون الدولي والقانون الانساني الدولي وبالذات اتفاقية جنيف الرابعة، والذي يحظر علي القوة القائمة بالاحتلال نقل سكانها إلى الأراضي الواقعة تحت احتلالها، مؤكداً أن تغيير الولايات المتحدة لموقفها يضرب ما تبقى من شرعيتها الأخلاقية في هذا الموضوع، ويخصم تماماً من مصداقيتها كقوة عالمية يفترض أن تحترم القانون وأن تعمل على تنفيذه.
من جانبه أكد مصدر مسؤول بالجامعة العربية، أن مغزي الإعلان الأميركي هو أن القوة هي التي تصنع الحق، وهو مفهوم خطير ومرفوض يكشف عن خلل قيمي لدي من يتبناه أو يدافع عنه.
وأوضح، أن مواقف الإدارة الأميركية على مدار العامين الماضيين باتت انعكاساً للمرأة الأيديولوجية لليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتبنى فكرة إسرائيل الكبرى، مشدداً على أن مناصرة الولايات المتحدة لمثل هذا النهج لن يجلب لإسرائيل أمناً أو سلاماً أو علاقات طبيعية مع الدول العربية مهما طال الزمن.
وقال: إن المجتمع الدولي متمثل في الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف الأربع تقع عليه مسؤولية كبيرة في الفترة القادمة من أجل الحفاظ على احترام جميع الدول لتعهداتها ورفض أية مواقف تناقض المبادئ القانونية المستقرة، والعمل على احتواء آثارها السلبية الخطيرة على الاستقرار في الشرق الأوسط.

*أخبار فلسطين في لبنان
فياض يلتقي مدير خدمات الأونروا في شمال لبنان
نتيجة للأوضاع الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان عمومًا وفي شمال لبنان على وجه الخصوص، التقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض برفقة وفد من قيادة الحركة، مدير خدمات الأونروا في شمال لبنان أسامة بركة، وذلك في مكتبه في طرابلس يوم  الاثنين 2019/11/18. 
وتم بحث أوضاع مخيمي البداوي والبارد، ومعاناة أهلها نتيجة الحالة التي تعصف في الشارع اللبناني وترخي بظلالها على الفلسطينيين تعطيلاً عن أعمالهم وأرزاقهم مما أدى إلى حالة من الفقر الشديد تلف جميع العائلات وخاصة في مخيم نهر البارد للعائلات التي لا زالت تعيش حالة التهجير ولم تعد إلى منازلها بعد.
كما تم التطرق إلى الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات الفلسطينية أيضًا في مدينة طرابلس.
بدوره، قام فياض بتسليم بركة رسالة مطالب للمدير العام تتضمن احتياجات أبناء المخيمات لمساعدات ملحة نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ولأن الأونروا هي المعنية بشؤون أبناء الشعب الفلسطيني من الناحية الإغاثة.
بدوره، تفهم الأستاذ أسامة بركة الحالة التي يعيشها أبناء المخيمات. واعدًا بنقل الرسالة للمدير العام كلوديو كوردوني بأسرع وقت ممكن.

*آراء
في ذكرى زيارةِ السّادات إلى القُدس| د.خليل نزّال
إذا قمتَ بإلقاءِ ضفدعٍ في ماءٍ يغلي فسيقفزُ مذعوراً من هولِ الصّدمةِ ثمّ يفارقُ الحياةَ فوراً. في المقابلِ يمكنُ وضعُ الضفدعِ في وعاءٍ ثمَّ تُرفَعُ حرارةُ الماءِ تدريجيّاً حتى تصلَ إلى درجةِ الغليانِ، وهنا سيكونُ مصيرُ الضفدعِ مشابهاً لمصيرهِ في التجربةِ الأولى، لكنّهُ لنْ يقفزَ أو ينتفضَ وإنّما سيستكينُ ويتأقلمُ مع حرارةِ الماءِ دونَ أن يشعرَ أنّها تقتُلهُ رويداً رويداً. 
لم تكنْ زيارةُ الرئيسِ المصريِّ الرّاحلِ أنور السادات إلى القدسِ يوم ١٩-١١-١٩٧٧ سوى تتويجٍ لمرحلةٍ طويلةٍ من تجربةِ "رفعِ درجةِ حرارةِ الماءِ" التي أخضِعَ لها العقلُ العربيُّ منذُ أن بدأ الحديثُ عن إمكانيّةِ الاعترافِ بدولةِ الاحتلالِ الاستيطانيِّ والتّعاملِ معها كأمرٍ واقعٍ. ولسنا هنا في واردِ محاكمةِ التّاريخِ، لأنّ كَيْلَ الاتهاماتِ للماضي لن يغيّرَ من أمرهِ شيئاً، كما أنَّ محاكمةَ التاريخِ بناءً على ما نملكهُ اليومَ من معطياتٍ هي عمليةٌ تفتقدُ إلى الأمانةِ والإنصافِ، وإلّا فما أسهلَ أنْ نلومَ اليومَ كلَّ من عارضوا فكرةَ تقسيمِ فلسطينَ ولم يقبلوا بدولةٍ على جزءٍ منها يُعتبَرُ الآنَ مطلباً صعبَ المنالِ. انطلاقاً من هذا الفهمِ يجبُ التعاملُ مع زيارةِ السّاداتِ إلى القدسِ، وهي التي شكّلت في حينها نقطةً فارقةً في تاريخِ الصّراعِ العربيِّ-الإسرائيليِّ ليُصبحَ وصفَهُ الحقيقيَّ بعدَ الزيارةِ الصّراعُ الفلسطينيُّ-الإسرائيليُّ بعدَ أن أخرَجت الدّولُ العربيّةُ نفسها طوعاً من هذا الصّراعِ وتركت شعبَنا وحيداً في مواجهةِ المشروعِ الصهيونيِّ.
 لقد جاءت الزّيارةُ في حينها استكمالاً للمفاوضاتِ التي رعاها وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيّةِ هنري كيسنجر بعدَ حرب اكتوبر ١٩٧٣، والتي سُمّيت في حينِها بالمفاوضاتِ المكّوكيةِ، حيثُ تنقّلَ كيسنجر بين دولِ المنطقةِ ودولةِ الاحتلالِ حتى أنجزَ ما يُعرفُ باتفاقياتِ فضِّ الاشتباكِ، وفيما يخصُّ الجبهةَ السوريةَ فهي اتفاقيةٌ ما زالت تشكّلُ أساسَ الهدوءِ الذي يخيّمُ على حدودِ الجولانِ حتى اليوم. لقد كرّست الإدارةُ الأمريكيّةُ كلَّ إمكانيّاتِها للوصول إلى إخراجِ مصرَ من دائرةِ الصّراعِ وحصرِ الاهتمامَ المصريَّ بأراضيها المحتلّةِ وبإعادةِ فتحِ قناةِ السّويس أمامَ الملاحةِ الدّوليّةِ. وإذا استخدمنا مقاييسَ اللحظةِ التي نعيشُها الآنَ فإنّ استعادةَ مصرَ لشبهِ جزيرةِ سيناءَ يعدُّ إنجازاً وطنيّاً، رغمَ ما يحيطُ باتفاقياتِ كامب ديفيد من انتقاداتٍ وما يعتريها من نواقص. لكنَّ تقييمَ الموقفِ من زيارةِ السّاداتِ يجبُ أنْ يستندَ إلى المعطياتِ المتوفرّةِ قبل ٤٢ عاماً والتي ما كانَ لها إلّا أن تقودَ الموقفَ الفلسطينيَّ إلى معارضةِ الزّيارةِ ورفضِ التعاملِ مع نتائجها.
لقد دفعَ شعبُنا ثمناً باهظاً لحالةِ التردّي التي عمّت العالمَ العربيَّ بعدَ زيارةِ القدسِ وما تبعها من إنهاءِ التضامنِ العربيِّ الذي شكلَ حاضنةَ حربِ أكتوبر ١٩٧٣ ورافعةَ الإنجازاتِ السياسيّةِ التي حقّقتها منظمةُ التحريرِ الفلسطينيّةُ على الساحتينِ العربيّةِ والدّولية. ويمكنُ القولُ إنّ فلسطينَ قد دفعت ثمنَ الشّرخِ الذي عصفَ بالأمةِ العربيةِ، ففي ظلِّ صراخِ الرافضينَ للزيارةِ جرى الاستفرادُ بالشّعبِ الفلسطينيِّ في معركةِ بيروت ١٩٨٢، وفي خضمِّ الشعاراتِ القوميةِ نفَّذَ "القوميّون" الانشقاقَ داخلَ حركةِ "فتح" وقاموا باغتيالِ خيرةِ قادتِها وكوادرِها. وهنا لا بدَّ من التأكيدِ على وعي القيادةِ الفلسطينيّةِ المبكّرِ لخطرِ عزلِ مصرَ وإخراجها من معادلةِ الصّراعِ مع العدوِّ، وهو ما سرّعَ بالفكاكِ من قيودِ جبهةِ الرّفضِ الكاذبِ والتّوجهِ مجدداً نحو مصرَ لتعودَ إلى ممارسةِ دورِها التاريخيّ تجاهَ فلسطين. هكذا يجبُ أن نفهمَ زيارةَ الزعيمِ الخالد أبو عمّار إلى مصرَ وهو خارجٌ من حصارِ طرابلس الذي فرضهُ النظامُ السوريُّ وأدواتُه عام ١٩٨٣. فقد كانت تلكَ الزيارةُ أهمَّ خطوةٍ تتخذها القيادةُ الفلسطينيّةُ لتعديلِ موازينِ القوى التي اختلّت بخروجِ مصرَ من الصراعِ مع العدوِّ وبإخراجِ قوّاتِ الثورةِ الفلسطينيّةِ من لبنانَ وتشتيتِها في المنافي البعيدة. وقد وصفَ الشهيدُ أبو عمار زيارتهُ إلى مصرَ حينها بالقولِ: كانوا يعدّونَ الطاولةَ لإعلانِ موتِنا وقمتُ بهذهِ الزيارةِ بقَلْبِ الطاولةِ فوقَ رؤوسِهم.
*لم يكن الموقفُ الفلسطينيُّ من زيارةِ القدسِ وما تبعها موقفاً جامداً يستخدمُ نفسَ أدواتِ القياسِ في كلِّ الأوقاتِ وبغضِّ النّظرِ عمّا يحيطُ بنا من ظروفٍ، لكنّهُ موقفٌ جريءٌ في الرّفضِ عندما كانَ الرّفضُ تعبيراً عن التّمسّكِ بالثّوابتِ، وموقفٌ عمليٌّ لا يرتهِنُ إلّا لمصلحةِ شعبِنا وإلى استنهاضِ طاقاتِ الأمّةِ لمساندةِ شعبِنا حتّى عندما تكونُ الأمّةُ في أصعبِ حالاتِ الانقسامِ والتشرذم. فمصلحةُ فلسطينَ هي البَوصلة.
 

                                                  #إعلام _حركة_فتح_لبنان