تقرير: زكريا المدهون

بقع من الدماء المجبولة بالرمال، وبقايا قطع بلاستيكية سوداء تطايرت من دراجتهم النارية، هذا كل ما تبقى من آثار جريمة اغتيال المواطن رأفت عياد (55 عاما) ونجليه إسلام (24 عاماً) وأمير (7 أعوام)، أمام منزلهم في حي التفاح بقطاع غزة.

صاروخ هز حي الزيتون جنوب قطاع غزة أمام منزل عياد .. هرع من في المنزل والمنازل المجاورة، ليجدوا رأفت ونجليه جثثا هامدة.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الشهيد الطفل أمير وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بجوار والده وأخيه (غير الشقيق)، بينما تتعالى صرخات زوجة أبيه لحظة رؤيتها المنظر.

فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأمير كانت نشرتها سابقا والدته، مرتديا زيه المدرسي وعلى ظهره حقيبته، استعدادا للذهاب إلى مدرسته التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

ما أن سمعت أرزاق المصري والدة أمير نبأ استشهاد طفلها، حتى هرعت إلى مستشفى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لرؤيته، وحينها كان جثمانه مسجّى داخل الثلاجة بجوار والده وأخيه إسلام.

"الله يحرق قلبهم مثل ما حرقوا قلبي .. الله معك يما يا حبيبي حسبي الله عليهم" صرخت أرزاق باكية طفلها بحرقة.

يحب أمير طعام والدته وجدته لأمه.. فكان يطلب منهما إعداد المقلوبة والمفتول كل يوم جمعة، وهذا ما افتقدته أرزاق في جمعته الأولى بعد استشهاده.

كان أمير يعيش مع والدته وجديه في بيت حانون شمال قطاع غزة.. وكان يبدو أكبر من سنه لقوة شخصيته"، يواصل الجد واصفاً حفيده الشهيد.

ويقول أبو حسن المصري جد أمير لأمه، "أمير كان يحفظ من القرآن الكريم ومجتهد في المدرسة ومحبوب لدى الجميع من الجيران وأصدقائه في المدرسة".

لأمير حلم كباقي الأطفال، "عندما كنا نسأله عما يريد أن يصبح عندما يكبر.. كان جوابه دائما طبيب عشان أحكمك يا سيدي" يضيف المصري.

"الاحتلال الغاشم قتل حلم أمير" يقول الجد بحزن شديد.

ويتابع "أمير كان متعلقا بأبيه بشكل كبير، واستشهد وهو بحضنه".

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الماضية عدوانا على قطاع غزة، أدى الى استشهاد 34 مواطنا وأكثر من 113 إصابة بينهم نساء وأطفال.