بسم الله الرحمن الرحيم  
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 20-9-2019

*رئاسة
الرئيس يلتقي رئيسة وزراء النرويج
التقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء يوم الخميس، رئيسة وزراء النرويج ايرنا سولبرغ. ووضع سيادته، سولبرغ، بصورة تطورات القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وآخرها إعلان نتنياهو حول فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت وعدد من المستوطنات، إضافةً إلى استمرارها في حجز أموال الضرائب الفلسطينية (المقاصة) في انتهاك واضح وصريح للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وثمن سيادته، موقف النرويج الداعم لشعبنا الفلسطيني، داعيًا النرويج والاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف حازم يجبر إسرائيل على التراجع عن مثل هذه الخطوات.
وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، والوزير مجدي الخالدي، وسفيرة فلسطين لدى النرويج ماري أنطوانيت.


*فلسطينيات
المالكي يشارك في جلسة مجلس الأمن حول الاستيطان في نيويورك
يُشارك وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، في جلسة مجلس الأمن التي ستعقد اليوم الجمعة في نيويورك للاستماع إلى التقرير الربعي لسكرتير عام الأمم المتحدة حول الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة بناء على قرار مجلس الأمن رقم 2334.
وكان المالكي، حسب بيان للخارجية، وصل مساء أمس إلى نيويورك قادمًا من النرويج، حيث كان ضمن وفد السيد الرئيس محمود عباس في زيارته الرسمية لمملكة النرويج، إلا أن الوزير المالكي قد قطع الزيارة للنرويج للمشاركة بالجلسة.
ووافقت دولة روسيا الاتحادية التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر على السماح لدول خارج عضوية مجلس الامن للمشاركة في الجلسة والتحدث فيها، وذلك بناء على طلب دولة فلسطين، وعليه انتقل الوزير المالكي من اوسلو فورا إلى نيويورك ليتمكن من المشاركة في جلسة مجلس الأمن وإلقاء الكلمة باسم دولة فلسطين.
ومن المقرر أن يعقد المالكي العديد من اللقاءات الثنائية مع نظرائه المتواجدين في نيويورك لغرض المشاركة في الدورة الحالية للجمعية العامة لهذا العام، وذلك ضمن التحضيرات لوصول الرئيس محمود عباس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة.


*مواقف منظمة التحرير الفلسطينية
أبو هولي يؤكد أهمية دعم الأونروا وتجديد تفويض ولاية عملها
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، أهمية دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للخروج من ازمتها المالية، لضمان استمرارية خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين حسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302.
وقال أبو هولي خلال لقائه مع السفيرة الفنلندية آنا كايسا هكينين، بمدينة رام الله، يوم الخميس، أنَّ التحريض الذي تتعرض له الأونروا هو جزءٌ من المؤامرة التي تحاك ضدها، لتصفيتها وإنهاء دورها عبر تجفيف مواردها، كمدخل لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت أبو هولي نظر السفيرة هكينين على اخر التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية وممارسات الاحتلال الاسرائيلي العدوانية تجاه شعبنا، التي أوصلت عملية السلام ومبدأ حل الدولتين الى طريق مسدود، خاصةً مع إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نيته ضم منطقة غور الأردن والمستوطنات الكبرى في الضفة إلى السيادة الإسرائيلية.
كما أطلعها على ممارسات الاحتلال ضد مؤسسات الأونروا في القدس بخطوة تمهيدية لإغلاقها، في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية ومعاهدة لاهاي، متحدثًا عن خطة تحرك القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية على مستويات عدة لدعم تجديد تفويض الأونروا وإنجاح مؤتمر التعهدات لكبار المانحين في نيويورك في 26 ايلول/ سبتمبر الحالي.
وثمن دعم فنلندا لحقوق شعبنا المشروعة غير القابلة للتصرف في العودة وتقرير مصيره ومواقفها الداعمة لمبدأ حل الدولتين علاوة على موقفها الداعمة لوكالة الغوث الدولية الأونروا.
وشدد على الدور الذي تلعبه السفيرة  هكينين في دعم الأونروا من خلال ترؤسها للجنة الفرعية المنبثقة عن اللجنة الاستشارية للأونروا، مؤكدا ضرورة أن تلعب دورا أكبر كونها رئيسة اللجنة الفرعية للأونروا في حث تلك الدول (بعض الدول الأوروبية) على العدول عن قرار تجميد مساعداتها.
من جهتها، جددت السفيرة هكينين موقف بلادها الداعم للقضية الفلسطينية ولمبدأ حل الدولتين، مؤكدة دعم فنلندا للأونروا ماليا وسياسيا، وأنها ستدعم تجديد تفويض عمل ولايتها.
وأضافت: "أن الأونروا تلعب دورا هاما في تعزيز التنمية البشرية المستدامة، ما يستدعي ضرورة مواصلة عملها الإنساني في ظل استمرار محنة اللاجئين الفلسطينيين، معربة عن أملها بأن يخرج مؤتمر التعهدات لكبار المانحين بتمويل إضافي يساهم في سد العجز المالي الذي يقدر قيمته بـ 120 مليون دولار".
*اسرائيليات:
نتائج شبه نهائية: بعد فرز 99.8% من الأصوات الحزب الاكبر "كاحول لافان" بوصوله إلى 33 مقعدًا
نشرت اللجنة المركزية للانتخابات الإسرائيلية، الليلة الفائتة، النتائج "شبه النهائية لانتخابات الكنيست الـ 22"، باستثناء نتائج 15 صندوقًا.
وبحسب اللجنة، فإن النتائج لا تشمل نتائج 14 صندوقًا لا تزال قيد الفحص بداعي أنه حصلت في هذه الصناديق خلال يوم الانتخابات "أحداث استثنائية تتصل بنزاهة الانتخابات".
كما لا تشمل النتائج صندوقًا في قرية الفريديس بادعاء أنه "حصل تزييف للنتائج"، وتم تحويل ذلك إلى الشرطة للتحقيق.
وبحسب النتائج شبه النهائية، بعد فرز 99.8% من مجموع الأصوات، فإن الحزب الأكبر هو "كاحول لافان"، حيث وصل إلى 33 مقعدا، يليه "الليكود" 31 مقعدًا.
وأصبحت القائمة المشتركة القوة الثالثة في الكنيست حيث حصلت على 13 مقعدًا، يليها "شاس" 9 مقاعد، و8 مقاعد لكل من "يسرائيل بيتينو" و"يهدوت هتوراه"، و7 مقاعد لـ"إلى اليمين"، و6 مقاعد لـ"العمل – غيشر" و5 مقاعد لـ"المعسكر الديمقراطي".
وتشير معطيات اللجنة إلى أنه شارك في التصويت 4,458,167 مصوتًا من بين 6,394,030 من أصحاب حق الاقتراع.
وبلغت نسبة التصويت للأصوات التي تم فرزها 69.72%. أمَّا عدد الأصوات الصحيحة فقد وصل إلى 4,430,566 صوتًا، في حين وصل عدد الأصوات اللاغية إلى 27,601 صوت.
أما عدد الأصوات التي كانت مطلوبة لتجاوز نسبة الحسم (3.25) فقد كانت 143,993 صوتًا.
 وتشير المعطيات إلى أن كاحول لافان" حصل على 1,148,700 صوت، أي ما نسبته 25.93%، في حين حصل "الليكود" على 1,111,535 صوتًا، أي ما نسبته 25.09%.
أما القائمة المشتركة فقد حصلت على 470,611 صوتًا، أي ما نسبته 10.62%. يليها "شاس" التي حصلت على 309,688 صوتًا، أي ما نسبته 7.44%.
وحصل "يسرائيل بيتينو" على 309,688 صوتا (6.99%)، "يهدوت هتوراه 268,688 صوتًا (6.06%)، "إلى اليمين" 260,339 صوتًا (5.88%)، "العمل – غيشر" 212,529 صوتًا (4.80%)، "المعسكر الديمقراطي" 192,261 صوتًا (4.34%).
يشار إلى أن حزب "عوتسما يهوديت" الكهاني، برئاسة العنصري إيتمار بن غفير، لم يتجاوز نسبة الحسم، حيث حصل على 83,266 صوتا (1.88%).
يُشار إلى أنه خلال الأيام القريبة، وقبل الإعلان عن النتائج الرسمية، ستقوم اللجنة بفحص نحو 2000 صندوق، تم اختيار بعضها بشكل عشوائي وبموجب معايير مختلفة، وأخرى بحسب أحداث وقعت خلال يوم الانتخابات. وفي هذا الإطار استكملت اللجنة فحص نحو 740 صندوقًا.

*عربي ودولي
وزير خارجية مالي يؤكد وقوف ودعم بلاده للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية
أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي تيبيلي درامي، وقوف ودعم بلاده للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.
جاء ذلك خلال لقائه مع سفير دولة فلسطين لدى مالي هادي شبلي، الذي أطلعه على آخر مستجدات الأوضاع في فلسطين، في ظل الانتهاكات المستمرة  لدولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وإعلان رئيس حكومة الاحتلال نيته ضم أجزاء من أراضي دولة فلسطين المحتلة، مقدرا جهود  السلطات المالية ووقوفها مع قضيتنا العادلة في كافة المحافل الدولية والإقليمية.
وأعرب شبلي عن استعداد الجانب الفلسطيني للتعاون مع جمهورية مالي في كافة المجالات الحيوية، بالتنسيق مع الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي  (PICA).
من جانبه، عبّر درامي عن متانة العلاقة بين الدولتين والتي ترجع للعهد الأول من استقلال مالي، مؤكدا استعداد بلاده الفوري والتام للتعاون مع فلسطين لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.

*أخبار فلسطين في لبنان
لجنة "كي لا ننسى" ووفودٌ فلسطينية ولبنانية يحيون الذكرى الـ٣٧ لمجزرة صبرا وشاتيلا
إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، وانتصارًا لدماء الأبرياء التي لا تزال تستصرخ الضمير العالمي لتقديم المجرمين للمحاكمة وتحقيق العدالة، وتحت شعار "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، نظَّمت بلدية الغبيري ولجنة "كي لا ننسى" مهرجانًا خطابيًا في المركز الثقافي (رسالات) التابع لبلدية الغبيري في بيروت، صباح اليوم الجمعة ٢٠-٩-٢٠١٩، الموافق الحادي والعشرين من شهر محرّم 1441هـ.
 وضمَّ وفد هذا العام من لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، التي أسَّسها الصحافي الإيطالي "ستيفانو كياريني"، 70 متضامنًا من دول أوروبية وأميركية وآسيوية، إضافةً إلى صحافيين وناشطين وأعضاء في أحزاب يسارية ونقابيين وأكاديميين.
 وشارك في المهرجان المستشار في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية حسّان ششنية ممثّلًا سعادة السفير أشرف دبور، والنائب رمزي علامة ممثّلًا سعادة النائب فادي علامة، ورئيس بلدية الغبيري معن خليل، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وعدد من عوائل شهداء المجزرة، وحشدٌ من أهلنا في المخيّمات الفلسطينية.
 وقد بدأ المهرجان بعزف فرقة بيت أطفال الصمود للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، وكانت الكلمة الأولى لرئيس بلدية الغبيري معن الخليل رأى فيها أنَّ إحياء ذكرى المجزرة يأتي كل عام لتجديد المطالبة بلجنة تحقيق لإنصاف الشهداء وعوائلهم، وتساءلَ عن السبب الحقيقي لعدم اعتبار مجزرة صبرا وشاتيلا جريمةَ حرب، مُنتقدًا العدالة الدولية التي تقف إلى جانب المجرم على حساب الضحية.
وشكر الخليل أعضاء لجنة "كي لا ننسى" الذين يجدِّدون العهَد في كل سنة على أمل أن تتحقَّق العدالة الدولية لشهداء المجزرة، ورأى أنَّ الاحتلال سيزول لأنَّه كيان قائم على الإرهاب والعنصرية.
وختم الخليل كلمتَهُ بتوجيه نداءٍ إلى المقاومة الفلسطينية في الداخل، شادًّا على أيديهم للتوحُّد حول القضية الفلسطينية والمقاومة على اعتبارها الشوكة التي ستحقِّق التحرير وتزيل الاحتلال.
 الكلمة الثانية كانت لأهالي ضحايا المجزرة ألقتها ديانا الأحمد حيَّت فيها أرواح الشهداء الذين سقطوا في المجزرة وجميع الأصدقاء المتضامنين وكلَّ مَن يساهم في إحياء ذكرى المجزرة.
وقالت الأحمد: "إنَّ ذكرى المجزرة لا تزال حاضرةً في عقول الناجين من المجزرة، فصرخات الشهداء لا تزال تصدح في عقول أهالي المخيم الجريح". وطالبت بالعدالة والقصاص من القتَلَة الصهاينة وأعوانهم وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية وحق العودة.
 أمَّا كلمة سعادة السفير أشرف دبور فألقاها المستشار الأول في السفارة حسّان ششنية أكَّد فيها أنَّ حجم التضامن مع الشعب الفلسطيني خير دليل على هول المجزرة، شاكرًا مؤسّسي "لجنة كي لا ننسى" لدفاعها عن الحق الفلسطيني.
وأكَّد ششنية أنَّ القتلة مرتكبي المجزرة جبناء لأنَّهم أقدموا على فعلتهم بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية، وانتقدَ موقف المؤسسات الدولية التي قدَّمت كلَّ الضمانات بعدم التعرُّض للمخيَّمات الفلسطينية إلّا أنّها وقفت كالمتفرِّج أثناء المجزرة مُطالبًا المجتمع الدولي بإحقاق الحق ومعاقبة القتلة الذين ارتكبوا المجزرة، وعلى رأسهم المجرم المقبور ارئيل شارون والميليشيات التي عملت تحت إمرتهم.
 ثُمَّ كانت الكلمة لجمعية "كي لا ننسى" والوفود المشاركة ألقتها السيدة ميركاتو كاروتي، فقالت إنَّ ٣٧ عامًا مضت على ارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها نحوَ ٣٥٠٠ شهيد واختفى فيها نحوَ ٥٠٠٠ آلاف شخص ومازال الشهداء والمفقودون وأهاليهم ينتظرون العدالة.
وأكَّدت أنَّ البحث عن الحقيقة لن يتوقَّف، منتقدةً الضغط الصهيوني على دول العالم لإبقاء المجزرة طي النسيان ولمنع محاكمة المجرمين القتَلَة وفي مقدّمهم المجرم آرئيل شارون وبعض معاونيه، وإفلاتهم من العقاب..
وفي نهاية كلمتها أكّدت كاروتي حقَّ الشعب الفلسطيني في المخيَّمات بالحياة الكريمة مُطالِبةً الدولة اللبنانية بمنحهم حقوقهم المدنية بما لا يتعارض مع حقِّ العودة.
 وفي ختام المهرجان توجَّه الحضور مشيًا إلى مقبرة شهداء المجزرة حيثُ قاموا بوضع أكاليل من الزهر على النّصب التذكاري للمجزرة.

*آراء

لا تأكُلْ أرْضَكَ، كُلْ مِنْ خَيراتِها!!!|بقلم: د.خليل نزال
في بدايةِ القرنِ التّاسعَ عشَرَ كتبَ الشاعرُ البولنديُّ آدم ميتْسكِيفيتْش:
وطَني! أنتَ كالصِّحّةِ..
لا يشعُرُ بقيمَتِكَ
إلّا مَن خَسِرَك!
 وكأنَّ هذا الشاعرَ الذي عاشَ في تركيا عدّةَ سنواتٍ واطّلعَ هناكَ على الشّعْر العربيِّ القديمِ وتأثّرَ على وجهِ الخصوصِ بالمعَلّقاتِ، كأنّهُ خصّصَ ما كتبَهُ للفلسطينيِّ- رمزِ الحرمانِ من الوطنِ في العصْرِ الحديثِ، إذْ لا يوجدُ شعبٌ سوى الشّعبِ الفلسطينيِّ يُحرَمُ نصفُهُ من حقِّ العودةِ إلى وطنهِ متى يشاءُ، ويَخضعُ النّصفُ الآخرُ للاحتلالِ الاستيطانيِّ الذي يقضمُ الأرضَ ويهضمُها بشكلٍ متواصلٍ مما يجعلُ المساحةَ التي يمكنُ أنْ تعطيَ الفلسطينيَّ حقَّ التنفّسِ تضيقُ يومًا بعدَ يوم. ويشكّلُ هذا الخطرُ أهمَّ ما يواجهُهُ شعبُنا في معركةِ الصّمودِ والبقاءِ في الوطنِ، كشرطٍ أوليٍّ لهزيمةِ الاحتلالِ وإنجازِ الحقِّ الفلسطينيِّ كاملاً دونَ نُقصان.
 
تميّزتِ الفترةُ التي أعقبت انهيارَ الإمبراطوريةِ العثمانيّةِ بصراعٍ يوميٍّ كانَت الأرضُ الفلسطينيّةُ محورَهُ وهدفَهُ المباشِرَ. فمِن ناحيةٍ كرّست الحركةُ الصهيونيةُ وسُلطةُ الانتدابِ كلَّ ما لديها من وسائلَ وما سنّتْهُ من قوانينَ لتسهيلِ عمليّةِ السّطوِ الصهيونيِّ على مزيدٍ من الأراضي تمهيدًا لإقامةِ دولةِ الاستيطانِ الاستعماريِّ الصهيونيِّ في فلسطين، ومن ناحيةٍ أخرى كانَ الفلّاحُ الفلسطينيُّ يسابِقُ الزّمَنَ لاستصلاحِ ما تركهُ العثمانيّونَ من أرضٍ "بور" وزراعتِها وحمايتِها من الضياعِ، وهذا ما جعلَ ملكيّةَ الأرضِ مرتبطةً بالجُهْدِ والإصرارِ والعملِ الشاقِّ والدؤوبِ. ويَعلمُ المهتمُّ بالأمرِ أنَّ هذه العمليةَ قدٌ أدّت إلى نتيجَتَيْنِ إيجابيَّتَيْنِ: الأولى هي حمايةُ الأرضِ من الوقوعِ في قبضةِ الغزاةِ الصهاينةِ، والثانيةُ تتمثّلُ في زيادةِ عددِ الفلّاحينَ الذينَ انتزعوا الأرضَ مستغلّينَ الثغراتِ التي خلّفَها القانونُ العثمانيُّ، والتي واصلَ المستَعمِرُ البريطانيُّ تطبيقَها في بدايةِ مرحلةِ الانتداب. وبالنتيجةِ لم يعُدْ هناكَ "إقطاعيّونَ" يتحكّمونَ بالأرضِ وبالفلّاحِ، وإنّما ملّاكٌ حقيقيّونَ كثيرونَ لقِطَعٍ صغيرةٍ من الأراضي، يُحسنونَ الاهتمامَ بها والعيشَ من خيراتِها.
 تتفاقَمُ في الآونةِ الأخيرةِ ظاهرةُ بَيْعِ الأراضي وخاصّةً تلكَ التي تنتقلُ إلى الأجيالِ الشابّةِ كميراثٍ بعدَ وفاةِ حُرّاسِ الأرضِ من جيلِ الآباءِ والأجدادِ، وهُم الذين كانوا على علاقةٍ بالأرضِ لا يفهمُها أحدٌ سواهُم، فقد كانوا يعرفونَ كلّ شجرةِ زيتونٍ أو تينٍ أو لوزٍ وكلَّ "خرّوبةٍ" و سنديانةٍ وداليةٍ. بينما يتعاملُ غالبيةُ "الورَثةِ الجُدُدِ" مع الأرضِ بمقدارِ ما يُدِرُّ عليهم بيعُ "الدونم" من أموالٍ قد يكونونَ بحاجةٍ ماسّةٍ لها أحيانًا، لكنّها في غالبِ الأحيانِ أموالٌ سرعانَ ما يتمُّ تبذيرُها تطبيقًا للقولِ المأثورِ "مالٌ أتَت بهِ الرّياحُ ستأخذُهُ الزّوابعُ". علينا إدراكُ خطرِ عمليّاتِ بيعِ الأراضي لأنّها تشكّلُ تهديدًا حقيقيًّا لعلاقةِ الإنسانِ الفلسطينيّ بوطنِهِ، فالوطنُ ليسَ مجرّدَ شعارٍ نرفعهُ في مظاهرةٍ أو نبدأ بهِ خطاباتِنا، بل هو شجرةُ زيتونٍ غرسَها أجدادي في قطعةٍ من الأرضِ أعرفُ تفاصيلَها وتعرفُ هيَ ملامحَ وجهي ورائحةَ عرَقِ والدَيَّ. ولا نكشفُ سرًّا حينَ نقولُ إنَّ هناكَ عمليةَ "تكديسٍ" للأراضي وتجميعِها وحَصرِها في أيدي فئةٍ قليلةٍ احترفت السّمسرةَ، وهذا بدورهِ يُهدّدُ التركيبةَ الوطنيّةَ لملكيةِ الأرضِ ويعيدُنا إلى عصورِ الإقطاعِ ويُنهي العلاقةَ اليوميّةَ بينَ الإنسانِ وأرضهِ التي تشكّلُ "وطنَهُ" الصغيرَ.
 
على أصحابِ الشّأنِ والاختصاصِ في حكومةِ الشّعبِ الفلسطينيِّ واجبُ الإسراعِ في وضْعِ حدٍّ لظاهرةِ بيعِ الأراضي، فالخطرُ ليسَ محصورًا في تسريبِ الأراضي والعقاراتِ للاحتلالِ لأنَّ هذهِ تظلُّ ظاهرةً هامشيّةً رديفةً للخيانةِ الوطنيّةِ، إنّما الخطرُ الأكبرُ هو في قطْعِ الحبْلِ السرّيّ الذي يربطُ الفلّاحَ الفلسطينيَّ بأرضهِ. لا بدَّ من تشجيعِ كلِّ ما من شأنهِ المحافظةُ على الطابعِ "الشّعبيّ" لملكيةِ الأراضي، وهذهِ مهمّةٌ بحاجةٍ إلى سياسةٍ وطنيةٍ شاملةٍ تعزّزُ ثقافةَ الاحتفاظِ بالأرضِ والعنايةِ بها، وفي سبيلِ ذلكَ يجبُ توفيرُ القروضِ وتمويلُ المشاريعِ في القرى الصّغيرةِ بما يشجّعُ جيلَ الشّبابِ على ربطِ مستقبلهِ بأرضهِ، وإلّا فسوفَ يتحوّلُ هذا الجيلُ إلى جيلٍ من المغتربينَ في وطنِهم.
*نحنُ أمامَ خيارَيْنِ: الأولُ هو حصْرُ العلاقةِ التي تَجمَعُ الإنسانَ بوطنِهِ وتقزيمُها لتُصبحَ مجرّدَ منزلٍ في بُرجٍ مرتفعٍ ووظيفةٍ عديمةِ الإنتاجِ والفائدةِ، والثّاني هو التّمسّكُ بالأرضِ ورعايتُها لتعطي من ثمراتِها وخيراتِها ما يحفظُ كرامةَ الإنسانِ ويجعلُهُ سيّدَ نفسِهِ الذي لا يَحني هامتَهُ إلّا للهِ أو لتتعطّرَ كفّاهُ بطيبِ الأرض.