إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، وانتصارًا لدماء الأبرياء التي لا تزال تستصرخ الضمير العالمي لتقديم المجرمين للمحاكمة وتحقيق العدالة، وتحت شعار "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، نظَّمت بلدية الغبيري ولجنة "كي لا ننسى" مهرجانًا خطابيًا في المركز الثقافي (رسالات) التابع لبلدية الغبيري في بيروت، صباح اليوم الجمعة ٢٠-٩-٢٠١٩، الموافق الحادي والعشرين من شهر محرّم 1441هـ.

وضمَّ وفد هذا العام من لجنة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، التي أسَّسها الصحافي الإيطالي "ستيفانو كياريني"، 70 متضامنًا من دول أوروبية وأميركية وآسيوية، إضافةً إلى صحافيين وناشطين وأعضاء في أحزاب يسارية ونقابيين وأكاديميين.

 

وشارك في المهرجان المستشار في سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية حسّان ششنية ممثّلًا سعادة السفير أشرف دبور، والنائب رمزي علامة ممثّلًا سعادة النائب فادي علامة، ورئيس بلدية الغبيري معن خليل، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وعدد من عوائل شهداء المجزرة، وحشدٌ من أهلنا في المخيّمات الفلسطينية.

 

وقد بدأ المهرجان بعزف فرقة بيت أطفال الصمود للنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، وكانت الكلمة الأولى لرئيس بلدية الغبيري معن الخليل رأى فيها أنَّ إحياء ذكرى المجزرة يأتي كل عام لتجديد المطالبة بلجنة تحقيق لإنصاف الشهداء وعوائلهم، وتساءلَ عن السبب الحقيقي لعدم اعتبار مجزرة صبرا وشاتيلا جريمةَ حرب، مُنتقدًا العدالة الدولية التي تقف إلى جانب المجرم على حساب الضحية.

وشكر الخليل أعضاء لجنة "كي لا ننسى" الذين يجدِّدون العهَد في كل سنة على أمل أن تتحقَّق العدالة الدولية لشهداء المجزرة، ورأى أنَّ الاحتلال سيزول لأنَّه كيان قائم على الإرهاب والعنصرية.

وختم الخليل كلمتَهُ بتوجيه نداءٍ إلى المقاومة الفلسطينية في الداخل، شادًّا على أيديهم للتوحُّد حول القضية الفلسطينية والمقاومة على اعتبارها الشوكة التي ستحقِّق التحرير وتزيل الاحتلال.

 

الكلمة الثانية كانت لأهالي ضحايا المجزرة ألقتها ديانا الأحمد حيَّت فيها أرواح الشهداء الذين سقطوا في المجزرة وجميع الأصدقاء المتضامنين وكلَّ مَن يساهم في إحياء ذكرى المجزرة.

وقالت الأحمد: "إنَّ ذكرى المجزرة لا تزال حاضرةً في عقول الناجين من المجزرة، فصرخات الشهداء لا تزال تصدح في عقول أهالي المخيم الجريح". وطالبت بالعدالة والقصاص من القتَلَة الصهاينة وأعوانهم وتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية وحق العودة.

 

أمَّا كلمة سعادة السفير أشرف دبور فألقاها المستشار الأول في السفارة حسّان ششنية أكَّد فيها أنَّ حجم التضامن مع الشعب الفلسطيني خير دليل على هول المجزرة، شاكرًا مؤسّسي "لجنة كي لا ننسى" لدفاعها عن الحق الفلسطيني.

وأكَّد ششنية أنَّ القتلة مرتكبي المجزرة جبناء لأنَّهم أقدموا على فعلتهم بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية، وانتقدَ موقف المؤسسات الدولية التي قدَّمت كلَّ الضمانات بعدم التعرُّض للمخيَّمات الفلسطينية إلّا أنّها وقفت كالمتفرِّج أثناء المجزرة مُطالبًا المجتمع الدولي بإحقاق الحق ومعاقبة القتلة الذين ارتكبوا المجزرة، وعلى رأسهم المجرم المقبور ارئيل شارون والميليشيات التي عملت تحت إمرتهم.

وجدَّد ششنية تأكيد تمسُّك منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية بوكالة "الأونروا" على اعتبارها الشاهد الأبرز على نكبة فلسطين. واستنكر ششنية تصاعد الأصوات التي تطالب بإلغاء "الأونروا"، مؤكِّدًا أنَّ ذلك يخدم العدو الصهيوني الذي يحاول شطب وإلغاء وكالة "الأونروا". 

 

ثُمَّ كانت الكلمة لجمعية "كي لا ننسى" والوفود المشاركة ألقتها السيدة ميركاتو كاروتي، فقالت إنَّ ٣٧ عامًا مضت على ارتكاب المجزرة التي راح ضحيتها نحوَ ٣٥٠٠ شهيد واختفى فيها نحوَ ٥٠٠٠ آلاف شخص ومازال الشهداء والمفقودون وأهاليهم ينتظرون العدالة. 

وأكَّدت أنَّ البحث عن الحقيقة لن يتوقَّف، منتقدةً الضغط الصهيوني على دول العالم لإبقاء المجزرة طي النسيان ولمنع محاكمة المجرمين القتَلَة وفي مقدّمهم المجرم آرئيل شارون وبعض معاونيه، وإفلاتهم من العقاب.

ولفتت كاروتي إلى أنَّ نضال لجنة "كي لا ننسى" سيستمر حتى بعد مضي عشرات الأعوام، منتقدةً الحكومات الغربية التي تغض النظر عن هذه الجريمة واليوم تحاول تصفية الشعب والقضية الفلسطينية، ومؤكِّدةً أنَّ كلَّ الضغوط التي تمارسها الصهيونية العالمية ستسقط أمام نضال الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع هذه القضية المحقّة.

وفي نهاية كلمتها أكّدت كاروتي حقَّ الشعب الفلسطيني في المخيَّمات بالحياة الكريمة مُطالِبةً الدولة اللبنانية بمنحهم حقوقهم المدنية بما لا يتعارض مع حقِّ العودة.

 

وفي ختام المهرجان توجَّه الحضور مشيًا إلى مقبرة شهداء المجزرة حيثُ قاموا بوضع أكاليل من الزهر على النّصب التذكاري للمجزرة.

#إعلام_حركة_فتح_لبنان