قبل ٧١ عامًا، عندما توقفت حرب عام ١٩٤٨، اعتقد بن غوريون ومستشاروه انهم قد نجحوا في عملية التنظيف، اي التطهير العرقي. في حينها بقي ١٢٠ الف فلسطيني، اليوم هم يتجاوزون المليون ونصف المليون مواطن.
أدركت إسرائيل مبكرا انها ارتكبت خطأ في إبقاء هؤلاء، لذلك عملت بكل السبل ان تجعل من هذه الاقلية العربية الفلسطينية، جسما مهمشا، وتجمعا سلبيا مطموس الهوية ومهملا ومسلوب الإرادة، غير قادر على توحيد صفوفه، ولا على المشاركة في الحياة العامة، والسياسية، ودأبوا على إقناعه بأن صوته في اي انتخابات تشريعية، لا قيمة له، وإنه لن يحدث فرقا...!!
وفي كل مرة كانت تجري فيها الانتخابات في اسرائيل لاختيار أعضاء الكنيست، كانت نسبة التصويت العربية متدنية، ما يجعل الأحزاب الصهيونية اليمينية تتنفس الصعداء. وفي الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل اربعة اشهر، عندما كانت القائمة العربية منقسمة على نفسها، وصوت الفلسطينيون بنسبة لم تتجاوز الخمسين بالمئة خسرنا فرصة إسقاط نتنياهو واليمين العنصري والفاشي الإسرائيلي، الذي يقف وراء كل القوانين العنصرية التي أقرتها الكنيست، ويعمل جهارا نهارا على تصفية القضية الفلسطينية، بالتعاون الوثيق مع إدارة الرئيس ترامب.
يوم الثلاثاء القادم لدى المواطنين الفلسطينيين في الداخل، فرصة ذهبية لاسقاط هذا اليمين، ببساطة اذا هم ذهبوا بكثافة الى صناديق الاقتراع، وصوتوا لصالح القائمة العربية المشتركة. على المواطن الفلسطيني داخل الخط الأخضر، ان يدرك أن صوته يمكن أن يحدث الفارق، وان يكون له تاثير حاسم بتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة.
ولكي يدرك هذا الفلسطيني انه الرقم الصعب في المعادلة، فعليه أن يقوم بعملية حسابية بسيطة ويقول لنفسه نحن نمثل ٢٠ بالمئة من سكان هذه البلاد، اي خمس السكان، واذا ما نظرنا إلى الخارطة السياسية في إسرائيل، ولاحظنا الفارق في مقاعد اليمين واليمين المتطرف والوسط واليسار نجد ان القائمة المشتركة اذا ما حصلت ١٤ الـ١٥ مقعدا ستكون هي من يقرر شكل الحكومة القادمة.
ان إسقاط اليمين الإسرائيلي هي المهمة المركزية: لماذا؟
الجواب ان سقوط اليمين المتطرف يعني ببساطة وقف الاندفاع الصهيوني في إقرار المزيد من القوانين العنصرية، ويعني ببساطة حصول المواطن العربي الفلسطيني في الداخل على مزيد من الحقوق والتعبير عن هويته الوطنية والثقافية. كما سيعني إنهاء ثنائية نتنياهو _ترامب التي تصر على تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
ان عنوان الماكنة الصهيونية التي تعمل داخل الوسط الفلسطيني في الداخل، هي اليأس والإحباط وافقاد الثقة بالنفس والقدرة على التغير، لذلك ان إدارة الفعل والتصويت بكثافة في الانتخابات والمشاركة في الحياة العامة هو الرد على هذه الماكنة الصهيونية، فعليكم أن تدركوا انكم انتم الرقم الصعب في إسرائيل، ولكن بشرط ان تتخلصوا من السلبية واليأس الذي أرادوا أن يزرعوها في نفسكم.. وليكن شعاركم يوم الثلاثاء نصوت لنغير.