أوضح ما نقرأ في الاتصال الهاتفي الهام والمطول، الذي كان بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس محمود عبّاس، مساء الخميس الماضي، أوضح ما نقرأ، هذه الرسالة التي ألقمت حجرًا لأقاويل الخديعة الإسرائيلية، التي تروج للتطبيع، وأنّ العربية السعودية لم تعد معنية بالقضية الفلسطينية، أكثر من كونها معنية بشؤونها الأمنية، وعلى حساب فلسطين وقضيتها (....!!) ولا نشك أن العاهل السعودي تقصد هذه الرسالة، وعلى هذا النحو البليغ، وهو يؤكّد "إن الإعلان الإسرائيلي بضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، باطل ولاغ، ويمثّل خرقًا وانتهاكًا للقانون الدولي، وأن أي محاولة لفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، ستكون مرفوضة" وبكلمات لا تقبل أي تأويل ولا أي تحريف، اكد خادم الحرمين الشريفين للرئيس أبو مازن "إنّنا نقف معكم، ونحن معا سنتجاوز هذه الأزمة، بقيادتكم الحكيمة، والسعودية لم ولن تغير مواقفها الثابتة والمبدئية الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وللتاريخ فإنَّ العربية السعودية لم تحاول يومًا أن تلعب دورًا سلطويًّا في الساحة الفلسطينية، كما حاولته شعارات "قومية المعركة" لبعض الأنظمة العربية والتي أرادت من خلال هذه الشعارات، مصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، بل وإلغاء الكيانية الفلسطينية، خدمة لمشروعاتها السلطوية القطرية، وبحكم هذه الحقيقة، وهذا الواقع، فإنَّ العربية السعودية ظلت وفيّة لمواقفها المبدئية الثابتة، تجاه القضية الفلسطينية، علاوةً على الدعم المالي الذي لم يتوقف يوما، حتى مع ضغوطات نعرف ويعرف الكل مصادرها..!! ولهذا اكد الرئيس أبو مازن لشقيقه الملك سلمان بن عبد العزيز خلال هذا الاتصال الهاتفي " أننا متأكدون من المواقف السعودية التي نعتز بها والتي تدعم صمود شعبنا على أرضه، وأنّ شعبنا لن ينسى هذه المواقف، ولن ننسى أبدا موقفكم في قمة الظهران، التي سميت بقمة القدس".
ولسنا نشك أنّ أكثر المستائين من رسالة خادم الحرمين الشريفين هذه التي ألقم بها بذاك الحجر أقاويل الخديعة الإسرائيلية، هو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يتبجح بهذه الأقاويل لمناسبة وبدونها!!
وثمة مستاؤون من جماعات الإخونجية الذين في بعض الفضائيات العربية لا همّ لهم سوى التشكيك بمواقف العربية السعودية، تجاه القضية الفلسطينية، والطعن بها باتهامات لا أساس لها من الصحة والحقيقة!!
ولعلَّها ليست مصادفة هذا الاعتداء السافر على منشآت نفطية سعودية بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة على الاتصال الهاتفي الذي أكد فيه العاهل السعودي ما أكد من ثبات موقف العربية السعودية الداعم لفلسطين وقضيتها، كأن هذا الاعتداء تهديدا للمملكة أن لا تواصل هذا الموقف القومي الواضح والثابت!!
لكن المملكة العربية السعودية لثباتها على مواقفها المبدئية قادرة على الانتصار، وفلسطين شعبا وقيادة وعلى رأسها الرئيس أبو مازن تقف معها وإلى جانبها حتى تحقيق هذا الانتصار.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.