تقرير: ميساء عمر

صبيحة الرابع والعشرين من تموز المنصرم، استيقظ المواطنون في قرية النبي الياس شرق قلقيلية، على أصوات جرافات الاحتلال الاسرائيلي، تقطع الشارع الواصل بين قريتي النبي الياس وجيوس، بعد أقل من أربعة أشهر على إعادة تأهيله.

بأكوام من التراب، وبالصخور، أحكم الاحتلال إغلاق الشارع الذي يشكل أهمية كبيرة بالنسبة للمواطنين، خاصة للمنطقة الشمالية من مدينة قلقيلية، فهو يختصر أكثر من 10 كيلومترات من طريق قلقيلية – طولكرم، التي كان الذهاب إليها يتم عبر طريق بلدة عزون وليس النبي الياس، ما يوفر عليهم الوقت والجهد ومصروفات التنقل كذلك.

وبحسب رئيس مجلس قروي النبي الياس عصام حنون، فإن الطريق تم إعادة تأهيلها وافتتاحها في السابع والعشرين من نيسان الماضي، بتكلفة 100 ألف يورو، وبتمويل ذاتي من بلديات: قلقيلية، وجيوس، والنبي الياس، والغرفة التجارية الصناعية في قلقيلية، لتسهيل وصول المواطنين إلى أعمالهم في البلدات والقرى المجاورة.

وقال حنون: "إغلاق الطريق يؤثر على نحو 200 ألف نسمة من أبناء البلدات والقرى المجاورة، وعلى مختلف مناحي الحياة، والاحتلال أراد من هذا الإجراء أن يكون بمثابة عقاب جماعي، فهو جزء من سياساته العنصرية وانتهاكاته اليومية لأبسط حقوق شعبنا، وهو حقه في التنقل".

وفي السياق ذاته، بين السائق حامد نزال الذي يعمل على خط قلقيلية - طولكرم، أن المشكلة لا تقتصر على طول الفترة الزمنية التي يقضيها الراكب عندما يسلك طريق بلدة عزون، وإنما في الحالة غير المستقرة لمداخل البلدة، التي تشهد إغلاقات وحواجز مستمرة تعيق من حركة المواطنين، فيما عقبت المواطنة وعد شبيطة من النبي الياس، على الموضوع قائلة :" ما صدقنا وفتحوا الشارع، فإغلاقه يعني الالتفاف في طريق طويلة تكلفنا أجرة إضافية".

من جانبه، قال المزارع علاء رضوان من قرية النبي الياس: "إغلاق الشارع يصعب علينا إمكانية الوصول إلى أراضينا والاعتناء بها، لأن غالبيتها تقع خلف الحاجز الترابي، وتقدر بحوالي 500 دونم".

بدوره، استنكر محافظ قلقيلية رافع رواجبة إغلاق قوات الاحتلال لشارع النبي الياس – جيوس، وقال إن "عمليات التجريف وتقطيع الطرق وهدم المنازل، محاولة يائسة لعرقلة حياة المواطنين، وفرض مزيد من القيود عليهم لكسر صمودهم في أرضهم، لكن سنبقى نقاوم ما حيينا على هذه الأرض".

وأشار رواجبة إلى حالة الحصار التي تعيشها محافظة قلقيلية منذ فترة طويلة، وإلى ممارسات واعتداءات الاحتلال التي تضاعفت في الآونة الأخيرة، خاصة ضد بلدة عزون وأراضيها.

يذكر أن مستوطنتي "ألفيه منشيه" و"تسوفيم" تحاصران قرية النبي الياس من كل الجهات، وتصادران ما يقارب من 900 دونم من أراضيها.