شاركت حركة "فتح" في احتفالٍ حاشدٍ نُظِّم في ساحة قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في مخيَّم البرج الشمالي في صور إحياءً للذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

وحضر الاحتفال أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صور العميد توفيق عبد الله وقيادة الحركة في منطقة صور وشُعَبِها التنظيمية، وعضو المكتب السياسي لجبهة النضال أمين سر إقليم لبنان تامر عزيز "أبو العبد"، والقيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني أبو أحمد جمال خليل، وممثِّلون عن فصائل "م.ت.ف" واللجان الشعبية، وحشد من رجال الدين والفاعليات والشخصيات الفلسطينية في المخيَّم .

وبدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والفلسطيني وقراءة الفاتحة لأرواح شهداء الجبهة وشهداء الشعب الفلسطيني، ثُمَّ كانت كلمة "م.ت.ف" ألقاها العميد توفيق عبد الله، فحيَّا الجبهة في ذكرى انطلاقتها، واستذكر أمينها العام الشهيد د.سمير غوشة، وحيَّا الأمين العام الحالي للجبهة أحمد عبد السلام مجدلاني وشهداء الثورة الفلسطينية والرئيس الشهيد ياسر عرفات.

 وقال العميد عبد الله مخاطبًا الجبهة: "أنتم رفاق الدرب، فصيل مقاوم من فصائل المنظمة، الهدف من تأسيسه مقاومة الاحتلال. لقد أثبتُم ولاءكم لله وفلسطين وشعبها، وما زلتم في خندق المقاومة بكل أشكال المقاومة التي شرَّعتها القوانين الدولية".

وأضاف: "نحنُ نمرُّ بأصعب الظروف من أجل التصدّي للمؤامرات التي لم تهدأ منذ انطلاقة الحركة الصهيونية مدعومةً من الصهاينة العرب الذين يعملون من أجل تصفية القضية الفلسطينية اليوم من خلال صفقة القرن. لقد نسوا أنَّ الشعب الفلسطيني العظيم أطعم كل البشرية في الحرب العالمية الأولى والثانية، وقبل أن تولد هذه القيادات العربية والغربية. لقد كُنّا نوزّع عليهم مساعدات من المال والغذاء والثقافة والعِلم.. نحنُ الشعب الفلسطيني أصحاب بيوت كرم وعِلم".

وشجب العميد توفيق عبد الله القرارات الجائرة بحقِّ اليد العاملة الفلسطينية والفلسطينيين أصحاب المؤسسات في لبنان وأمل على القيادة اللبنانية وقف هذه الإجراءات بحق شعبنا الفلسطيني بأكمله، وأضاف: "مصيبة هذا الشعب أنّه فلسطيني، وهذا شرف لنا. لقد رفض الشعب الفلسطيني رغم الظلم والضغط والحصار على المخيمات منذ 25 عامًا التنازلَ عن هُويّته الوطنية ونضاله من أجل العودة إلى وطنه. لقد كان همهم أن نصبح دواعش ولكنَّنا رفضنا كلَّ الدواعش ومن لف لفهم.. فنحنُ أصحاب قضية وطنية همنا الأوحد هو فلسطين".

وأكَّد أنَّ الشعب الفلسطيني مع لبنان قلبًا وقالبًا وسيبقى وفيًّا لأمن واستقرار لبنان، ونوَّه بالدور الإيجابي والأساسي لأبناء شعبنا في تحريك عجلة الاقتصاد اللبناني موضحًا: "كلُّ المغتربين الفلسطينيين في الخليج وأوروبا يحوِّلون أموالهم إلى البنوك اللبنانية ولعوائلهم في لبنان، بالإضافة إلى ما يُضخ عبر منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة "الأونروا"، في حين أنَّ معظم اللبنانيين في الاغتراب يحوّلون أموالهم إلى البنوك الأوروبية. ومن هُنا نطالب الحكومة اللبنانية وأصحاب الضمائر الحية بضرورة إلغاء القرارات الجائرة بحقِّ شعبنا، فنحن صمام أمان للبنان وشعبه، ونُذكّركُم بأنَّ الإمام علي (ع) يقول: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته بسيفي)".

ووجَّه العميد عبد الله التحيّة للرئيس محمود عبّاس القائد الشجاع الذي رفض صفقة القرن ووقف في وجه كلٍّ العالم ليؤكِّد أنّ فلسطين عربية والقدس عاصمة أبدية لها، وأكَّد أنَّ القدس كانت وستبقى عربية ولن يُساومَ عليها.

كلمة "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" ألقاها عضو مكتبها السياسي تامر عزيز الذي أكَّد رفض جبهة النضال لصفقة القرن ولكلِّ أشكال التوطين أو التهجير، ودعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية. 

 وقال: "نُجدِّد العهد والقَسَم لقوافل الشهداء وللدماء التي سالت على طريق فلسطين وترابها لتحصد نصرًا وعزّةً وكرامة ولنبني وطنًا ونقيم دولة مستقلة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين. ونُجدِّد العهد للأسرى ونقول لهم إنَّ تحريرهم واجب أخلاقي ووطني وإسلامي، وقضيتهم في مقدمة اهتماماتنا". 

وأضاف عزيز: "إنَّ شعب فلسطين لا يعرف إلا طريقًا واحدًا لفلسطين يمر عبر فوهة البندقية عنوانه التمسُّك بالثورة الفلسطينية والمقاومة بكل أشكالها وصولاً إلى الحرية والاستقلال".

وأشاد بموقف الرئيس محمود عباس الثابت على الثوابت في وجه كلِّ المؤامرات، وحيّا قيادة "م.ت.ف" وشعبنا الفلسطيني الصامد والشهداء والجرحى والأسرى.

وأعلن رفض إجراءات وزارة العمل اللبنانية بحقِّ عمالنا الفلسطينيين مُطالبًا بمنح أبناء شعبنا الحقوق المدنية والاجتماعية وعلى رأسها حق العمل.

ثُمَّ أوقدت شُعلة انطلاقة الجبهة، ووضع المشاركون أكاليل من الورد على ضريح الجندي المجهول في مقبرة مخيَّم البرج الشمالي.

هذا وتلَّقت الجبهة برقيات تهنئة في ذكرى انطلاقتها من الهيئة الإسلامية الفلسطينية وعدد من فصائل "م.ت.ف".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان