أحيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"-شعبة الرشيدية، وفصائل "م.ت.ف"، الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة باحتفالٍ حاشدٍ ومسيرةٍ جماهيريةٍ بحضور كافة فصائل الثورة الفلسطينية، وفصائل التحالف الوطني الفلسطيني والإسلامي وبحضور عضو المكتب السياسي لحركة أمل في لبنان.

بدايةً رحّب عراف الحفل محمد دراز بالجميع، ثم قال: "يا جماهير شعبنا الصابر المصابر، نلتقي اليوم في معسكر الشَّهيد ياسر عرفات في مخيم الرشيدية، الأقرب إلى فلسطين لنحتفل في الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصر، نحييكم بتحية فلسطين، تحية العاصفة، تحية الفتح التي أعادت للأمتين العربية والإسلامية الكرامة يوم انتصرت في الكرامة بعد سلسلة من الهزائم العربية فجاءت الفتح لتضيء فجر الانتصارات بدءًا بالكرامة مرورًا بإفشال اجتياح عام ١٩٧٨ وبالانتصار المميز للشهيدة دلال المغربي التي أعلنت قيام دولة فلسطين على طريقتها الخاصة، وصولا إلى أطول الحروب العربية الإسرائيلية في بيروت والصمود الأسطوري للشعبين اللبناني والفلسطيني، ثم كانت عودة الشهيد ياسر عرفات وقوات الثورة الفلسطينية إلى أرض الوطن مرورًا في جنين غراد ومعركة النفق في الأقصى إلى حصار القائد الرمز مفجر ثورتنا المعاصرة وباني اللبنة الأولى لدولة فلسطين.

وبعد حصار طويل وصمت مطبق من الأنظمة العربية والإسلامية قالها الشهيد ياسر عرفات يريدونني إما أسيرًا وإما طريدًا وإما قتيلاً وأنا أقول لهم شهيدًا شهيدًا شهيدًا.

وما زالت الانتصارات مستمرة مدوية حين أعلن الرئيس أبو مازن قائلاً بوجه الأحمق ترامب لا لصفقة القرن والقدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، هذه هي مدرسة الشهيد ياسر عرفات مدرسة الرئيس محمود عباس.

ثم ألقى قائد قوات الأمن الوطني، قائد حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" العميد توفيق عبدالله كلمة العاصفة كلمة الرصاصة الأولى كلمة الانطلاقة كلمة الثورة الفلسطينية فجاء فيها: "يا جماهير شعبنا الفلسطيني البطل في مخيمات لبنان عامة وفي منطقة صور خاصة، إخواني أخواتي في مخيم الأبطال مخيم الرشيدية مخيم ال ار بي جي، في الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة الثورة وانطلاقة المارد الفتحاوي، الوعد لكم من فتح وعد الرجال، والعهد لكم من فتح ثبات ووفاء لأهل الوفاء الذين قدموا فلذات أكبادهم شهداء على درب الحرية والاستقلال، لكم من رجال حركة التاريخ وعد وقسم أن نصون ولن نخون، نصون عهد الشهداء الذين جعلوا من دمائهم مشاعل الحرية، في ذكرى الميلاد نتذكر كل القادة الشهداء الذين تقدموا الصفوف وعبدوا لنا الطريق نحو دولة الوعد القادم بإذن الله بقيادة حامل الأمانة القائد الشجاع محمود عباس، في ذكرى الميلاد ننحني إجلالاً لنقبل جراح جرحانا الأبطال كما علمنا الياسر عرفات، ولأسرانا في زنازين الاحتلال الذين حطموا زرد السلاسل وحولوا زنازينهم التي أرادها المحتل مقابر فجعلوا السجون مدارس عز وخنادق متقدمة في حالة الصراع الرائد في أقدس بقاع الأرض".

الأخوات رفاق دلال وآيات الأخرس حارسات وحرائر الشعب في قدس الأقداس اللواتي دافعنا عن أقصى المسلمين، وهنا ننحني لعظمة عهد التميمي التي صانت الوعد والعهد والقسم، ومن أمهاتنا في المخيمات لأمهات الشهداء في وطن القداسة، لكم ننحني فهنيئًا لشعبنا الفلسطيني البطل أينما وجد في الوطن والشتات والمنافي بذكرى الانطلاقة المجيدة، تحية مباركة في ذكرى انطلاقتنا العتيدة وانطلاقة الثورة الفلسطينية والمارد الفتحاوي.

أهلنا الأحباء يا أبناء الفتح الأوفياء إن "فتح" و "م.ت.ف" تتعرضان ومنذ البدايات لأبشع تآمر دولي وعربي وغربي، وعلى مدار السنوات تتعرض ثورتنا وحركتنا من مؤامرة إلى مؤامرة لكن فتح تبقى دائمًا العنوان الأول والأخير للصمود في وجه كل المتآمرين، فالثورة بجهود أبطال شعبنا الفلسطيني وأبناء فتح دائمًا تجدهم في الشدائد كالجسد الواحد، ومنذ الرصاصة الأولى كانت فتح وما زالت طليعة الشعب الفلسطيني بالمواجهة، مواجهة العدو قبل الصديق.

ووجهة التحية لفصائل "م.ت.ف" كوادر وأعضاء وأمناء عامون، وللسيد الرئيس محمود عباس، وللإخوة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وكل عام وشعبنا الفلسطيني بألف خير، ونحن معك والى جانبك سيدي الرئيس ونطلب من الله أن يمدك بالعمر والصبر حتى يتحقق النصر وتقيم لنا الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى.

وأقول لفخامة الرئيس وللقيادة الفلسطينية أننا في لبنان لا نرجو من الله إلا اللقاء بكم هناك في القدس الشريف محررة، وأننا في فتح ومعنا كل الشرفاء في الفصائل الفلسطينية لا نراهن إلا عليكم وعلى شعبنا الفلسطيني البطل في الوطن الغالي. ووجه التحية للشهداء والأسرى والجرحى، وإنها لثورة حتى النصر.

ثم توجّه الجميع لإيقاد شعلة الانطلاقة.