رغم قساوة الطقس وغزارة المطر لبَّت الجماهير الفلسطينية الدعوة للمشاركة في المسيرة الحاشدة التي نظّمتها قيادة حركة "فتح" في البقاع، اليوم الأحد 11-11-2018.

بدأت المسيرة باستعراض المواكب المشاركة من حملة الرايات وصور الرئيس الشهيد ياسر عرفات والرئيس محمود عبّاس وسيارات الإسعاف، فالنعش الرمزي، وطابور العسكر، وطوابير المكاتب الحركية للكشّافة والأشبال، والطلاب والمرأة، ونادي بيت جالا وسيارة الإذاعة، ثُمَّ جابت شوارع المخيَّم يتقدمها مسؤولو الفصائل الفلسطينية كافة والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية.

وبعد وضع النعش الرمزي على المنصة من قبل ثُلّة من العسكر الذي أدوا التحية العسكرية، وضع أمين سر حركة "فتح" - منطقة البقاع فراس الحاج وأمين سر حركة "فتح" - شعبة الجليل أبو جهاد إكليلاً من الزهر على النعش وقرأ الحاضرون الفاتحة لروح الشهيد الرمز.

وبعد ترحيبٍ من مسؤول الإعلام بالمشاركين، ألقى أمين سر المنطقة فراس الحاج كلمةً جاء فيها: (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم.

إنَّه الثائر الذي فجَّر الثورة من بين الجبال خرج رجل يحمل روحه في كفه وبندقيّة، هو الذي جعل منا قضيه يعترف بها العالم أجمع، هو الذي لم يفرق بين الفلسطيني والفلسطيني، هو الذي خاطب شعبه دومًا يا شعب الجبارين، هو الذي يمنحنا الحياة بكرامة حيث تنحني الشجاعة له، هو قوي كالبحر، هو كزيتونة أغصانها في السماء وجذورها في عمق الأرض، هو ابتسامته جزء من وجهه وكوفيته رمز ثورته، إنه الجبل الذي لم يهز عرينه الريح كم نفتقده عامًا بعد عام ترك فينا جرحًا لا يلتئم مهما بعدت بنا الأيام عن يوم استشهاده، ما زال يعيش فينا في كل نواحي الحياة والظروف القاسية التي نتعرض لها كل يوم وها نحن اليوم نعيش أقسى المؤامرات على شعبنا من خلال محاولات الصهاينة وزعيمهم ترامب ومن سار في ركبه من العربان لتصفية قضيتنا والقضاء على حقوقنا الثابتة في القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وحق العودة الذي لا عودة عنه الذي سنسلمه من جيل إلى جيل حتى تحقيقه بالرغم من كل الضغوط على شعبنا العظيم وقيادته الصلبة وعلى رأسها الرئيس حامل الأمانة القائد أبو مازن الذي تحدى الرئيس الأمريكي بكل جرأة وصلابة ورفض صفقة القرن المشؤومة رغم تركنا لوحدنا من اخوة وأصدقاء كان يفترض بهم أن تبقى البوصلة فلسطين إلا أننا وبإرادة شعبنا الأبي وإيمانه القوي بالله أولاً وبقضيته وحقوقه الثابتة نؤكد أنَّ القضية باقية وأن الحقوق ستعود لأصحابها مهما طال الزمن ومهما دفعنا من تضحيات".

وأضاف: "إننا في حركه "فتح" نؤكد لشعبنا العظيم أنَّنا سنبقى على عهدنا بحماية المشروع الوطني الفلسطيني والمدافعين الأوائل عن شعبنا أينما وجد وحريصين كل الحرص على أمنه واستقراره خصوصًا في المخيمات التي نعتبرها عنوانًا لحق العودة، لا يمكن أن نسمح لأحد العبث بها وإننا ندعو كل أبناء شعبنا للوقوف صفاً واحداً للحفاظ على أمن المخيمات واستقرارها وبالتنسيق الكامل مع الدولة اللبنانية صاحبة السيادة على أرض لبنان العزيز الذي يضمن مصلحة أهلنا وشعبنا في المخيمات".

ووجه الحاج التحية للأخوة في حركة أمل وحزب الله على الجهود التي يبذلونها دائمًا لدعم استقرار المخيمات وفي مقدمتهم الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصر الله.

وختم قائلاً: "من مخيم الجليل الأشم نوجه التحية لأهلنا الصامدين في فلسطين كل فلسطين وخصوصًا أهلنا في القدس والخان الأحمر والقابضين على الجمر في غزة الأبيّة".