جددت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اعتبارها وعد بلفور جناية تاريخية وجريمة اغتيال في وضح النهار للحقوق السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وطالبت بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية، كبادرة اعتذار عملية عن الجريمة التي ارتكبتها قبل قرن من الآن .

وجاء في بيان لحركة "فتح" صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية بمناسبة العام واحد بعد المئة لوعد بلفور المصادف الثاني من تشرين الثاني نوفمبر من كل عام: "إن الشعب الفلسطيني مؤمن بحقه في وطنه فلسطين التاريخية والطبيعية، وإن منطق القوة الاستعماري الذي فرض ومرر وعد بلفور وأرهص لإنشاء كيان استعماري استيطاني على أرضنا لن يدوم إلى الأبد ".

وأضافت فتح في بيانها: "يدرك العالم معنا أن وعد بلفور كان بمثابة اغتيال للشخصية الوطنية الفلسطينية في وضح النهار ولا يرتكز على أي مسوغ قانوني وفق القانون الدولي، واعتبرناه وما زلنا نعتبره أساسًا للصراع في فلسطين، وابتداء مأساة ومعاناة الشعب الفلسطيني الإنسانية ونشوء قضية اللاجئين ."

وطالبت فتح حكومة بريطانيا بالتكفير ولو جزئيا عن جريمتها التاريخية عبر الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عبر قيادته الوطنية مع التعهد بالعمل على كل ما من شأنه تمدد المشروع الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني الإسرائيلي، باعتباره وليد المشروع الاستعماري البريطاني على فلسطين الذي رأى الحياة في الثاني من نوفمبر من العام 1917.

وأكدت فتح قدرة الشَّعب الفلسطيني على الصمود والثبات والاستمرار بالنضال لمقاومة مشاريع تمرير وعد بلفور الثاني تحت مسمى صفقة العصر التي يحاول خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب استكمال مشروع وعد بلفور البريطاني عبر اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال وإسقاط قضية اللاجئين الفلسطينيين ، وتأييده اللامحدود للاستعمار الاستيطاني وإدامة أمد الاحتلال .

وأشادت "فتح" برؤية القيادة الفلسطينية وتأكيدها ارتكاز العلاقة مع الاحتلال على قاعدة الصراع من أجل انجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وأكدت الوقوف مع الرئيس محمود عباس في مقاومة منهج ومشاريع الوعود الاستعمارية الكبرى والتي كان آخرها وعد ترامب بتصفية القضية الفلسطينية، وشددت على متابعة النضال حتى نيل الحرية والاستقلال بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعامتها القدس .