دعمًا لمدينة القدس عاصمة دولة فلسطين وإحياءً لذكرى يوم الأرض الخالد، أقامت حركة "فتح" في منطقة الشمال معرضًا فنيًّا لنخبةٍ من الفنانين اللبنانيين والعرب بعنوان "الأرض لنا"، من تنظيم الفنان عمران ياسين والنحات د.عامر شاكر، اليوم الجمعة 30-3-2018 في قاعة مجمع الشهيد الرّمز ياسر عرفات في مخيَّم البداوي.

وتقدَّم الحضور أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، وعددٌ من الفنانين من لبنان وفلسطين ومصر وسوريا والعراق، وممثِّلو الفصائل الفلسطينية، وهيئات، وجمعيات، وفعاليات، وجماهير لبنانية وفلسطينية.

بدايةً كانت كلمة للفنان عمران ياسين قال فيها: "نقِفُ اليوم أمام رمزيّة هذا اليوم وما يعنيه بالنسبة للشعب الفلسطيني وانتفاضته، إنَّه يوم الأرض الذي يُعبِّر عن عمق انتماء الفلسطينيين لأرضهم ودفاعهم عن حقِّ تحقيق المصير في مواجهة الغطرسة الصهيونية المؤجّجة بكافة وسائل الدعم العسكري والمستفيدة من الصمت العربي والتجاهل الرسمي".

وأضاف: نُعبِّر كفنانين تشكيليين عن عُمق التزامنا بالمشهد بألوان الطيف الصارخ التزامًا بقضية التزمناها ليس بالريشة فحسب وإنَّما بالدفاع عنها على مختلف الصعد وفي شتّى الأماكن".

وختمَ كلمته موجِّهًا التحية لمناضلي الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وخلفَ قضبان المعتقلات والتحية للقائد الرّمز الشهيد ياسر عرفات عنوان التضحية والدفاع عن فلسطين.

ثُمَّ كانت كلمةٌ لمدير مكتب "منظمة الأمم المتحدة للسلام العادل في الشرق الأوسط" في لبنان، رئيس جمعية "وعد عكار" الاجتماعية في لبنان المستشار أحمد عكّاري، وممَّا جاء فيها: "يومُ الأرض هُو يوم نُحييه نحن الفلسطينيين في 30 آذار في كل عام، وتعود أحداثه إلى آذار 1976، يوم قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة، واحتلَّت المشاع الذي يقع في نطاق حدود مناطق أغلبية سُكانِها فلسطينيين".

وأضاف: "القدس في العيون، والأقصى في العيون، ولأنَّ العيون أغلى ما في الجسد، فأنتم أغلى من في هذه الأمة، فأُحيي صمودَكم بوجه العدو الغاصب، ولكم اليوم نُجدِّد العهد، ونُجدِّد البيعة أنَّنا لن نزيح عن البوصلة التي للأسف قد حذفها الأغراب، والأيام قادمة وأنتم أصحاب الحق والمنتصرون لا محالة" .

وبعدها ألقى أمين سر حركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض كلمةً جاء فيها: "نُرحِّب بكم جميعًا في هذا الصرح الوطني والثقافي، في قاعة الشهيد الرمز ياسر عرفات، البيت الجامع لكلِّ إنسانٍ عربي وفلسطيني مناضل".

وأضاف: "نلتقي اليوم في ظلال شهر آذار المليء بالتضحيات، ففيه "يوم المرأة العالمي"، وهي الأم والأخت والزوجة، وفيه يوم المعلِّم مربّي الأجيال وصانع العقول التي تحقِّق الانتصارات، وفي آذار عبر أبطال العاصفة البحر لتنفيذ عملية القائد الشهيد كمال عدوان بقيادة الشهيدة البطلة دلال المغربي يوم 11-3-1978. وفي آذار سطّر أبطال فلسطين أسطورةَ التحدي والانتصار في معركة الكرامة البطولية في 21-3-1968 التي انتصر فيها المقاتلون الفلسطينيون على جيش الاحتلال الصهيوني بقيادة موشي ديان المقبور، هذه المعركة التي استشهد فيها القائد "أبو علي إياد" صاحب مقولة: (نموتُ واقفين ولا نركع إلّا لله)، حيثُ أتى هذا الانتصار بعد هزيمة العرب في العام 1967 فأعاد أبطال فلسطين الكرامة للأُمّة العربية. ويأتي يوم الأم التي تربّي أبناءها على حُبِّ الوطن، ومثال ذلك الأم الفلسطينية التي تودِّع أولادها وهُم ذاهبون إلى مواجهة المحتلين الصهاينة وتستقلبهم شهداء، فبارك الله لنا بخنساوات فلسطين اللواتي يستقبلن أولادهن شهداء بالزغاريد، علمًا أنَّنا نُحبُّ الحياة بكرامة، ونُضحّي حتى الشهادة دفاعًا عن أرضنا المباركة أرض الآباء والأجداد".

وعن يوم الأرض قال: "في الثلاثين من آذار عام 1976 هبَّ أبناء شعبنا الفلسطيني للدفاع عن الارض الفلسطينية في وجه جيش الاحتلال الصهيوني. واليوم نحيي الذكرى الثانية والأربعين لهبّة شعبنا في الجليل والمثلث والنقب في وجه الإجراءات العنصرية التي لم تتوقَّف منذ النكبة التي حلَّت بشعبنا العام 1948. لقد واجَهَ شعبُنا ببطولة وعنفوان القوانين العنصرية الصهيونية التي كانت تستهدف مصادرة الأراضي وتهجير المئات من شعبنا بقصد طمس المعالم الحضارية التاريخية لشعبنا وثقافته العربية. بل أوغلت في شعبنا قتلاً وتشريدًا في قرى عرابة وسخنين ودير حنا وكفر كنا في المثلث والجليل. إنَّ هذا اليوم الذي سقط فيه ستة شهداء ومئات الجرحى دفاعًا عن الارض المباركة يعتبر يومًا تاريخيًّا في مسيرتنا في مقاومة الاحتلال الصهيوني البغيض".

وأكَّد فيّاض حقَّ شعبنا في دفاعه عن أرضه وكرامته في الكفاح والنضال بالمقاومة بجميع أشكالها لاستعادة هُويّتنا الوطنية وتحرير أبنائنا الأسرى القابعين خلف القضبان في معتقلات العدو الصهيوني النازي وخاصّةً الأطفال أمثال أيقونة فلسطين عهد التميمي.

وشدَّد على أنَّ العام 2018 هو عام التشبُّث بالمواقف المبدئية في وجه ترامب والادارة الامريكية من الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية، أمام مواقف الأنظمة العربية المتآمرة على قضية فلسطين وشعبها لإرضاء ترامب والصهاينة، وعامُ التضحيات والصمود في القدس عاصمة الارض وبوابة السماء انها عاصمة دولة فلسطين الأبديّة.

وطالب فياض دول العالم بالاعتراف بفلسطين دولةً كاملةً السيادة أسوةً بباقي دول العالم لأنَّنا شعب يستحق الحياة، وطالبها أيضًا بضرورة دعم "الأونروا" بدون شروط حتى لا تبقى موكالة "الأونروا" تحت ضغط الادارة الامريكية المتصهينة، مؤكِّدًا أنَّ "الأونروا" أُنشئَت لتقديم الخدمات الإنسانية لشعبنا منذ 70 عامًا .

وثمَّن فيّاض مشاركة الفنانين العرب في معرض "الارض لنا" إحياءً لذكرى يوم الأرض المباركة، بحضور ثلة من الفنانين العرب واللبنانيين وأعربَ عن فخره واعتزازاه بهم موجِّهًا التحيّة لهم ومؤكِّدًا أنَّهم "فلسطينيو الهوى بحبّهم لفلسطين وشعبها وانتمائهم لقضيتها المحقة ومعهم أحرار العالم" .

وأردف فيّاض: "إنَّنا متمسكون بحق عودتنا الى ارضنا في فلسطين تنفيذا للقرار الدولي 194 انها ارض الاباء والاجداد وليس منا وليس فينا من يتنازل عن ذرة من ترابها مهما كانت الضغوطات على شعب الجبارين وسيبقى اطفال الحجارة واشبال الـ(آر بي جي) مستمرون بالمقاومة ومواجهة المحتلين الصهاينة حتى يطردوا من أرض وطننا الغالي فلسطين ويرفع شبل من اشبالنا وزهرة من زهراتنا راية فلسطين خفاقة فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائسها".

وختمَ فيّاض مُوجِّهًا التحية للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات وهو يتصدَّى لكلِّ المخطّطات التآمرية على حقوقه وخاصّةً صفقة القرن المرفوضة من شعبنا وقيادتنا، وقال: "لن نرضى بديلاً عن فلسطين إلّا فلسطين، إنَّنا باقون كشجر الزيتون، مغروسون في هذه الأرض المباركة، أرض الأجداد وسنُورِثها للأحفاد" .

وبعد انتهاء الكلمات، قصَّ أمين حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض وممثِّلو الفصائل والفنّانون المشاركون شريطَ افتتاح المعرض، ثُمَّ جال الحضور في أرجاء المعرض حيثُ عبَّروا عن تقديرهم للمعروضات من اللوحات الفنية والمنحوتات ذات المستوى الراقي للفنانين الفذّين المشاركين من أربع دول عربية بالإضافة إلى فنّانَيْن فلسطينيَّيْن.

ثُمَّ كُرِّم الفنّان عمران ياسين والنَّحات عامر شاكر بدروعٍ تذكارية تقديرية، ووُزِّعَت شهادات تقديرية على الفنانين المشاركين.

كما قدَّم فنّانون بعض أعمالهم هديةً لأمين سر المنطقة.
إعلام حركة "فتح" - لبنان