يتحدث الجميع عن ضرورة تعزيز الصمود الفلسطيني... ونحاول كذلك أن لا نجعل من شعبنا ضحية للتطرف والمتطرفين  الذين قد يستغلون المصاعب التي يواجهها شعبنا في طريقه لتحقيق دولته وحقوقه المشروعه.
فتراجع فرص التسوية والسلام وتراجع فرص قيام دولة فلسطين المستقله وعاصمتها القدس الشريف بسبب التعنت الإسرائيلي يٌسبب (الإحباط)  وتزامن ذلك الإحباط القاتل مع صعوبات إقتصاديه جمه تشمل أبناء شعبنا في الوطن والخارج وهذه الصعوبات زادت من معدلات (الفقر) بشكل مؤلم .
بالطبع الفقر والإحباط هو طريق التطرف  وهو الوصفه السحرية التي تسمح بوجود ثغرة في البنيان الوطني والمجتمعي الفلسطيني بحيث تسمح هذه الثغرة لتسلل التطرف والمتطرفين.
ولهذا يجب علينا محاربة (الإحباط) و(الفقر).
إن التطرف وظهور منظمات متطرفة في غزة بشكل خاص  هو تعبير حقيقي عن حالة الإحباط والفقر التي يعانيها أبناء شعبنا عموما" وفي غزة خصوصاً.
ومرد هذا للأسف لما مارسته حماس خلال السنوات الماضية من إلغاء للعقل ومن تعزيز للخطاب القائم على المفاهيم العامة في الدين.. حيث هذا الإستخدام الحمساوي الإخواني للدين الإسلامي سمح بالمقابل للتنظيمات المتطرفه  أن تجد لها مساحة أتاحها الإنقلاب.
وما مقامرات ومغامرات حماس التي أستخدمت فيها الإنقلاب والدين لتبرير أفعالها إلا مقدمةلتطرف أكثر تشداداً سيدفع شعبنا ثمنه حتماً.
ولكي ينجو شعبنا من التطرف فهو  يحتاج الى حاضنه وطنية قادرة على مد المواطن الفلسطيني في الداخل والخارج بكل مقومات الصمود وبث روح الأمل فيه.
وهذا ما أراه كدور أساسي لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
فتعزيز الصمود الفلسطيني له مقومات من أبرزها إيماننا التام بعدالة قضيتنا وبحقنا المشروع والذي كفلته كل القوانين الدولية والذي دعمته قرارات الأمم المتحده وكذلك ومع إيماننا بحتمية النصر واستعدادانا للتضحية من أجل قيام دولتنا الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس هناك ضرورة ليكون هناك دعم مادي لهذا الصمود الذي يعتمد على الإنسان.
وبالطبع لدى كل إنسان إحتياجات.
فحياة الإنسان وصموده له متطلبات مادية وبالطبع وكما في كل العالم تكون القيادة السياسية  هي المسؤولة عن توفير المتطلبات المادية التي تعزز من قدرة المواطن على الصمود في وطنه وخارج وطنه.
طبعاً في فلسطين العبئ كبير على أي قيادة فنحن فعليا" لا نتحكم بإقتصادنا ولا بمواردنا الطبيعية وهناك تراجع حقيقي في الدعم المادي لفلسطين ولقضيتها العادلة ودولنا العربية منشغله في أمورها الخاصه بفعل الربيع العربي بل أن دولنا العربية تتعرض الى هجمة لا تقل خطورة" عن الإحتلال... بكل الأحوال  الحل قد يكون في حالة أن  أحسنا التعامل مع الفكر الإستثماري الحديث و لو نجحنا بجعل إقتصادنا قائم على الإبداع والإبتكار وتعزيز دور الفرد ومشاركته بالإقتصاد الوطني بمشاريع صغيرة وأفكار مبدعه  ولو نجحنا في تعزيز دور المستثمر الفلسطيني عموماً والمستثمر الوطني خصوصاً فوفرنا له البيئة المناسبة للإستثمار في ظل العمل الدؤوب لتعزيز فكر التضامن الوطني والمجتمعي  وتعزيز قيم التراحم والتكافل  بين أبناء الشعب الواحد.
لا امتلك وصفه لحل مشاكل شعبنا المادية والإقتصادية  ولكني أمتلك الشعور الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في مخيمات اللجوء وفي الوطن ..فهناك غلاء غير معقول وهناك تراجع للمساعدات وهناك عوائق أمام بعض الجمعيات والمؤسسات من أداء مهامها وبالطبع هناك إستغلال سياسي للعمل الإجتماعي وهذا طبيعي فلا يوجد أي دولة بالعالم لا يوجد لديها طموح في نفوذ أو وجود.. وكيف اذا كان هذا الطموح والوجود في فلسطين التي تعتبر ميزان السلام والحرب وفي العالم.
بكل الأحوال وحتى نحافظ على الهدف من المقال ولنكون عمليين  فمن المهم الإشارة الى أن الغلاء واحده من أكثر العوامل التي تسبب في إضعاف صمود المواطن الفلسطيني في الوطن وكذلك بالخارج فالغلاء عدو ويجب محاربته والحرب على الغلاء لا فقط تكون بدون دعم حكومي يشمل شعبنا في فلسطين والخارج وبشكل خاص في المخيمات.
هناك ضرورة لتوفير شبكة أمان غذائي  لكل المحتاجين من أبناء شعبنا وقد يكون هذا هو اللبنة الأولى والخطوة الاولى على طريق مواجهة الغلاء والحرب التي يجب أن تُشن عليه.
هذه الشبكة التي قد تمنح الامان الغذائي للمواطن الفلسطيني يجب ان تكون حكومية وتنظيمية وشعبية بمعنى يجب أن يكون هناك نشاط حكومي وتنظيمي وشعبي لدعم هذا النشاط من خلال (صندوق (بنك) الغذاء الوطني الفلسطيني) والذي يجب أن يتبع منظمة التحرير الفلسطينية  بحيث لا يكون هذا الصندوق في فلسطين وفقط بل يجب أن يشمل مخيمات الشتات  وكل مكان فيه فلسطيني محتاج للمساعده في العالم.
شعبنا يعاني.. شعبنا يعاني.. شعبنا يعاني.. يعاني من الإحتلال ومن الغربة ومن الغلاء...
وعلينا الوقوف الى اجانب هذا الشعب في معركة (لقمة العيش) كما في معركة الكرامة والتحرير والسلام .
يجب أن يكون من الواضح لدى الجميع بأن كل النظريات الوطنية رائعه وكل التنظريات (الفيسبوكيه) جميله ولكن على أرض الواقع  المطلوب هو تعزيز قدرة الفلسطيني على الصمود في وطنه والحفاظ على قضيته والإبتعاد عن تيارات التخلف والتشدد والتطرف التي تستغل سوء الأحوال الماديه للبعض كوسيلة لخلق وجودهـــــا في مجتمعنا المتسامح أصلا".
فلنعمل من اجل رفع المعاناة عن أبناء شعبنا بمواجهة الغلاء الملعون وبإنشاء( صندوق(بنك) الغذاء الفلسطيني ).