كشفت العاصفة الجوية التي اجتاحت اسرائيل والمنطقة عن هشاشة الجبهة الداخلية الاسرائيلية، التي فشلت مرة اخرى في التعاطي مع احداث وكوارث طبيعية وغير طبيعية بهذا الحجم، حيث اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى تكرار الفشل الذي اصاب هذه الجبهة خلال حرب لبنان الثانية، والتي كان يفترض ان يتم في اعقابها استخلاص النتائج وكذلك خلال حريق الكرمل، الذي بين عجز اسرائيل في التعاطي مع كوارث على هذا النطاق.

المحلل العسكري في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، تناول في تحليل نشرته في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، فشل الجبهة الداخلية الاسرائيلية المتكرر، مشيرا الى ان تصنيف ما حدث من قبل بعض الصحفيين ك"فشل وطني" لا يعزي سكان بعض قرى الجليل وجزء من احياء القدس، الذين امضوا اكثر من 72 ساعة بدون كهرباء، علما ان الجواب الاسرائيلي في نهاية الأمر لم يقل عن جواب أي دولة غربية.

هارئيل الذي يدافع عن ابقاء شركة الكهرباء تحت السيطرة الحكومية، في ظل المطالبات بخصخصتها، يرى ان جزءا من الخلل يكمن في تداخل وتضارب الصلاحيات بين الهيئات والوزارات المختلفة.

ويقول ان وزارة الامن الداخلي التي ولدت كحاجة سياسية حزبية، تسعى الى تركيز جميع صلاحيات وموارد الجبهة الداخلية في يدها، الامر الذي يحتاج الى تجاوب الاجسام المؤلفة لها والى قرار سياسي من قبل رئيس الحكومة، وكذلك الى قرار من وزارة الامن بالتخلي عن مسؤوليتها عن هذه الجبهة، والتي وان أبدت ظاهريا رغبتها ببفعل فانها فعليا تدير حربا ضد نقل هذه الصلاحيات.

الجنرال احتياط يعقوب اور الذي كتب تقرير مراقب الدولة، حول الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية يقول، ان اسرائيل لا تملك امتياز نقل صلاحيات الجبهة الداخلية بشكل متدرج الى وزارة الامن الداخلي، فهي لا تعيش هدوءا امنيا كاملا لفترة وجيزة وكافية لاحداث هذا الانتقال، اعطني ثلاث سنوات مع هدوء امني كامل لافعل هذا الانتقال، والحديث لا يدور فقط عن حرب وهجوم بالصواريخ.

وهو يشير الى ان صلاحيات الاستعداد لهزة ارضية، مثلا، كان يجب ان يتم نقلها منذ زمن الى جسم اخر ولكن اليوم وزارة الجبهة الداخلية لا تمتلك صلاحيات ولا موظفين والجسم الوحيد القادر على اعطاء الاجوبة هي وزارة الامن بواسطة نائب وزير مسؤول عن هذا الملف، حيث يتم تركيز الصلاحيات والمسؤوليات بيده.