خاص مجلة "القدس"العدد 343 تشرين الثاني 2017/غزة – منال خميس:

هو رمزُ الوطنيّة والقضيّة الذي ما اختلفَ عليه اثنان، ذاكَ الثّائرُ الحُرُّ، المناضلُ، صاحبُ الرّصاصة الأولى، ومُفجِّرُ الثّورة الفلسطينيّة، صاحبُ الحقِّ الذي ضحّى بروحه، بل وبسنين عمره كلّها من أجل نُصرة القضيّة الفلسطينيّة ورفعِ اسمَ فلسطين عاليًا في المحافل العربيّة والدوليّة كافّةً.
إنّه الرئيس الرّمز ياسر عرفات، الذي تدفَّقت جماهيرُ غزّة الغفيرة من كلِّ فجٍ وميلٍ، بصورةٍ تليق بهيبته، من أجل إحياء ذكرى استشهاده والتأكيد على أنَّها ما زالت على عهده ماضيةً حتى تحرير آخر شبرٍ من أرض فلسطين.
ثلاثة عشر عامًا مرَّت على رحيل أبو عمّار، وكأنَّها ليلةٌ واحِدةٌ ما ولجَ بعدها نهارٌ على أبناء الشعب الفلسطيني في بقاع الأرض كافّةً، فما زال العهدُ هو العهد، والوفاءُ هو الوفاء لشمس الشهداء، وأرض فلسطين الـمُباركة.

مليونيّةُ غزّة استفتاءٌ حقيقيٌّ على شعبية "فتح"
نحو مليونٍ من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، خرجوا بكلِّ عزمٍ وإصرارٍ، قبيل موعد مهرجان إحياء ذكرى استشهاد أبو عمّار في الحادي عشر من تشرين الثاني، لضمان الوصول إلى ساحة السّرايا وسط القطاع، وحضور المهرجان منذُ بدايته، وذلك في أوّل فعاليةٍ تُنظِّمها حركة التّحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في قطاع غزّة، بُعيد التوقيع على اتّفاق المصالحة، بمشاركة الكلِّ الفلسطيني، بكاّفة مكوّناته وأحزابه بما فيها حركة "حماس".
وتعقيبًا على ذلك في حوارٍ خاصٍّ بمجلة "القدس"، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، عضو الهيئة القيادية العُليا في قطاع غزّة ومسؤول ملف الإعلام فيها، إياد نصر: "قبل المهرجان بيومٍ قُلنا إنَّ ما تتوقَّعه القيادةُ وما نتوقَّعهُ هو أنَّ المشهد الذي رأيناهُ في انطلاقة حركة "فتح" الثامنة والأربعين بغزّة سنُشاهدُهُ هذا العام، وأنَّ الجماهير ستركب البحر وصولاً إلى ساحة السرايا، وهذا ما وجدناهُ، وقد تحدَّثنا في اجتماعٍ ضمَّ مكتب التعبئة والتنظيم بقيادة المفوَّض أحمد حلس في العاشر من تشرين الثاني، وبعض أعضاء المجلس الثّوري والشخصيّات الفتحاوية، عن أنَّ المؤشرات التي شاهدناها قبل المهرجان بيومٍ أعطتنا انطباعًا عمَّا سيكون عليه المهرجان، حيث بدأنا نبارك لأنفسنا ولبعضنا البعض على ذلك".
وأضاف: "نحن نثقُ بجماهيرنا، ونثقُ بشعبنا، ونعلمُ تمامًا أين تكمن "فتح" في عقول وقلوب الجماهير، وبإذن الله سنكونُ عند حُسنِ ظنِّ جماهيرنا، نحملُ همَّهم ونرعاهُم ونحنو عليهم، وهذه هي رسالةُ المهرجان إلى قيادتنا الفلسطينية التي نُدركُ تمامًا أنَّها ستنظرُ برحمةٍ وعطفٍ وأُبوّةٍ وحنوٍّ إلى جماهيرها في قطاع غزّة"، مُؤكِّداً أنَّ الحضورَ الكبيرَ الذي شَهِدَهُ مهرجان أبو عمّار يُشكِّل استفتاءً حقيقيًّا لحركة "فتح" وشعبيَّتها.
وشدَّد نصر على أنَّ حركة "فتح" موحَّدةٌ، وعلى أنَّ أيَّ فعاليّةٍ خارجةٍ عن الفعاليّات الرسميّة التي دعت لها حركة "فتح" ليست تابعةً لها ولا تُمثِّلُها، وقال: "هذا يجعلُني أؤكِّد وبشكلٍ واضحٍ أنَّ حركة "فتح" واحدةٌ موحَّدةٌ، ولا تقِفُ عندَ شخصٍ أو اثنين أو ثلاثة، وبرنامج الحركة واضحٌ وقيادة الحركة موجودةٌ، وأُطُرها التنظيميّة موجودةٌ ومعروفةٌ، ومَن يخرج عنها لا يُمثِّلها".
ولدى سؤاله عن رسالةِ أبو عمّار للشعب الفلسطيني لو كان بيننا الآن، قال نصر لـ"القدس": "عندما نتحدَّثُ عن ياسر عرفات تُرفَع الأقلام وتجفُّ الصحف، فياسر عرفات هو الوحدة الفلسطينية بعينها، هو الحاضنة لهذا المشروع والحارس له، ولو كان حيَّا بيننا لما اختلفت خطواته أيضاً عن خطوات الرئيس محمود عبّاس، هي ذات الخطوات وذات السياسة وهو خيرُ خلفٍ لخيرِ سلفٍ. صحيحٌ أنَّ ياسر عرفات غابَ جسدًا ولكنَّه بقي روحًا، بقيت أفكارُهُ وبقيت مدرسَتُهُ وثقافتُهُ، وباعتقادي أنَّ ياسر عرفات كان سيتحدَّث بشكلٍ واضح عن الوحدة ثُمَّ الوحدة ثُمَّ الوحدة، ونحن في حركة "فتح" نقول إنَّ الرئيس أبو مازن يتَّجه بخطى واثقة نحو الوحدة الوطنية، وأنَّه حريصٌ جدًّا على أن يلتئم الوطنُ، وأن تجتمع القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية تحت لواء منظّمة التحرير الفلسطينية، وهذا ما لا شكَّ فيه، حيثُ أنَّ حركة "فتح" جاهزةٌ لدفع كلِّ الأثمان من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية وتنفيذها".

خطواتُ المصالحة انطلقت والعمل جارٍ على تحسين واقع القطاع
حول تقديراته لخطوات المصالحة الفلسطينية الجارية وتنفيذها على الأرض، أوضح إياد نصر أنَّه منذ توقيع اتّفاق المصالحة في القاهرة، وُضِعَ برنامجٌ وجدولٌ زمنيٌّ لتسيير عملية المصالحة، وإعادة تشكيل النظام السياسي الفلسطيني في قطاع غزّة.
وذكَرَ أنَّه منذ توقيعِ الاتفاق وقدوم الحكومة الفلسطينية إلى القطاع، بدأت عمليةُ نقلِ الصلاحيات وتسليم المقرّات للحكومة الفلسطينية، وأضاف: "لقد سُلِّمَت بعض الوزارات بشكلٍ منضبطٍ وملتزمٍ بالاتفاقية، وهناك بعض الوزارات التي حدثت فيها إشكالياتٌ يجب حلُّها وإنهاؤها، مثل سُلطتَي الأراضي والبيئة ليتمَّ تمكين الحكومة الفلسطينية في المحافظات الجنوبيّة".
ونوّه نصر إلى أنَّ المعابر في قطاع غزّة أيضًا بعد أن سُلِّمَت تستدعي استكمال الشق الأمني كي يكون هناك تسليمٌ كاملٌ لها لتقوم الحكومة بتحمُّل كامل المسئولية عن الجوانب المتمثّلة بالعمل الخِدماتي والأمني فيها.
وبخصوص دور القيادة في المرحلة الراهنة تجاه أبناء وأهالي قطاع غزّة، قال: "إنَّ القيادة التي ترعى جماهيرها، وتقترب منها، وتحنو عليها، وتُراعي احتياجاتها، هي قيادةٌ حكيمةٌ ملتفَّةٌ حول مُحبِّيها، أمّا القيادة التي لا تلتفتُ إلى احتياجات هذه الجماهير، ولا ترعاها هي قيادة تسبح في فراغ ولا امتداد لها، فعندما وضعَ عالم السياسة "ديفيد إيستون" منهاجًا لتحليل النُّظُم السياسيّة ذكرَ أنَّه إذا كان الأداءُ سليماً كانت المخرجات سليمةً، وعلى القيادة أن تقرأ ردودَ الفعل، وأيُّ قيادةٍ لا تقرأ الرسائل التي وُجِّهَت من خلال هذا الجمع الغفير لا يحقّ لها أن تبقى أو أن تكون قريبةً من هذه الجماهير، لكنَّني متأكِّدٌ تمامًا أنَّ قيادتنا، وعلى رأسها الرئيس محمود عبّاس، قيادةٌ مدركةٌ تمامًا لاحتياجات الجماهير وتراعيها وستراعيها بإذن الله، وستكون دومًا قريبةً من جماهيرها، وهذا موقفنا في حركة "فتح" وموقف قيادتنا، فنحن لن نتخلَّى عن شعبنا ولا عن جماهيرنا بالمطلق، وهذه هي دومًا رسالة القائد العام للحركة".
وبالتطرُّق إلى موضوع التّقاعد المبكر لأبناء الأجهزة الأمنية، قال نصر: "هذه القضية مؤلمة، وما نتمنّاه أن يكون للسيّد الرئيس موقفٌ فيها لإرضاء أبنائه الذين ما زالوا مُلتزمين بشرعيّته، وعلى الرغم من أنَّ هناك الكثيرين ممَّن حاولوا اللَّعب على هذا الوتر، وحجبَ مشاركتهم في المهرجان، إلا أنَّ المتقاعدين ومَن صدر بحقِّهم قرارٌ بالتقاعد كانوا أولَ الملتزمين والمنضبطين، وتقدَّموا الصفوف الأولى في أرض السرايا ليؤكِّدوا أنَّ هذا الأمرَ ليس مساحةً لعبثِ العابثين، ولا فيه مساحة لكي يتلاعبوا عليه ويحرفوا بوصلتهم الوطنيّة والفتحاويّة".
وختم عضو الهيئة القياديّة العليا في غزّة إياد نصر حديثه لـ"القدس" قائلاً: "نقولُ للشعب الفلسطيني إنَّ رسالة ياسر عرفات التي عهدناها منذ انطلاقة الثّورة ما زالت خالدةً في قلوبكم وعقولكم، وهذا يُبشِّرنا بأنَّ الوطن بخير، وبأنَّكم بايعتُم قيادَتَكُم من جديد، وقُلتُم إنَّ حركة "فتح" وقيادة السُّلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها السيّد الرئيس محمود عبّاس وقيادة اللّجنة المركزية والمجلس الثّوري هُم خيرُ ممثِّلٍ لكم، وهذا ما أثبتّموه بخروجكم، وبهذه المناسبة نقول أيضاً لسيادة الرئيس أبو مازن سِر فنحنُ خلفك، ووالله لو خضتَ غمارَ البحر لخُضناه معك".

حشودُ السّرايا عكست صورةً مشرقةً عن"فتح"
في كلمةٍ وجّهها الرئيس محمود عبّاس للمحتشدين خلال المهرجان عبر الشاشات، أكَّد أنَّه سيبذل الجهودَ المطلوبةَ كافّةً من أجل تنفيذ اتّفاق المصالحة الذي وُقِّع مؤخَّرًا في العاصمة المصرية القاهرة، وصولاً إلى سلطة وقانون وسلاح شرعي واحد في أراضي الوطن كافّةً، مُشدّداً على أنَّ التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود إلى تخفيف المعاناة وبعث الأمل لمستقبلٍ أفضل في قطاع غزّة.
وقال الرئيس أبو مازن في كلمته للجماهير المُحتشِدة في ساحة السرايا "ليس هناك مَن هو أحرصُ منّا على أهلنا في قطاع غزّة، والشعب الفلسطيني شعبٌ واحدٌ ذو مصيرٍ واحدٍ، ولا دولةَ في غزّة وحدها، ولا دولة بدون غزّة".
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مفوّض التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبيّة، أحمد حلس، في كلمةٍ ألقاها أمام الجماهير خلال المهرجان، إنَّ الرئيس أبو عمَّار لم يكن قائداً للشعب الفلسطيني فقط، وإنَّما كان عنواناً قومياً وأُمَميًّا له دورٌ وإسهامٌ في كلِّ حركات التحرُّر الوطني في جميع أرجاء العالم، لافتاً إلى دور الرئيس الراحل بتدويل القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني أمام شعوب العالم كافّةً.
وأوضح حلس أنَّ حركة "فتح" قد اختارت ساحة السّرايا لإحياء الذكرى، باعتبارها المساحة الأوسع التي تتناسب مع عددِ الحشودِ الكبيرةِ، كما أنَّها تتوسَّط القطاع، ما يُسهِّل لكافة أبناء شعبنا التوجُّه إليها، مُبيِّنًا أنَّها تُمثِّل موقعًا مُهمًّا لمؤسّسات السلطة الفلسطينية التي دمَّرها الاحتلال، وبالتالي سيتمُّ إحياء الذكرى على أطلالها، مُلمِّحاً إلى أنَّ هذه الساحة شهدت أكبر تجمُّع عرفَهُ قطاع غزّة خلال الاحتفال بذكرى انطلاقة الحركة الثامنة والأربعين.
وبارك حلس لـ"فتح" النجاح في إحياء ذكرى استشهاد أبو عمّار بكلِّ نظامٍ وبحشدٍ جماهيريٍّ ضخمٍ، قائلاً: "لقد رسمَ المحتشدون صورةً مشرقةً لحركة "فتح" من خلال زحفهم وتشكيلهم لمليونيه جديدة في غزّة".
يُذكر أنَّ وزارة الداخلية في غزّة قالت في بيانٍ لها إنَّ الأجهزة الأمنية والشرطية أجرت ترتيباتها لتأمين إقامة المهرجان بمشاركة وفدٍ من قيادة حركة "فتح"، ممَّا أدَّى لإقامة المهرجان بشكلٍ يليق بشعبنا وبالذكرى.

جماهير "فتح" تُجدِّد العهد، وتطالب بكشف قاتل عرفات
وجَّه المواطن حسن العَدَوي، الذي التقته مجلّة "القدس" في ساحة السرايا خلال مهرجان إحياء ذكرى ياسر عرفات، رسالةً للقيادة الفلسطينية والعالم، بأنَّ الوحدة الوطنية وعموم السلام على الأرض الفلسطينية وجميع البلاد العربية هو أهمُّ شيء يمكن تحقيقه، مُناشدًا القيادة الفلسطينية بضرورة النّظر بعين الرحمة لأهالي قطاع غزّة، إذ قال: "لا تنسوا غزّة، فنحن في وضع سيّء جدًا يحتاج إلى إعادة نظر وترتيب لكافة الملفات المتعلّقة بشؤوننا الحياتية".
بينما قال المواطن نهاد السيِّد: "من حقِّ الشعب الفلسطيني أنَّ يعرف مَن الذي اغتال رئيسه الراحل ياسر عرفات، فأبو عمّار يُهمُّ الشعب الفلسطيني بأكمله، ولا يهمُّ شخصًا بعينه أو "فتح" وحدها، فهو رئيس وقائد هذا الشعب، لذا من حقِّنا جميعًا أن نعرف مَن الذي اغتاله، لتتمَّ محاكمته أمام العالم بأسره".
وتابع السيِّد: "نحن نؤكِّد أنّنا مع القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عبّاس رمز الشرعية، ومهرجان اليوم أثبتَ للجميع أنَّ غزّة فتحاوية بامتياز، والعالم شاهد عبر شاشات التلفاز أين "فتح" في غزّة، وما هي قيمتها لدى الشعب، فهي الحاضر والمستقبل وهي صاحبة المشروع الوطني، ونُطالبُ القيادة أيضاً بإيجاد حلٍّ لمشكلة التّقاعد المبكر، ونتمنّى أن يكون هناك نوع من العدل في هذا الملف، فنحن لسنا معارضين ولا مؤيِّدين للقرار، ويبقى هذا الأمر في المقام الأول رؤية عُليا من القيادة نتمنّى العدول عنها".
أمَّا المواطن رامز الأحمد، فقال: "لقد جئنا اليوم إلى أرض السرايا للتأكيد على أنَّنا ما زلنا على درب الشهيد القائد ياسر عرفات، وليعلمَ أبو عمَّار في مرقده أنّنا لم ولن ننسى العهد، وأنّنا ماضون على دربه حتى تحرير آخر ذرةٍ من تراب فلسطين"، مؤكِّداً  أهميّة الكشف عن المتورّطين في جريمة اغتيال الرئيس عرفات من أجل إزالة الغصّة من قلوب الفلسطينيين بتقديمه للمحاكمة، وتنفيذ أقسى العقوبات بحقِّه.
وتابع: "جُرحُنا برحيل القائد الرمز أبو عمَّار لم يندمِل حتى الآن، ولن يرقد رئيسنا ووالدنا الكبير أبو عمَّار بسلام إلا بتحقيق العدالة، وفضحِ الجُناة الذين نفَّذوا عملية اغتياله. لقد كان أبو عمَّار رمز الثّورة والوطنيّة والقضيّة والهُويّة الفلسطينيّة، لذا نحن هنا اليوم لنُحْيي ذكرى استشهاده، ولنُجدِّد العهدَ على الثورة والوطنية والقضية الفلسطينية".
بدورها قالت المواطنة نور مهدي: "صحيحٌ أنَّ الرئيس ياسر عرفات غابَ عنّا منذُ ثلاثة عشر عامًا، إلا أنَّ كفاحه ونضالاته من أجل القضية والشعب الفلسطيني ما زالت حيّة وستبقى في وجداننا. أبو عمَّار ليس رئيسًا لشعب، بل أبو عمَّار أبٌ لشعب، ولن ينساه أصغر أشبالنا لأنَّ لا بيت فلسطيني يخلو من صورةٍ له أو أكثر، فبحنكته السياسية وأسلوبه الوسطي في الحكم، استطاع أن يجمعَ أبناء شعبنا كافّةً حوله، وأن يزرع محبَّتَهُ في قلوبهم من كبيرهم إلى صغيرهم".
رحلَ شمسُ الشهداء، ياسر عرفات، الأب المعلّم، والثّائر صاحب الكوفيَّة السمراء، في الحادي عشر من نوفمبر 2004 بعد صراعٍ مع المرض إثر وعكة صحيّة ألمَّت به خلال الحصار الذي فرضته عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي بمقر المقاطعة بمدينة رام الله، تاركًا الكثير من الغموض حول أسباب وفاته. رحل أبو عمَّار، محمد ياسر القدوة الحسيني، لتبقى كوفيّته نبراسًا لثُّوار العالم، وابتسامته الأخيرة محفورةً في قلوب أبنائه الفلسطينيين في شتّى بقاع الأرض.