رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، والحصار الإسرائيلي الذي أدى إلى مغادرة العديد من رجال الأعمال لقطاع غزة، إلا أن سيدة الأعمال منى الغلاييني تواصل نشاطها، في إصرار غريب لتحدي كل الصعاب والتحديات.

ابنة مخيم الشاطئ التي اتسمت بقوة الشخصية، والإصرار والعزيمة لتحقيق تلك النجاحات، تحدثت عن بداية نشأتها قائلة: تلقيت التعليم في مدارس وكالة الغوث (الأونروا) ومن ثم التحقت بمدرسة بشير الريس لاستكمال المرحلة الثانوية وصولاً للمرحلة الجامعية في المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك تخصصت في مجال المحاسبة، لقد نشئت في أسرة محبة للعلم والتعليم ومنفتحة عقلياً وهذا ما دفعني للسعي وراء طموحي، إن الثقة والاحترام والتقدير من قبل الأسرة خاصة لفتاة في مجتمعنا الشرقي يمنحها دفعة قوية للأمام".

صعوبات

وأضافت، وبدا عليها الإصرار على النجاح ومواجهة التحديات،: لم أولد وفي فمي ملعقة ذهب، بل نشئت في كنف عائلة بسيطة جداً، اعتمدت على نفسي وقويت عضدي، بداية عملي كانت عام 1995 في شركة مقاولات، ثم عملت في أحد الفنادق في قطاع غزة بقسم الاستقبال لأترقى لمسؤولة القسم انتقالاً إلى مساعدة المدير.

وقالت: أثبتت لنفسي في البداية ثم للمحيطين ومن ثم للمجتمع أن المرأة الفلسطينية تستطيع أن تتخطى الصعاب لتصبو لتحقيق أهدافها، مؤكدة أن طموحها منذ البداية لم يكن موظفة عادية تعمل من الساعة 8 - 4 بل كنت أطمح لأكثر من ذلك.. "البزنيس" ومشاريع خاصة، هذا ما كنت أسعى إليه دائماً ومن هنا كانت خطوتي الأولى في عالم المشاريع بدءاً من فنادق "بيج بايت، الروتس1, الروتس2، وصولا إلى كير فور.

غزة ثم غزة

وحول إصرارها على الاستثمار في غزة أشارت إلى "وجود عدة مقترحات أمامي للعمل خارج البلاد إلا أنني أبديت الرفض فقد كبرت ونجحت في غزة، وأقل ما يمكن أن أرد لها المعروف استثماري بها، وكنت اردد دائماً (غزة ثم غزة)، فهي الأكثر ترابطاً في فلسطين التي تمتاز بالترابط الأسري والاجتماعي الكبير، وبالرغم من سفري لعدة بلدان عربية وأجنبية إلا أنني لا أطيل السفر، فبمجرد مرور 10 أيام أحن مرة أخرى وأعود إلى موطني".

وعن سر تطورها في المشاريع التي تنفذها في غزة، قالت: أسعى دائما للنهضة والتجديد في مشاريعي التي لا تقتصر فقط على العمل السياحي والفنادق، حيث توجهت أيضاً للعمل في القطاع الخدماتي من خلال مشروع (كير فور) هو (هايبر ماركت) كبير يقوم بخدمة المستهلك، وأنا أحد الشركاء فيه.

وتقول: استطيع أن ألخص مشوار كفاحي خلال 22 عاماً بأن من لا يتطور لا يتقدم "كان هذا وما زال".

تحديات

وحول تحديات العمل الفندقي في غزة، أوضحت الغلاييني: "على الرغم من أننا نفتقر لوجود فنادق عالمية مثل 5 نجوم، ولا يوجد لدينا تصنيف فنادق في المجال الفندقي والسياحي مقارنة مع دول الخارج استطعنا أن نثبت وجودنا في هذا المجال وبجدارة فنحن الوحيدون والحمد لله استمرينا بالعمل من دون توقف، رغم أن هناك العديد ممن يملكون المال لفتح مشاريع كبيرة لكنها لم تمتاز بالاستمرارية.

وقالت: حب العمل والإخلاص فيه يدفعك لإتقانه والسعي دائما للتطوير، التميز يحتاج إلى وقت وجهد ودقة وإتقان حتى نرتقي بعمل مميز ومستمر مقارنة مع الأعمال الأخرى، وهذا كان هدفي أولاً وأخيراً لذلك أنا صاحبة مهنة ولست سيدة أعمال فقط".

الاحتراف وليس العمل

وعن سر نجاحها السياحي والتجاري قالت: احتراف المهنة وليس العمل البحت هو ما يميز مشاريعنا والدليل أن العديد من المطاعم تستقطب موظفينا للعمل معهم (نحن ندرب تدريبا عالي المستوى) وهذا ما جعلنا نحظى بهذا الامتياز.

وأضافت: أسعد دائماً بوجود بصمة لي في كل مشروع سواء كان لي أو لغيري، فالعمل لديّ ليس احتكاراً في نهاية المطاف بل هو عمل يرتقي لمصلحة البلد ونشاطه.

وتتابع: أعمل مع 4 أو 5 شركاء طوال تلك المدة مع اختلاف شريك أو اثنين، لكن 80% يستمر عملي معهم، وكنت محظوظة جداً بالتعاون مع هذا الفريق الذي اشعر بأنه أسرتي الثانية، وهم رجال أعمال وأصدقاء ومقربين على الصعيد الاجتماعي وأكن لهم كل مودة واحترام.

العلاقة مع الشركاء والمجتمع

وحول علاقتها بالشركاء قالت: "أنا عضو مجلس إدارة، لكن حتى الآن لم يتم التصويت بيني وبين شركائي على أي قرار، مشيرة إلى أن جميع القرارات تؤخذ بالتفاهم والتشاور فيما يخدم المصلحة الواحدة ويعود الفضل الأكبر لعائلتي – شركائي- أصدقائي وزملائي بالعمل الذين هم سبب نجاحي ليومنا هذا.