حلت اليوم الذكرى الحادية والثمانين لاستشهاد القائد السوري سعيد العاص الذي ضحى من أجل الدفاع عن قضية فلسطين.

واستشهد العاص خلال معركة الخضر قرب بيت لحم يوم 6 تشرين أول/أكتوبر 1936، حينما تحركت قوات بريطانية كبيرة إلى المنطقة لتطويق الثوار في جبال الخضر وحوسان بقيادة سعيد العاص، وبمعاونة نائبه عبد القادر الحسيني.

وكانت الخسائر كبيرة بين صفوف الثوار بسبب قلة الإمكانات والحصار المحكم، إذ سقط العاص شهيداً والحسيني جريحاً وأسيراً إلا انه على الرغم من التفوق الذي أحرزه الجيش البريطاني بفضل العدد والعدة فقد استمر الثوار في نشاطهم في فلسطين؛ الأمر الذي دفع إنجلترا إلى سلوك طريق المناورة السياسية كرديف للعمل العسكري.

والشهيد العاص من مدينة حماة السورية وانتمى على الأرجح، إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وسنة 1936 حين انفجرت الثورة الفلسطينية الكبرى كان في طليعة الذين التحقوا بهذه الثورة منذ بداياتها الأولى، فدخل إلى فلسطين في أيلول 1936، واتخذ منطقتي الخليل وبيت لحم ميدانه العسكري، وراح يدرب الناس وينظمهم في وحدات عسكرية، فتمكن من تأليف قوة قوامها 250 رجلاً.

ومثلت هذه القوة نواة «جيش الجهاد المقدس» الذي قاده سنة 1948 عبد القادر الحسيني.

وعلى أرض فلسطين خاض الشهيد العاص في 24 أيلول 1936 معركة حلحول على طريق الخليل- بيت لحم، ضد القوات البريطانية وانتصر فيها بعد خمس عشرة ساعة من القتال المتواصل، واستشهد فيها ثلاثة من المجاهدين فقط، بينما سقط للبريطانيين نحو 40 جندياً.

وقد طيّرت هذه المعركة صواب الجيش البريطاني، فعمد إلى تجميع أكثر من ثلاثة آلاف جندي، ووضع خطة تطويق محكمة للمنطقة التي يتحرك فيها سعيد العاص.

وفي يوم الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر 1936 تمكنت القوات البريطانية من تحديد مكان العاص في جبال قرية الخضر وتطويقه بينما كان مع 120 مقاتلا من رجاله.

وبعد يومين من ذلك التاريخ اندلعت المعركة الأخيرة في المنطقة الواقعة بين قريتي نحالين ورأس أبو عمار، وكان المقاتل سعيد العاص يخوض هذه المعركة واقفاً وهو يوجه رجاله إلى القتال، فأصيب بثلاث رصاصات، لكنه ظل يطلق النار، إلى أن أصيب في رأسه برصاصة رابعة فخر شهيداً، أما نائبه عبد القادر فجرح وأُسر، لكنه تمكن من الفرار لاحقاً