بقلم: ماهر حسين

في هذه الايام يجري الإعداد للإنتخابات الداخلية في صفوف حركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين. ويتم التداول مسبقاً  بأسماء الفائزين قبل إتمام هذا الاستحقاق في سيناريو إعتاده كل المتابعين، خاصة حين يتعلق الأمر بانتخابات جماعة الإخوان المسلمين وفروعهـا .

لا يهمني من الذي سوف يترأس المكتب السياسي لحركة حمـــاس فهذا شأن حمساوي داخلي ولا يهمني كذلك الدور الذي سيلعبه الخارج من قيادة حماس فهذا أيضاً شأنٌ حمساوي إخواني داخلي .

ما يعنيني هو انعدام أي مؤشر حقيقي حتى الأن على أن حماس تقوم بمراجعات لسياساتها الداخلية والخارجية، الاقليمية والمحلية، ولحروبها المفتعلة ولعلاقاتها القائمة على المصلحة  ولإنقلابهـا الاسود في غزة ..هذا الإنقلاب الإنفصالي الخطير الذي جعل غزة رهينة لحمـــاس ولسياسة حماس ولمصالح حماس .

ما يهمني بأننا لم نسمع  حتى الان عن أي مراجعة لدى حماس  لعلاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين في محاولة للخروج من عباءة الإخوان المتهمين بالإرهاب والتخريب في العديد من الدول العربية؛ اذ إن هذه العلاقة - بين حماس وقيادتها في الجماعة - تضر بالقضية الفلسطينية وبشعبنا.

لقد شدّدنا مرارا" بأن على حماس الانسحاب من جماعة الإخوان المسلمين، على غرار ما حصل في تونس، وعلى حماس الانضمام الى جسم منظمة التحرير الفلسطينية كبديل وطني عن خيارها الإخواني العالمي.

ولكن وللآسف حتى اللحظة هذه لم نلمس أيّة مؤشرات بتغيير حقيقي في حماس سيصاحب الإنتخابات إنّما فقط سيكون حال القادم في حماس كقول المثل (جمل محل جمل برخ).

كنت بانتظار تغيير سياسي يثبت أنّ حماس صاحبة إستراتيجية وحنكة سياسية وصاحبة موقف من كل الملفات أو على الأقل كنت أنتظر أن تكون حماس تعلمت من الدرس الناتج عن تدخلها في شؤون الغير كما حصل في سوريا ومصر .

من هذا المنطلق وبسبب كل ما حصل  ندعو حماس لحسم علاقتها مع الجماعة الأم ..جماعة الإخوان المسلمين..

فهل ستبقى جزءً سياسياً منها يأتمر بسياساتها أم تخرج حماس من الجماعة الى الفضاء الفلسطيني الوطني الرحب وأعني به منظمة التحرير الممثل الوحيد والجامع لشعبنا وحلمنا و قضيتنا.

من ناحية أخرى على حماس أن تكون صاحبة موقف سياسي واضح، شفاف ومحدد  من قرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن الحق الفلسطيني سياسيا" هو الأراضي المحتلة عام 1967.. وأتوقف هنا للحديث عن موقفها الذي نعلمه مسبقاً وقد أشرت له عدة مرات في مقالات متعددة وهذه المواقف منقوله أصلا" من تصريحات  السيد خالد مشعل  الذي أشار عدة مرات وبوضوح  الى أن حماس ترغب بإقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشرقية فلا حديث عن تحرير كامل وعن جهاد حتى الموت وعن صراع وجود لا صراع حدود  ؛ علما" بأن التحالفات الحمساوية السياسية التي تصب في المحور (التركي – القطري) هي تحالفات استراتيجية مع  دول احتفظت بموقف محدد وواضح من هذا الموضوع السياسي .

  فموقف تركيا وقطر السياسي واقعي وواضح وهو يقوم على أساس دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته على حدود اراضيه المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمة وهذا الموقف الواضح والصريح يمنع حماس حتماً من التحدث في قطر عن تحرير يافا وحيفا، او المجاهرة في تركيا عن نيتها القضاء على اليهود على طريقة (خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود).

أكرر بأنا نحتاج لموقف واضح من حماس ..موقف صادق ...لا لُبس فيه . فلتتوقف حماس فورا" عن التلاعب في الجماهير التي ما زال البعض منها يبرر مواقف الحركة السياسية من منطلق الخطابات العاطفية.

إن الموقف السياسي لحمـــاس ..الموقف الحقيقي هو موقف منظمة التحرير الفلسطينية وموقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) .

على حماس كذلك أن تحسم موقفها من العديد من الملفات وأبرزها الإنقلاب الأسود، الديمقراطية والإنتخابات، الحريات والتعبير عن الرأي والإنفصال في غزة .

وعليها أيضاً ان تراجع موقفها من العديد من الدول كإيران ومصر مثلا"ماذا تريد حماس منهما ؟ ومن المهم هنا الإلتفات الى التيار الإيراني في حمـــاس فماذا بخصوص التيار الإيراني في حمـــاس وهل هو خيار حمساوي اخواني(غير معلن) أم هو  أنحراف سياسي تنظيمي يقارب الانشقاق .

يوجد على الطاولة مجموعة كبيرة من المواضيع والملفات لم نسمع حتى الان عن أي مراجعات ذاتية أو نقد لها مما يؤشر بدقة الى أن كل ما سيحصل لاحقاً هو ببساطة ....

أن (خالد) رايح و(اسماعيل) جاي ولا فرق بين الرايتين الا بالموقع الجغرافي.