القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة قبل يومين، أعلنت اسرائيل ان سببه هو سقوط صاروخ من قطاع غزة في محيط مستوطنة (سدريوت) دون اصابات، وبداية نسأل: هل فعلا سقط الصاروخ؟، واذا اطلق فعلا فمن الذي اطلقة؟ ولماذا يتحدث افيغدور ليبرمان عن تغيير قواعد اللعبة، ويهدد بنسف اتفاق التهدئة الذي جرى انجازه في نهاية الحرب الثالثة على غزة التي شنتها حكومة نتنياهو في 2014، تهدئة مقابل تهدئة، حيث لا شيء مما قبل تم تنفيذه على الاطلاق، فالحصار هو الحصار برا وبحرا وجوا، الاحتلال الاسرائيلي لا يقبل بمرجعية سوى ما يراه هو، والمكآفات تنهال عليه، من كل جانب لجعل الانقسام يصبح ازليا.

بعد قرابة خمسين سنة على وجود الاحتلال، فانه لا يستطيع ان ينتج نفسه الا بهذه الكيفية، استيطان وقتل يومي وهدم ممنهج للبيوت، وعقاب جماعي، واجراءات شاذة ضد الاسرى، وبقية المسلسل المعروف.

وهذا يفرض علينا ان نحدد اولياتنا وان نتاكد، أننا لا ننساق وراء التشعبات الجانبية وانما تظل الاولية الاولى هي انهاء الاحتلال وليس جعل هذا الاحتلال لطيفا لأنه لا يستطيع أن ينتج نفسه إلا على هذه الشاكلة، عربدة قوة عمياء، وإدارة علاقة معنا على إيقاع القوة وعلى قاعدة الخرافات المجنونة.

وعندما يكون عندنا أمن لمجتمعنا وحياتنا وبناء مستقبلنا، فلا يجب ان نفرط بهذا الأمن لقاء حالة شعاراتية زائفة، وعندما يكون عندنا استحقاق انتخابات محلية فيجب ان نتوجه لانجازها بكل قوة وبعيدا عن اللغة المزدوجة والمماحكات المكررة وتصريحات الجنون المطلق والتفاهة الكاملة التي يطلقها محمود الزهار بين وقت وآخر، يجب أن نستثمر كل ما بأيدينا الى حدوده القصوى من اجل ازاحة هذا الاحتلال لان وجود هذا الاحتلال وبقاءه جاثما على صدورنا كل هذه السنين هو خطيئة الخطايا، فالاحتلال هو كهف كل الشرور ووراء كل الرزايا، ابتداء من مصادرة مستقبلنا ومرورا بكارثة الانقسام وانتهاء برعاية الساقطين وطنيا الذين نصبوا الكمين وقتلوا افرادا من قوات الأمن في نابلس.