حذر رئيس جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية "الشاباك"، نداف أرغمان، الذي تولى مهامه مؤخرا، من حالة الاحتقان في الضفة الفلسطينية المحتلة، وأن الانفجار وارد في أي لحظة على الرغم من تراجع العمليات التي بدأت موجهتها في خريف العام الماضي واستمرت لعدة شهور.
وكان ارغمان قد قدم تقريره الأول في منصبه، أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية، أمس الأول الثلاثاء، وانتشرت تفاصيل التقرير أمس. وقال أرعمان، إنه "منذ بداية التصعيد الحالي في مطلع تشرين الاول (اكتوبر) الماضي 2015، نفذت اكثر من 300 عملية ومحاولة عملية ذات مغزى (لا تتضمن عمليات رشق الزجاجات الحارقة)، منها نحو 180 عملية طعن، وأكثر من 90 عملية اطلاق نار، ونحو 30 عملية دهس". وعلى حد قوله، ففي تشرين الاول (اكتوبر) 2015 مع أنه طرأ ارتفاع حاد في عدد العمليات، ويمكن اعتبار ذلك كنقطة ذروة في ميل ثابت من الارتفاع في العمليات في المناطق المحتلة والذي بدأ منذ 2012. وقال إن "معظم العمليات في التصعيد الحالي هي لمنفذين أفراد لدوافع شخصية، بينما عدد العمليات التي نفذتها منظمات منخفض نسبيا".
وحسب تقرير أرعمان فإن قوات الاحتلال وأجهزته، قد أحبطت خلال الفترة الماضي 240 عملية، من بينها 11 محاولة عملية انتحارية (استشهادية)، و10 محاولات لعمليات اختطاف، واكثر من 60 محاولة عمليات اطلاق نار، معظمها بمبادرة حماس.
وقال أرغمان إنه في الاشهر الاخيرة يبدو انخفاض في عدد العمليات، مقابل ما كان في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وزعم رئيس الشاباك أن هذا يعود الى ما أسماه "التحسن في قدرات الردع في جهاز الامن والمخابرات امام المنفذين الافراد للعمليات، وكذا تركيز الردع على المنفذين ومحيطهم القريب، في ظل الحفاظ على نسيج الحياة لعموم السكان الفلسطينيين". وقال إن "كل هذا خلق احساسا في اوساط الجمهور الفلسطيني في المناطق، بعدم الجدوى من استمرار التصعيد، والامر مسنود ايضا باستطلاعات الرأي العام التي اجراها الفلسطينيون وعرضت في الاستعراض".
وشدد أرغمان، على أنه على الرغم من التراجع، إلا أن الواقع في الضفة المحتلة، بما فيها القدس ما زال قابلا للاشتعال، وأن أية "أعمال شاذة"، في الحرم القدسي الشريف، من شأنها ان تتسبب بانفجار متجدد. كما جاء في الاستعراض بانه ينبغي أن يضاف الى ذلك الاحساس السائد في اوساط حركة فتح والجمهور في المناطق المحتلة، بان عهد حكم ابو مازن يقترب من نهايته، وبالتالي فإن السلطة الفلسطينية حاليا في فترة انتقالية تمهيدا لتبلور قيادة جديدة.
وبالنسبة لقطاع غزة يرى أرغمان ان الهدوء الحالي فيه ليس خادعا. وذلك على خلفية الضائقة في القطاع والنابعة من تفاقم الوضع المدني الاقتصادي، والتصدي المتصاعد لخلايا داعش التي تسللت الى القطاع. وقال إنه منذ حملة "الجرف الصامد" في صيف 2014 نفذت نحو 80 عملية من قطاع غزة، وهذه هي الفترة الاكثر هدوءا في القطاع منذ اكثر من عقد. ومن خلف معظم هذه العمليات تقف جماعات هامشية في المعسكر السلفيالجهادي. واسباب الهدوء النسبي هي ردع حماس، ولا سيما بسبب غياب جاهزية تامة للمعركة، وسياسة إسرائيلية متوازنة حيال القطاع على المستوى الأمني والمدني على حد سواء.
وحسب ادعاء إرغمان، فإن حماس تواجه في ضائقة استراتيجية بسبب العزلة السياسية، على ضوء الأوضاع الاقليمية. ورغم ذلك فإن حماس على إعادة بنائها العسكري.