نظَّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال مأدبةَ إفطارٍ رمضانيٍ، وذلك غروبَ اليوم الجمعة 26 رمضان 1437 هـ الموافق 1\7\2016 في قاعة مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات في مخيّم البداوي.

وتقدَّم الحضورَ سماحةُ مفتي طرابلس والشمال الدكتور مالك الشّعار ولفيفٌ من المشايخ، وأمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة وعضوَا قيادة الإقليم عاطف عبدالعال وطالب الصالح، ومستشار الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف، وممثّلو الفصائل والقوى والأحزاب الفلسطينية واللبنانية وممثّلون عن اللّجان الشعبية وفعاليات من مخيمَي البداوي والبارد.

وبعد الإفطار وأداء صلاة المغرب التي أمَّها سماحة المفتي الشّعار، كانت له كلمةٌ أكّد فيها أنّ شهرَ رمضان الذي يجمعُنا هو شهر الخير والبركة وشهر القرآن، وأشار الى أن فلسطين هي الأرض التي باركَها الله عزّ وجلّ، وأنّ الإسلام يجمعنا والعروبة والوطن والمقدّسات التي شرّفنا الله عزّ وجلّ بأن نكون حُماتها والمدافعين عنها.

وأضاف "علينا أن نتآخى، وأن نتوحّد، وأن نُدرك أن كلَّ الذي جرى على أرض العرب والمسلمين إنما يهدفُ إلى ضربِ وحرفِ البوصلة عن فلسطين، عن بيت المقدس"، وتابع "إنَّ الزمن هو أقوى أسلحة العدو الصهيوني، وهو الذي يصيبُ البعضَ باليأس والترهُّل، لذلك علينا أن نتوحّد، وبتوحُّدنا سوف يصطدمُ مشروعُ العدو الصهيوني بصلابتنا وهِمَمنا العالية، لذلك علينا في رمضان أن نقتبسَ من خيراته وأن نعود الى كتاب الله وهدي نبيّنا، وإلى تلك السيرة المشرقة المضيئة التي تفوق بضوئها ضوءَ الشمس".

وأكّد أنّ فلسطين كلّ فلسطين هي لأبناء الشعب  الفلسطيني، وعلينا التمسُّك جميعاً بحق العودة الى حيفا ويافا واللد والرملة والى كل الارض الفلسطينية، والتّكامل فيما بيننا، مؤكّداً أنه لا حرج إن تعدَّدت تنظيماتنا ولكن المهم أن تكون في إطار مصلحة فلسطين.

وثمَّنَ سماحته رباطة جأش الشعب الفلسطيني الفاقد لأبسط حقوق الانسان المتمسّك بحق العودة الى الوطن الأم فلسطين، وختمَ كلمته بتوجيه التحية لابناء حركة "فتح" أصحاب الدعوة والى العاطفة الجيّاشة التي استُقبِل بها في مجمع الشهيد الرمز ياسر عرفات بين أبناء الشعب الفلسطيني موحّداً بكافة طيفه السياسي والاجتماعي آملاً من الله أن يجتمع بهذه الوجوه الطيّبة فوق ثرى فلسطين محرّرة بإذن الله في العام القادم.

ثمّ كانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" إقليم لبنان الحاج رفعت شناعة الذي قال: "نعيشُ في لبنان بكلِّ فخر بين إخوتنا وأهلنا، ونفخرُ بوجودنا في لبنان لأنّه كانت لنا صولاتٌ وجولاتٌ ومعاركُ خضناها ضدّ العدو الصهيوني مِن على أرضِ جنوبه الصامد".

وأضاف "نحنُ اليومَ نعيشُ في مخيّماتنا نبذلُ أقصى الجهد من أجل حمايتها ضدّ الفتن التي تهدفُ إلى ضربِ الوحدة الفلسطينية، ومع التنسيق الكامل مع الهيئات الأمنية والسُّلطات اللبنانية ذلَّلنا الكثيرَ مِن العقبات، وفوّتنا العديد من الفِتن التي كانت تستهدفُ ضربَ أمن مخيّماتنا، ونحن نعيشُ في هذه المخيّمات بانتظار تحقيق النصر والعودة الى فلسطين".

وتطرّق شناعة الى ما يحصل داخل الوطن مشيراً الى الثمن الغالي الذي يدفعه الشعب الفلسطيني في مواجهةِ العدو الصهيوني الذي يستفردُ بشعبِنا لأنَّ "الحدودَ مغلقةٌ وللأسف دولنا العربية بعيدة عن فلسطين جرّاء ما يجري على أراضيها، ونحن نفتقدُ لجهودها"، سائلاً الله أن يتوصَّل الجميعُ إلى حلول سياسية تضمن الأمن والاستقرار لشعوبنا ودولنا العربية لأن فلسطين أحوج ما تكون لأُمَّتها، والعدو الصهيوني يعتمدُ على أمريكا مردفاً "نحن عندما نقاتل العدو الصهيوني فإنّنا نقاتلُ امريكا التي تُعدُّ رأس الأفعى والمدبِّر لكل ما يحصل في الوطن العربي" .

واشار إلى القرارات العجيبة التي اتّخذها العدو الصهيوني لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين، والعقوبات التي تصل إلى 20 عاماً ضدّ كلِّ مَن يرمي حجراً على جندي صهيوني، وعرضَ إلى الوضع الخطير للأسرى الذين باتَ عددهم يزيد عن 7000 أسير بينهم 67 امرأة ومئات الأطفال الذين يعيشون في عذاب دائم، والعالم كله لم يستطع أن يسمح للصليب الاحمر أن يدخل الى معتقل من معتقلات العدو الصهيوني.

وتطرّق شناعة الى الوضع الخطير الذي يلف مصير المسجد الأقصى والمرابطين فيه معتبراً أن الله أحسنَ اختيارَنا كفلسطينيين كي نكون قربَ المسجد الأقصى لحمايته وهو ناصرنا بإذن الله.

وأكّد الحاج رفعت شناعة أن الانقسام الفلسطيني يُسعِد عدونا المتربّص بنا، ويبقي حالتنا الوطنية ضعيفة مشدّداً على وجوب إنهاء الانقسام وتمتين الوحدة الداخلية لمواجهة العدو الصهيوني الذي باتَ لا يُقيم وزناً لكلّ الأُمَّة العربية حينما أصبح يساوم على المبادرة العربية للسلام ويشترط التطبيع للقبول بها، ومجدّداً التأكيد على ضرورة اتمام المصالحة وتوحيد شطرَي الوطن من أجل حماية المشروع الوطني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.