بسم الله الرحمن الرحيم

"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" صدق الله العظيم

بيان صادر عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" ـ إقليم لبنان

 لقد تعاطت حركة "فتح" مع نتائج انتخابات العام 2006 بإيجابية مُطلَقة رغم خسارتها في الانتخابات التشريعية، وكانت تعليمات الرئيس أبو مازن باستمرار تسليم الوزارات إلى الحكومة الجديدة التي ترأّسها السيد إسماعيل هنية، هذه الحكومة التي أخذت الثقة من الرئيس أبو مازن، وقد تم تشكيلها من وزراء كلهم من حركة حماس، وأصرَّت هذه الحكومة على أن لا تلتزم ببرنامج السلطة.

ورغم كل ذلك فقد فوجئت قيادة "م.ت.ف"، وقيادة السلطة الوطنية، وقيادة حركة "فتح" بإعلان الانقلاب على الرئيس ابو مازن، وهذا ما كرَّس واقعاً مأساوياً جديداً في الساحة الفلسطينية، وأصبح الانقسام المدمّرُ هو الذي ينخر في الجسم الفلسطيني، ممّا أثار الخلافات الحادة، وحال دون الوحدة الوطنية، وتعطَّلت كل محاولات المصالحة التي سعت إليها الفصائل الفلسطينية، وغابت الحياة الديمقراطية عن الساحة الفلسطينية، ولم يعد مسموحاً إجراء الانتخابات في الوطن، لأن الانتخابات تعني تجديد الشرعيات الفلسطينية لتمكين شعبنا من أخذ دوره في الكفاح الوطني.

لقد مارست قيادة حركة "فتح" دورها المسؤول في التغلُّب على الانقسام، إلاَّ أن كافة المحاولات التي بذلتها قيادة حركة "فتح" بشكل خاص، وفي المقدمة الرئيس أبو مازن الذي لبَّى كافة المطالب الضرورية لتحقيق المصالحة استناداً إلى الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة العام 2011، ورفض كافة محاولات الابتزاز التي تؤثِّر على شرعية "م.ت.ف" الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، أو التي تخالف النظام والقانون والدستور.

أولاً: إنَّنا في حركة فتح وبعد مرور تسع سنوات على الانقسام المدمِّر، ورغم الجراح النازفة، والآلام، والمعاناة، والانهيار الاقتصادي في قطاع غزة والضفة الغربية، فإننا نقول بأن حركة حماس هي جزء لا يتجزّأ من نسيج الشعب الفلسطيني، وان النصر لايتحقق إلاَّ بوحدة كافة القوى الفلسطينية في إطار استراتيجية واحدة تَعتبرُ أن المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني هي فوق الجميع، وأن البوصلة يجب أن تبقى باتجاه  فلسطين، وأن يبقى القرار الفلسطيني منطلِقاً من مصالح شعبنا وليس متأثّراً بمصالح الجهات الاقليمية والدولية.

ثانياً: إنَّ إحتدام الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والدور الهمجي والعنصري والتدميري الذي  تمارسة حكومة نتناهو ضد الشعب الفلسطيني بهدف الإجهاز على الحقوق الوطنية الفلسطينية، هذا الواقع يفترض من حركة حماس العمل على إعادة اللحمة، والالتزام باتفاق القاهرة حتى نستطيع أن نواكب الصراع على مختلَف الجبهات  السياسية والأمنية، والقضاء على محاولات زرع الفتنة الداخلية.

ثالثاً: إنَّ المراهنة الحقيقية هي على الموقف السياسي الموحَّد في الساحة الفلسطينية في كافة أماكن تواجدنا سواء في الداخل أم في الشتات، ونخصُّ مخيمات اللجوء في لبنان حيث تجري محاولات مدروسة لتفجير أوضاع المخيمات تمهيداً لتضييع حق العودة. ومثل هذه المشاريع لا يمكن مواجهتها إلاَّ برصِّ الصف، وانجاز الوحدة الوطنية، ودفن الانقسام وتداعياته.

آملين أن يكون هذا العام هو عام المصالحة حتى نكون أقدر على معالجة جراح أهلنا في مخيمات سوريا، ومخيمات لبنان، وأهلنا المعذّبين في قطاع غزة الذين ينتظرون لحظة المصالحة حتى يتنشّقوا نسائم الوطنية الفلسطينية، وعطرَ الشهداء الأبرار، من أجل وطنٍ واحد رغم أنف العدو الإسرائيلي.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار الذين جعلوا من أجسادهم جسراً للنصر.

الحرية لأسرانا وأسيراتنا الصامدين بوجِّه الارهاب والجلاد الصهيوني.

وإنها لثورة حتى النصر

قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان

14\6\2016